منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رسائل السلام (إلى فقهاء وعلماء أمة الإيمان )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف هاشم محمد نجم

يوسف هاشم محمد نجم


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 22/08/2011

رسائل السلام (إلى فقهاء وعلماء أمة الإيمان ) Empty
مُساهمةموضوع: رسائل السلام (إلى فقهاء وعلماء أمة الإيمان )   رسائل السلام (إلى فقهاء وعلماء أمة الإيمان ) Emptyالإثنين أغسطس 22, 2011 11:17 pm

{ 3 } إلى : علماء وفقهاء أمّة الإيمان .
السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.
قال ربي وربّكم {الله} العالم المريد القادر القاهر فوق عباده تبارك وتعالى الحيّ القيّوم ذو الجلال والإكرام:
{ ألا إنّ لله ما في السماوات والأرض
ألا إنّ وعد الله حق
ولكنّ أكثرهم لا يعلمون *
هو يحي ويميت وإليه تُرجعون *
يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظة مّن رّبّكم وشفاء لما في الصدور
وهدى ورحمة للمؤمنين *
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا
هو خير مّمّا يجمعون }
[58 يُونس]
صدق {الله} العظيم
ألا فاعلموا هداني {الله} وإياكم والناس أجمعين:
أن شريعة {الله} التي شرّعها لعباده هي الرحمة التي وسعت كلّ شيء.
هي الهدى وهي النور الذي جاء به محمد بن عبد {الله} النبيّ الأمّيّ عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم منذ وعند أول الخلق.
وستظل كما هي عليه الهدى والنور للناس كلهم أجمعين في سبيل الرجوع إلى من إليه هم راجعون.
إن علوم الشريعة السّمحة هي العلم وهي الهدى وهي أمر {الله} تبارك وتعالى للناس في كل حين.
هي الهدى الذي اهتدى به آدم عليه السلام.
وهي النور الذي أضاء به أنبياء {الله} ورسله الكرام، من عرفناهم ومن لم يسمهم {الله} لنا ، سبل الرشاد لبني الإنسان عبر الزمن وعلى مرّ العصور.
وهي الحكمة الحكيمة التي حكمت دفع الناس بعضهم ببعض ولولا ذلك لفسدت الأرض و لهدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم {الله} كثيرا.
وبناء على حكمها الحكيم زوّج آدم عليه السلام الأخت لأخيها.
ولقد كان خطابها في مختلف الأزمنة للناس على قدر عقل الناس في زمانهم.
قال محمد بن عبد {الله} نبيّ المحبّة والهدى والرحمة للعالمين عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:

( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا
أن نخاطب النّاس على قدر عقولهم )

شريعة {الله} لعباده طبّقها جميع الأنبياء والرسل الكرام علي أقوامهم.
فشريعة {الله} واحدة تنزّلت من الواحد الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن لّه كُفوا أحد.
قال {الله} تبارك وتعالى:

{ شرع لكم مّن الدّين ما وصّى به نوحا
والّذي أوحينا إليك
وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى
أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه
كبر على المشركين ما تدعوهم إليه
الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب }
[13 الشّورى]
فقال محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم:

( خير ما جئت به أنا و النبيون من قبلي :{ لا إله إلاّ الله } )

ومنذ أن أُرسل نبيّ {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم في القرن السابع الميلادي وإلى أن تقوم الساعة سيكون الحكم للشريعة التي أُمر عليه الصّلاة والسلام أن يطبّقها بين الناس على الأرض. ذلك لأنه عليه الصّلاة والسلام قد ختم به {الله} سبحانه وتعالى التنزيل من السماء على الأرض.
فلا نبيّ يأتي من بعد خاتم الأنبياء عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم.
وبه سيكون المجد {لله} في عليائه وبه ستتحقق عند الناس كلهم جميعاً ب{الله} المسرّة.
وبه سيعم الأرض السلام فيصبح أمر {الله} تبارك وتعالى كما في السماء كذلك علي الأرض.
إن صلاح أمر الشريعة لحكم وتنظيم أحوال الناس سياسياً واقتصادياً واجتماعيّاً في القرن السابع وفي قرننا هذا وفيما سيأتي من قرون وإلى أن تقوم الساعة ، هذا أمر مسلّم به .
{الله} سبحانه وتعالى هو {الله} الواحد الأحد:

