{ 2 } إلى عبد {الله} / جورج دبليو بوش
السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته
قال ربي وربّكم { الله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار } في كتابه العظيم القرآن الذي أنزله على عبده محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم وختم به الرسالات السماوية إلى عباده على الأرض منذ آدم عليه السلام وإلى إبراهيم وموس وعيسى عليهم السلام؛ وذلك ليتحقق وعده لعباده وليتقدّس اسمه ولتكون مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض وليكون الخبز كاف للناس أجمعين .
قال تبارك وتعالى:
{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً
ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله
فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون }
[64 آل عمران]
وقال رسول الهدى والمحبة محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي { لا إله إلاّ الله} )
وقال رسول {الله} وكلمته عيسى رسول المحبّة بن مريم العذراء عليهما السلام :
[ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم
وصلّوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ]
وقال عليه السلام:
[ من لطمك على خدّك الأيسر فأدر له الآخر كذلك ]
ألا فاعلم يا أخي أنه في يومنا هذا وبحكم الوقت الحاضر أن الحرب لا ولن تحقق السلام. وأن الحرية لا ولن تتحقق لشعوب الأرض إلاّ بالمزيد من الحرية.
لا بالقهر والاستبداد والاستعمار.
وأعلم أن الخلاص من الإرهاب لا ولن يكون بسلاح القتل والتدمير ذلك لأنه لم يعد فاعلا كما كان في العهود السابقة.
إنّ السلاح الفاعل اليوم وبحكم وقتنا الحاضر هو العلم والحكمة والموعظة الحسنة وهو المحبّة.
أم أنكم قد نسيتم ما قاله كلمة {الله} عيسى عليه السلام:
[ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم
وصلوا من أجل الّذين يسيئون إليكم ويطردونكم]
ألا فقل لي بربّك : ما الفرق بينك وبين أسامة بن لادن ؟
لقد لطمك على خدّك فما كان منك إلاّ أن كلت له الصاع صاعين. ولعمري إن هذا لهو دليل الضعف وليس دليلا على القوة.
الإرهاب والعنف والتسلّط إنما هي صفات الضعفاء بميزان منطق العصر الحاضر. عصر العلم والمعرفة . عصر هذا السلطان الذي جعله {الله} بأيديكم ومكّنكم من أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض.
قل لي بربّك لماذا أنشأتم كل صروح العلم والمعرفة في شتى المجالات والتي يصعب حصرها وتعدادها ؟ كم عدد الجامعات وكم عدد معامل البحث العلمي ؟ وكم قمرا اصطناعيا أرسلتم إلى الفضاء بغرض البحث العلمي ؟ و كم عدد المستشفيات التي أقمتموها لعلاج بني الإنسان, وكم تم اختراعه من وسائل وأجهزة وآليات لغرض تسهيل حياة الإنسان؟ وما هو حجم ميزانية المعونات التي ترسلونها لإنقاذ حياة الإنسان في شتى بقاع الأرض؟ لعمري إنّ هذه هي القوة الحقيقية .
و أعجب لمن له كل هذا الخير لبني الإنسان يعمد لقتل الإنسان ! فكم روحا من أرواح بني الإنسان أزهقت من بني جلدتك ومن بني الإنسان في أرجاء الأرض!!!.
و{الله} إنه ليصعب تفسير هذا التناقض !
كم من أرواح بني الإنسان أزهقت في فيتنام وكم في أفغانستان وفي فلسطين وأخيرا في العراق ؟ هلا نظرت وتأملت في نتاج كل هذا! يا أخي ألا فانتبه فإن {الله} يكلمكم بلسان بليغ وبآيات واضحات بأن السلام لا يحل في الأرض إلاّ بالمحبة وبالسلام.
كم هم ضحايا الإرهاب في 11 سبتمبر من بني الإنسان؟
وكم أضفت أنت مزيدا عليهم من ضحايا بني الإنسان ؟
إن من تسبب في أحداث سبتمبر المشئوم لهو رجل جاهل مريض كان الأولى بكم أن تطلبوا له العلاج والمعرفة لا أن تركبوا معه على نفس المركب.
نسمع من المجتهدين والعلماء ورجالات الفكر والمعرفة تفسيرات متعددة لمعنى ودوافع الإرهاب. فتجار المخدرات إرهابيون والمافيا بشتى سلوكياتها إرهابيون . والجائعون المتشردون كذلك إرهابيون .
أتريدون الحق في ذلك ؟
فأعلموا أن الإرهاب ما اتخذ هذا الشكل الذي تبلور عليه أخيراً إلاّ بعد أحداث سبتمبر المشئوم. وما جاء الإرهاب إلاّ ممن يدّعون الإسلام . والإسلام ورسول الإسلام عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم بريء منهم.
إنهم يعتقدون عقيدة راسخة في قلوبهم بأنهم على المحجّة البيضاء تجمعهم العروة الوثقى لا انفصام لها . وهؤلاء مستعدون للتضحية بأموالهم وأرواحهم فداء عقيدتهم .
