تحقيق كتاب الأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

كتاب الأخلاق
هذا الكتاب صادر عن مطبعة محمود علي صبيح في ميدان الأزهر الشريف في مصر.
لعل هذا الكتاب هو الوارد في إجازة الشيخ رضي الله عنه تحت رقم 72 ولم يرد ذكره في الفهرس، وورد في تحقيق عثمان يحيى تحت رقم 745.
وهو كتاب لا تصح نسبته إلى الشيخ الأكبر رضي الله عنه فإنه يخالف أصوله جملة وتفصيلاً، والغالب أن مؤلفه فيلسوف أو راهب نصراني فإنه يعتمد العقل والفكر ولا يذكر الشرع وليس في هذا الكتاب شيء من الرياضة ولا المجاهدة التي يذكرها الشيخ في كتبه الثابتة.
وأما رسالة الأخلاق للشيخ الأكبر رضي الله عنه فقد جاء ذكرها في كتاب الفتوحات المكية ج1ص241 و ج4ص459 وهي موجهة إلى الفخر الرازي من الشيخ الأكبر وليس له ذكر في هذا الكتاب.
أما تحقيق ما جاء في هذا الكتاب:
- فقد جاء ذكر الرهبان في الصفحة 28 ، 31، 32 ولا ذكر لأولياء الله تعالى ولا للصوفية.
- وفي الصفحة 32 يقول عن الخمر: "من طلب العفة هجر الشراب بالجملة وإن لم يمكنه فليقتصر على اليسير منه ويكون في الخلوات أو مع من لا يحتشمه، ويتجنب مجالس المجاهرين بالشراب والسكر والخلاعة . . .".
ويقول في الصفحة 36: "لابد أن يتجنب المسكر وإن تمكن من هجران الشراب البتة فهو أصلح لقهر النفس الغضبية والشهوانية جميعاً." لا يمكن لأي عاقل أن ينسب هذا الكلام للشيخ الأكبر رضي الله عنه، فلم يرد ذكر لتحريم الشراب ولا لحكم الشريعة فيه.
- كما يقول في الصفحة 33: "على أن الشهوة للطعام والنهم فيه وإن كان من الأخلاق الردية فهو أسهلها وأهونها"، كما يقول في الصفحة 36: "إن الرأي وجودة الفكر يقبحان له السفه وسرعة الغضب والانهماك في الشهوات واتباع اللذات"، أين حكم الشريعة؟!
- ويقول في الصفحة 37: "وتقوية هذه النفس إنما يكون بالعلوم العقلية"، وفي نفس الصفحة يقول: "وفضائل هذه النفس هي العلوم العقلية وخاصة ما دقّ منها، فإذا ارتاض الإنسان بالعلوم العقلية شرفت نفسه وعظمت همته وقويت فكرته وتمكن من نفسه . . ." كما يقول في نفس الصفحة: "من يحب سياسة أخلاقه النظر في كتب الأخلاق والسياسة"
- كما يقول في الصفحة 38: "من لم يتمكن من اكتساب العلوم العقلية والإمعان فيها أو تعذر عليه ذلك فليبذل جهده في تدقيق الفكر ومجاهدة النفس."
ويقول في الصفحة 42: "ويجعل شعاره ليله ونهاره قراءة كتب الأخلاق وتصفح كتب السير والسياسات"، لا ذكر للشريعة ولا لقراءة القرآن ولا للذكر هنا.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والحمد لله رب العالمين

محمود محمود الغراب