{ إنّني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري }
[14طه]

وما الأمر من عنده سبحانه وتعالى إلاّ أمر واحد منذ عهد:
{ ألست بربكم }
وإلي أن تتمّ إليه الرجعى.
إن أمر {الله} واحد لا يختلف.
ولكن الناس فيه يختلفون .

الحقيقة من عند {الله} تبارك وتعالي حقيقة واحدة.
غير أن الحق عند الناس يختلف باختلاف إدراك عقولهم.

ولهذا ومن أجل هذا جاء الخطاب الحكيم الّذي لا ينطق عن الهوى:

( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا
أن نخاطب النّاس على قدر عقولهم )

وقدر العقل يختلف عند الناس بقدر ما يملك العقل من وسائل الرؤية لأبعاد الحقيقة. ولنضرب لذلك مثلاً
*- جيء بفيل عظيم . وجيء بأشخاص عُمي فوضعوا حول الفيل يتحسسونه .
ثم جُمعوا فأخبروا بأن ما كانوا يتحسسونه هو الفيل .
ثمّ سُئلوا أن يعرّفوا الفيل ؟.
قال الذي كان عند خرطوم الفيل بأن الفيل ثعبان.
وقال الذي كان عند رجل الفيل بأن الفيل شجرة.
وقال الذي كان عند صفحة الفيل بأن الفيل جدار.
أما الّذي كان يتحسس أذن الفيل قال بأن الفيل درقة.
هكذا هو اختلاف إدراك العقول حول الحقيقة الواحدة .
وهكذا تتجلى حقيقة الشريعة الواحدة علي الناس بقدر ما يمكن لعقولهم أن تدركه وتفرض عليهم التكليف بقدر طاقتهم علي التطبيق.
{لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها}
هذه هي عظمة الشريعة السّمحة وهكذا يكون صلاحها علي مرّ الدّهور وذلك من حكمته ورحمته سبحانه وتعالى:
{ لا يكلّف الله نفساّ إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت
ربّنا لا تؤاخذنا إن نّسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الّذين من قبلنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا
أنت مولانا
فانصرنا على القوم الكافرين }
[286البقرة].
إن الهدف من رسالتي إليكم معشر العلماء والفقهاء وبإذنه وحوله سبحانه وتعالى هو الاجتماع على معرفة واحدة لحكم الشريعة السّمحة الّذي فيه صلاح أمر الناس سياسياً واقتصاديّاً واجتماعيّاً في عصرنا هذا الحاضر.
وهو توحيد الصّف والعمل يداً واحدة لإنقاذ البشرية ؛ بني الإنسان من ويلات هذا العنف الّذي استشرى وهذا الظلم وهذا الطغيان وهذا الجهل وهذه الأرواح الطاهرة التي أُزهقت وهذه الدماء الحرة التي أُسيلت على أرجاء الأرض .
إن هذا الاختلاف فيما بينكم وهذا التعارض بين ما يقول به بعضكم وما يفعله البعض الآخر في مواجهة العالمين؛ لهو سبب هذه الفُرقة وهذا الضعف وهذا الانهزام.
بعضكم يعلن ويصرّح ومن علي منابر القنوات الفضائية: بأن الإسلام يقول أنه لا إكراه في الدّين. وأن الدعوة في الإسلام هي:
{ أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالّتي هي أحسن }

وبعضكم الآخر حمل سلاح العنف وانهال علي بني الإنسان ترهيباً وتقتيلاً وتكفيرا.