ومهما قتلت منهم فإنك لن تستطيع أن تستأصل جذورهم. وإن مات ابن لادن فسيظهر لك العشرات ممن هم على شاكلته .
لقد اتّبعت الطريق الخطأ في محاربتهم وسلكت دربا وعرا يقود في نهايته إلى هوّة الهلاك وإفناء المزيد من بني الإنسان.
لقد فات عليكم ، وللأسف الشديد ، أنت ومن معك ممن يعتبرون أنفسهم أذكى علماء بني الإنسان ، فات عليكم أن تعمدوا لمحاربة الإرهاب بنفس السلاح الذي يحارب به .
لقد اعتقدتم أن سلاح الإرهاب الذي حاربكم به هو تلك المتفجرات التي شحنها في السيارات المفخخة وفي تلك الطائرات التي تسببت في هذا التحول الحاد لمجريات حياة الإنسان .
لقد فاتت عليكم الحكمة البديهية البسيطة وهي : أنه لا يُفلّ الحديد إلاّ الحديد .
إن السلاح الذي يحارب به الإرهاب هو عقيدة خطأ
هو فهم متخلف لدين السلام الإسلام
هو إدراك قاصر لحقوق الإنسان
بكل هذه البساطة التي لا تحتاج لاجتهاد.ويستوي في ذلك بن لادن وبني إسرائيل.
ولكي يُستأصل الإرهاب من جذوره لا بد أن يُعمد إلى تصحيح العقيدة. ولا يمكن أن تصحح العقيدة بالمدفع. وإنما تصحح العقيدة بالعلم وبالمعرفة .
إن عقيدة أمة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم : اقرأ مرة أخرى ( أمّة المؤمنين ) ونؤكّد على ذلك؛ أمّة المؤمنين وليس أمّة المسلمين . ذلك لأن أمّة المسلمين لمّا تأت بعد .
عقيدة أمّة المؤمنين تقوم على آية من آيات {الله} جلّ شأنه وعظمت حكمته تبارك وتعالى، آية هي من الآيات الحسنة في القرآن العظيم .
اقرأ مرّة أخرى ( الآيات الحسنة ) وليس الآيات الأحسن :-
{The better } Not {The best }
هذه الآية الحسنة تقرأ :
{ وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة
ومن رباط الخيل
تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم }
[ 60 الأنفال]
هذه الآية الكريمة قام عليها أمر الجهاد في سبيل {الله} والأمر موجهاً إلى الذين آمنوا في القرن السابع الميلادي. ولقد كان السيف والرمح ورباط الخيل هو السلاح الفعّال في ذلك العصر البعيد . ولقد تحقق به الانتصار وبه أُخرجت الإنسانية من الظلام إلى النور.
سل أيّ من أمة المؤمنين يقول لك أن القرآن العظيم صالح لكلّ زمان وكلّ مكان.
و{الله} إنّ ذلك لحق.
وحقيقة هذا الحق أن القرآن العظيم يخاطب الناس على قدر عقولهم بحكم العصر الذي هم فيه. فإن اختلف العصر واختلف إدراك العقول اختلف الخطاب. وصلاح القرآن العظيم لكل زمان وكل مكان هو أنه أعدّ خطابا يلائم كل عصر يستجد. ولو أن السيف والرمح ورباط الخيل هي القوة المراد إعدادها للجهاد في سبيل {الله} والصالحة لكل زمان وكل مكان لكان الحال في يومنا هذا تماما كما كان قبل أربعة عشر قرناً . ولو أن الجهاد في سبيل {الله} مكتوب أن يكون بأسلحة القتل وإزهاق الأرواح في كل زمان وفي كل مكان لأضيفت المدافع والطائرات الحربية والقنابل الذرية إلى رباط الخيل.
أم أنكم تقولون أن تلك كناية تشمل كل سلاح فتّاك يستجد مع الزمن ! فإن قلتم ذلك فقد جهلتم على {الله} جهلا عظيما.
وهل يحتاج {الله} تبارك وتعالى أن يكنّي ؟ وهو تبارك وتعالى:
{ ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير }
[14 الملك]
إن الخطاب الّذي أعده {الله} تبارك وتعالى في القرآن العظيم في أمر الجهاد ليلائم عصرنا الحاضر هو:
{ ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالّتي هي أحسن
إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين }
اقرأ مرّة أخرى ؛ قال: { جادلهم } وليس جالدهم .
والحق المبين هو أن هذه الآية الكريمة بما فيها من أمر صريح لا يحتمل التأويل هي الأحسن لعصرنا الحاضر من تلك. و نحن مأمورون أمراً صريحا لا لبس فيه بأن نتّبع أحسن الّذي أنزل من السماء.
