ملاحظات على كتاب الخـيـــال في مذهب محيي الدين ابن عربي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

ملاحظات على كتاب
الخـيـــال
في مذهب محيي الدين ابن عربي
للدكتور محمود قاسم / عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة
طبعة عام 1969 - معهد البحوث والدراسات العربية


استخدام الدكتور محمود قاسم كلمة "الحلم" في موطن الرؤيا، يدل على أنه لا يفرق بينهما، وأنه لا يلتزم بالاصطلاح الشرعي، والواقع أنه ولو أن الحلم والرؤيا يقعان في حضرة الخيال إلا أن الحلم من الشيطان فلا يستخدم هذا اللفظ في حال الرؤيا التي هي من الله:
فيقول في ص33: "ويستشهد ابن عربي بحلم يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه روي عنه أنه قال ..."، لا يصح إطلاق كلمة "حلم" على رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكما جاء في ص23: "لا يمنع أن يكون الحلم الصادق (الصحيح الرؤيا الصادقة) إعلاماً من الحق"، فلا يجوز إطلاق كلمة "الحلم" على الرؤيا الصادقة من الله تعالى.

ويقول في ص30 عن يوسف عليه السلام: "فلما قصَّ حلمه (والصحيح رؤياه) على أبيه يعقوب".

ويقول في ص31: "وهنا يعود ابن عربي مرة أخرى إلى وصف الحياة الدنيا بأنها ليست في الحقيقة إلا حلماً"، والشيخ ابن العربي لم يقل أبداً أنها حلم بل قال أنها خيال.

ويكرر كلمة الحلم عن رؤيا يوسف عليه السلام مراراً.

أما الخطأ الفاحش الذي أتى به الدكتور محمود قاسم ونسبه للشيخ الأكبر ابن العربي في ص92،93 بقوله: "وذلك طبقاً لقوله بوحدة الوجود حيث لا يفرق بين الله والعالم باعتبار أن ما يحدث في الكون ليس إلا صوراً من التجليات الإلهية فتوحات ج3ص541"، هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الدكتور محمود قاسم لم يفهم شيئاً عما جاء به الشيخ ابن العربي عن "وحدة الوجود"، راجع كتابنا شرح كلمات الصوفية من ص 468 إلى ص 488 من كلام الشيخ محيي الدين بن العربي عن وحدة الوجود.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والحمد لله رب العالمين

محمود محمود الغراب