ألا أيّا الناس المسلمون، النصارى، اليهود وكل من هم بخلاف ذلك إن إلهكم لواحد.
و أن محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم هو رسول {الله} إليكم كلّكم أجمعين.
ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه هذا العناء الّذي تعانون وهذا الشقاء الّذي تحته ترزحون.
ولقد جاءكم بلسان حاله قبل لسان المقال.
فتمثلوه نموذجا إنسانيّاّ لتقتدوا به .
دعوته عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم ليومنا هذا هي بالّتي هي أحسن وهي قبل ذلك وفيما بعد ذلك هي بالقدوة الحسنة.
في السياسة هي للحرية والمساواة.
في الاقتصاد هي للمشاركة العادلة في خيرات {الله} على الأرض.
وفي الاجتماع هي لتحقيق العدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين الناس جنسا وعنصرا ولونا ولساناً وعقيدة.
كلكم لآدم وآدم من تراب .
ماذا يضيركم لو تحاببتم وتعايشتم إخوة مسافرين علي مركب واحد ؟ بدلا عن هذا التسلط من أحدكم على الآخر.
أو لسنا كلنا عبيدا {لله} .
ماذا يضيركم لو تقاسمتم لقمة العيش ؟
وهل تأكلون إلاّ وسع بطونكم.
وهل ستخلّدون على هذه الأرض.
أم أن الجميع مرتحلون عنها عاجلا أو آجلاً.
و بم ستجيبون يوم السؤال العظيم!!
عندما يسألكم الحق عزّ وجلّ :
جاع عبدي وأنتم إلى جواره متخمون من الشبع فلم تطعموه .
مرض عبدي وأنتم إلى جواره أصحاء مترفون فلم تعالجوه.
استعبدتم عبدي وأنا الملك الواحد المتكبر القهار فذوقوا مثل ما كنتم بعبادي تصنعون أفلم أخبركم بأنه:
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
أفلم أخبركم بأنه
لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تبعا لما أرسلت به رسولي.
ألا فاعلموا أيّها الناس كلكم جميعا والعلماء والفقهاء منكم بصفة خاصة أن الساعة آتية لا ريب فيها. ولقد بانت أشراطها.
واعلموا بأننا جميعاً معاً علي طريق الرجعى إلى من إليه حتماً راجعون.
وأعلموا أن الجهاد المطلوب منا اليوم ليس هو الجهاد الأصغر في سبيل {الله}.
ذلك لأن {الله} سبحانه وتعالى غنيّ عنّا.
فأعلموا أن الجهاد المطلوب منا اليوم هو:

الجهاد الأكبر
وهو جهاد في {الله}.
هو مجاهدة النفس لتحب {الله} وليحبها {الله} فيكون سمعها الذي تسمع به، ويكون بصرها الّذي تبصر به، ويكون يدها الّتي تبطش بها.
{ والّذين جاهدوا فينا
لنهدينّهم سُبُلنا
وإنّ الله لمع المحسنين }
[69العنكبوت]
هذا وقد تراء لنا أن نورد بعضاً مما جاء بكتاب( السودان الفن والسلام) وهو واحد من الكتب الأساسية في سلسلة لسان العصر وذلك لتعميم وتوسيع مقاصد لسان العصر في الدعوة للسلام:-
الدين وسيلة للحرية

دين { الله } الإسلام
تفاصيل رحمته التي وسعت كل شيء
ما كان وما سيكون موثّقاً في عروة حقيقة الآن

ففي كل حين وأينما كان
ربطت الحكمة تباين الأشكال والألوان والأديان

تُستعبد من الإطلاق تتحرر من المحدود
وتلك غاية ما يسعى له العُبّاد في سكة الإذعان

العبادة فن تحرير النفس من عقدٍ عبر الدهور تشابكت
وهي تسعى لملاقاة ربها تحت أقبية الزمان
ما عاد الدين علاقة غيبية بين رب وعبيد
قامت على الترغيب في جنة والترهيب من نيران