قال {الله} تبارك وتعالى:
{ واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
فافهم يا أخي ؛ لا بل يجب أن تفهم بأن دين {الله} الإسلام هو رسالة من {الله} إلى الأنام.
هو الخطاب الفصل إلى الإنسانية جمعاء.
أرسل إليها رسله الكرام لتخرجهم من ظلام الجهل إلى أنوار المعرفة والصلاح.
موسى وعيسى عليهم السلام ومحمد عليه أفضل الصلاة والسلام هم أبناء أم واحدة رضع جميعهم من ثدي واحد لبن التوحيد الواحد هو:
{ لا إله إلا الله }
ويحق لك أن تسألني : إذا فكيف السبيل إلى الخلاص؟ والجواب هو : من أجل ذلك تيسر لنا بفضل {الله} أن نوفق في تقديم ( سلسلة لسان العصر ) لنا و لك ولابن لادن وللإنسانية جمعاء .
هي لأمّة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم. تدعوهم ليزيدوا الإيمان وليدخلوا في دين {الله} الإسلام ليكونوا أمة المسلمين:
{ إنّ الدين عند الله الإسلام }
وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكلمته عيسى بن مريم عليه وعليها السلام.
وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكليمه موسى عليه السلام.
وهي لأتباع بوذا وزرادشت وكنفشيوس وماركس ولينين.
وهي لكلّ من كان بخلاف ذلك من عبدة الأوثان والطاغوت والشياطين.
وأعلم يا أخي أن فاقد الشيء لا يعطيه. وكما قال الرب سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام:
{ يا عيسى عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس}
فإن واجب الداعي للسلام أن يشيع السلام في بيته أولا ثم يعمد إلى جاره الأول فالأول.
أنتم تدّعون بأنكم أهل الديمقراطية وفرتم حقوق الإنسان في الحرية. ولكن يجب أن تعلموا بأن هذا هو الباطل بعينه. ذلك لأن الحرية عملة ذات وجهين . ولن تتحقق العدالة الاجتماعية إلا بتطبيق وجهي عملة الحرية. وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
إن النظام الاقتصادي الذي يقوم على الرأسمالية لهو أخطر على بني الإنسان من الإرهاب. الإرهاب يقتل الناس قتلا سريعا فيريحهم وأما الرأسمالية فتقتل الناس قتلا بطيئا. تستعبدهم وتزلهم وتجوّعهم .
فلكي ينال الإنسان حقوقه كاملة غير منقوصة يجب أن يكون حرّا كامل الحرية. ووجه عملة الحرية الآخر هو الحريّة الاقتصادية . ولن تتحقق الحرية الاقتصادية للإنسان إلا بالمشاركة في خيرات الأرض. فالأرض أرض {الله} والخير خير {الله} والخلق كلهم جميعا عيال {الله}.
وما نحن في هذه الحياة إلاّ مسافرون ولابد مرتحلون عنها عاجلا أم آجلا. فليس منّا من هو خالد علي أديم هذه الأرض.
ولن تكون ب{الله} المسرّة وعلى الأرض السلام ما لم تتحقق للناس كلهم جميعا العدالة الاجتماعية التي بتحقيقها يصبح الإنسان حرّا كامل الحرية.
فانظر يا أخي إلى حال أبنائك في بيتك هل هم كلهم جميعهم أحراراً ؟
فإن أردت أن تكون رجل السلام الأول في هذا العالم الرحيب فاعمد أولا لتحقيق السلام بين أبنائك وأفراد أسرتك الذين هم تحت مسئوليتك ورعايتك. وأنت تملك هذا الاقتصاد القوي بل وأقوي اقتصاد في العالم لن تنال شرف لقب [ رجل السلام ] إلا بعد أن يخرج آخر أبنائك من أنفاق مجاري المياه فيسكن كما تسكن ، و إلا بعد أن تتحول موائده من براميل النفايات ليأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب . و إلاّ بعد أن يحظى بنصيبه من التعليم والعلاج أسوة ببقية إخوانه أبناء جلدتك.
فإن فعلت ذلك فأنت القوي الأمين المؤتمن. وأنت رجل السلام الذي يتطلع إليه المشردون الجائعون المضطهدون المعذبون في الأرض. وإن فعلت ذلك فأنت ملح الأرض.
أقول قولي هذا واستغفر {الله} لي ولكم ولسائر الناس كلهم أجمعين.
وأدعوه تبارك وتعالى من فضله وكرمه أن يكون خبزنا كفافنا وأن تكون به مسرّتنا وأن يحقق لنا وعده:
{ المجد لله في الأعالي وبالله المسرّة وعلي الأرض السلام }
و ليكون كما هو السلام في السماء يكون كذلك السلام على الأرض. وآخر دعوانا أن الحمد {لله} رب العالمين .
وعلى محمد بن عبد {الله} نبيّ الهدى والمحبة أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
والسلام على عيس وموسى وجميع أنبياء ورسل {الله} الكرام.
والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.