إلهي ... أتيتك بقلب مرتجف ... ليس من ظلام الذنوب والكبائر ..وإنما من أشباح الحيرة ... فعندما اجلس وحيداً أري وجوه عديدة تحدق في وجهي ... كلهم يشبهوني تماماً.. هل أنا ذلك المراهق الذي أخذ يجوب الأيام منطلقاً .. يستوي معه كل الأفعال تحت ميزان زاحد .. يبحث نهاراً عن قصة حب يحشر نفسه فيها وفي الليل عندما لا يسمع إلا صوت الصمت ...يشعر بلدغات الشهوة تلهب جسده ... أم أنا ذلك الشاب الذي كان يوماً هادئاً ثم إنطلق يلهث وراء رزقه في وطنه أم عبر المحيطات ليفوز بكسرة خبز تكفيه .... أم أنا ذلك الأنيق الذي يجلس في عرسه بجوار إنسانة لايدري أهي التي إختارها القدر بالفعل له أم هو قد تعجل الاختيار ... أم أنا ذلك الرجل الذي يمشي وحيداً على الكورنيش ليلاً يتطلع إلى أمواج النيل تارةً ويرفع رأسه إلى السماء تارةً أخرى لعله يرى مالم يره ألاخرون ... تتساقط عبراته دون أن يعلم من أين أتت ولماذا أتت لتغافل عينه لتبرق في عينيه دون أن يراها السائرون بجواره...لعله يبكي شيئاً فقده يوماً ما أو يبكي شيئاً كان يجب أن يكون معه ... لعله يقف اليوم وينظر إلى السماء ليس لطلب شيء مادي وإنما ليناجيك يا إلهي ويسألك من أنا حتى أسير على دربك دون شتات ... فأنت صاحب كل وحيد .. وملجأ كل ضال ... ومنتهى كل بداية .. أنت من وضع أسرار الكون .. فلن يعجزك قلب حائر متقلب لعبد لا يبلغ ذرة في ملكك.... اللهم نور لنا في قلوبنا وأخرجنا من الدنيا معافين من أنفسنا .. آمين