الدين كُتبٌ ورُسلٌ ليس إلا وسيلة للحرية
يحرر نفس بشريّة لتحقيق كرامة الإنسان

فطرت الخلق الثنائية شملت الأديان
فأُقيمت الشرائع على ثنائية
عبادة ومعاملة على الصعيد مقترنان

العبادة تُربينات محطات كهربائية
تولّد الطاقة لتفتيت عقد بشرية
احتوشت النفس حتى الآن
المعاملة قبسات نورٍ من عبادةٍ بحسن الظن في {الله} مرويّة
ومحبّةٍ لحبيب {الله} خالصةٍ بلا لفٍّ ولا دوران

الأديان شُهبٌ ضوئية تنير الأرض
مشاعل سلامة بها في مناكبها يهتدي الإنسان

الإسلام أن تخضع والإيمان أن تعلم
والإحسان بوّابة ساحة الإيقان

في حديث جبريل السلام عليه
الإيمان أن تشهد وأن تعمل لترسي قواعد الميزان

الميزان هذا النور الذي به تُبصر
لأجل أن تختار كما في { شُبّه لهم }
والعلم أن تتذكّر كيف انفتقت الأكوان
لإزالة نقاب الغيب عن وجه الكيف
لا بد أن تحسب الكم من درجاتٍ في سلم الكدح
البرزخ ما بين المكان إلى الزمان
قال { يا أيها الذين آمنوا آمنوا }
[136 النساء]
ذلك لأن العلم لا حدود له عندها تُرفع الأقلام عن تبيان
والأمر في ذلك توضيحه
كما جاء في قوله { كل يومٍ هو في شان }

وما غُلبت الفئة الكثيرة لقلة حيلة وإنما كما قال
{ مائةٌ يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون }
[65 الأنفال]
فما أروع صورة سيقت مثالاً يحقق التبيان


العلم الذي لا يؤدي إلى الإحسان
كهباءٍ نُثر لا يجدي نفعاً وإن منه بُنيت الجدران

مثلُ الإحسان كبداية استشعار حركة الجنين في الأحشاء
ومن ثم ينمو العلم لينجب الإيقان

الفكر والشعور كآدم وحواء السلام عليهم
بالتزاوج بينهم يتحقق العرفان

وما ظهرت لهما سؤتهما
إلا بعد أن أكلا تفاحة من شجرة العصيان

وما كان جعل المعصية نجداً
إلا للاستلذاذ بفيض المحبة يدفع الغفران


الإيمان بداية العلم
آلية تحقيقه أن تعمل بما تعلم كما قال الحبيب
( من عمل بما علم أورثه {الله} علم ما لم يعلم )
فما أروع بلاغة حكمة الديّان
دولة السلام الثانية
دولة السلام الثانية تقوم على حريّة العقيدة.الناس فيها أحرارٌ.كل فرد منهم مسئول مسئولية فردية عن تصرفاته الاجتماعية.أما تصرفاته الشخصية فلا أحد من الناس مهما بلغ من مكانة علمية أو أخلاقية يملك الحق في مساءلته عنها ما لم تتعداه إلى غيره .فهو يملك ناصية معتقداته الذاتية ويملك أيضاً كل مساحة تصرفاته الشخصية داخل حرم بيته الخاص.
في دولة السلام الثانية القائمة على مبدأ { لا إكراه في الدين }و ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)فإن كرامة الفرد ونيل حقوقه الإنسانية كاملة لا تقوم ولا تعتمد على كونه مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً وإنما تقوم على كونه تقيّاً يحسن التصرف وفق موازين الحق والعدل في معاملته لأخيه الإنسان.وذلك لأن دين دولة السلام الثانية هو كما وصفه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
( الدين المعاملة) (الدين حسن الخلق)
الشاهد أن الناس في هذه الدولة المرتقبة لا يُؤخذوا بمعتقداتهم وأفكارهم مهما رآه الغير متطرّفة ،وإنما يُؤخذ الناس بتصرفاتهم تجاه الغير.وكما تدين تُدان.و لعل أن إيراد بعض آي الذكر الحكيم هنا يجلي الأمر ويزيده وضوحاً حتى يستيقن الناس بأن حرية وكرامة الإنسان هما غاية ومبتغى الإرادة الإلهية الحكيمة:

{فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتّبعنِ
وقل للذين أوتوا الكتاب والأمّيّن ءأسلمتم
فإن أسلموا فقد اهتدوا وّإن تولّوا فإنـّما عليك البلاغ
والله بصير بالعباد}
[20 آل عمران]

{ ليس لك من الأمر شيء
أو يتوب عليهم أو يُعذّبهم فإنهم ظالمون*
ولله ما في السماوات وما في الأرض
يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء
والله غفور رحيم}
[129 آل عمران]

{أرأيت من اتّخذ إلهه هواهـ أفأنت تكون عليه وكيلا}
[43 الفرقان]

{ أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة
فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون}
[23الجاثية]

{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم
إنّ الله عليم خبير }
[13 الحجرات]

{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم
خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا
أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب}
[199 آل عمران]

{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون والنّصارى
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً
فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
[69 المائدة]
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون*
وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرّسول
ترى أعينهم تفيض من الدّمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين*
وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق
ونطمع أن يدخلنا ربّنا مع القوم الصالحين*
فأثابهم الله بما قالوا
جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
وذلك جزاء المحسنين}
[85 المائدة]


من الحبيب الصلاة والسلام عليه محمد
إلى الراضي المرضي المكرّم علي
كانت الدولة الأولى
سادت ثم دالت عند مبتدأ الختام

كانت مؤسسة بحكم الوقت
على قدر سعة العقل في عصر جهل تام

سعة عقل اليوم تبلورت
على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان
فُتقت الذرة في آخره
لسان هذا العصر
ما خطر على قلب السلف ولا رأوه في الأحلام

تلك كانت دولة مبتدأ الختام أسسها الرسول محمد
عليه الصلاة والسلام خاتم أنبياء {الله} الكرام
الدولة الثانية القادمة سيكون رسولها أحمد
وهو هو محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام

يعود الصلاة والسلام عليه محمد مبعوثاً
على المقام المحمود واسمه أحمد خاتم الرسل
عليهم أتم الصلاة وأزكى السلام

كلا الدولتين الأولى والثانية
تقوم على قوانين تنظم حياة أناسٍ على جاهلية
فتُبدي النور ليبدد ظلام

الجاهلية الأولى دولة الرجل ضرغاماً
قتل الضعاف سبى النساء اتخذ من الناس عبيداً
ودفن البنت من ظهره وهي حيّة خوف العار
وما كانت الحيلة إلا سيفاً ورمحاً ونبلاً
وخيلاً تصول تجول لتحقيق المرام
والثانية ما نحن عليه اليوم معاصر الحال شبيه بحال الأولى
استُبدِل فيه السيف بمدفع والخيل بفانتوم
وهضم القويّ حقوق الضعاف ومنع للآخر كلام

واتُخذت المرأة وسيلة لعبٍ ولهو
وزينة واجهات وأسباب الغنى للرجال
برغم ما صار لها مقاماً تحقق لتصبح قاضية
تصدر على خطاة الرجال من القانون أحكام

الدولة الأولى استأصلت الشر بقطع الرقاب
لينمو الخير ويتحقق بين الناس السلام

الدولة الثانية تجيء لتستأصل الشر من قعر العقول بخيط شعاع الليزر
صولجان سلطان العلم لتفكك عقداً بنفوس البشر
طال عليها الأمد حبيسة وهمٍ بأن العقل الآن كما كان عليه
حين كان الرجال كالأغنام تُسام
في دولة البعث الثاني
الناس كل الناس أشراك في خيرات {الله}على الأرض
{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً
فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
[ 15 الملك]
والقانون الحاكم العادل
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وتلك لعمري شراكة إخوان على سرر متقابلين
بينهم المودة تحت سماء السلام

الحكم في دولة السلام التي أشرفت
لدستورٍ يحصحص الحق
يساوي الناس في الحق والواجب
والتفضيل بين الخلق للتقوى
وهي استواء على استقامة خُلُقٍ بلا انقسام
شعار الدولة الثانية القادمة أن لا إكراه في الدين
ليتحرر الناس من إرهاب الوصاية
ويحمل كل إنسانٍ طائره في عنقه
فالمسئولية فردية
و ذاك كفيلٌ بأن بين الناس يفشي السلام

قد قيل لسيد الأنام
{ إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}
[56 القصص]
وعليه فطلب الهداية مجهودٌ فرديٌّ يدعمه الرب
{إن هو إلا ذكرٌ للعالمين*
لمن شاء منكم أن يستقيم *
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
[ 29 التكوير ]
أما تنظيم التعامل بين الناس
فيسدده قانونٌ دستوريٌ يرسّخ حب الخير للآخر
ليكون الحق والعدل للأمن إمام

توقيت قيام الدولة الثانية هو وقت قيام الساعة
وذلك حين يكتمل قمر الثلة الآخرة
فيضيء الأرض من على جانبيها
فتفنى الظلال ويبقى الضياء شريعة كل الأنام

وما أدراك ما الساعة
هي من أمر الرب لمن شاء يبديها
ومن تعمّت عنه تأتي بغتة فتخرس ألسن
وتجعل أخرى بالعلم مضيئة حين تبدأ كلام

الساعة في أحد معانيها نفسٌ أدبها الرب ظاهراً وباطنا
تقول بما تعلم والفعل كالقول تستقيم على الجادة بلا انقسام
الساعة نفسٌ وُزنت على الاستقامة
ظاهرها باطن والباطن قلبٌ بالحقيقة ينبض
بين الناس تمشي تفوح عطراً تشيع الأمن وترسي السلام

الساعة تظهر بعد ليلٍ بهيمٍ فيه اختلّت موازين القيم
واحتراب الناس على لا شيء يسوى
واهتزت الأرض بالزلازل تترى
وسونامي طغى فأهلك الزرع والضرع
واحتباسٌ حراري قدّ قميص الأرض من قُبُلٍ فأشاع الرزيلة
وما عادت عينٌ يؤرّقها الحرام

الساعة نفسٌ أدبها الرب فجُعِلت مقاماً محموداً تفرّد
صاحبه أحمد الصلاة والسلام عليه يجيء يُكمّل رسالة
على الأرض نبتت وسقتها السماء بصرف المدام
وبعد فهذا قليلٌ تأتّى من كثيرٍ حجبته أوهام العقول
ولا نجاة إلا عند عقل توقف بغير لجام
ورطة الفهم عند أهل الهمم

ما بين الحق والحقيقة كما البون بين السماء والأرض تُخوم
كما الفرق بين الأنا و الأنت في
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }

كذلك كما السماء الذَّكرُ وكما الأرض الأنثى
ولا يعني ذلك الرجل والمرأة فهما ينتسبان إليهم
وليس العكس صحيحاً
وتلك فطرت الخلق في العالمين

الحقيقة أصل الحياة أنثى منها انبثق الذكر
مثلما السلام عليه عيسى
ومن الذكر انبثق الزوج رجل وامرأة السلام عليهم حواء وآدم
بشرين منهم جاء البشر عمروا الأرض لهذا الحين
ثلاثة أبعادٍ لمبتدأ الحياة
بعد أن كانت كنزاً في العماء مخفيّاً
ظهرت على ثلاثة أسماءٍ قُدُسيّة
هي
{ الله الرحمن الرحيم }
تدرّجت في بحور صفاتٍ عُلُوّيّة
هي
{ الإله الحيّ القيوم }
فبهم نستعين

الاسم والصفة زوجٌ كما الذكر والأنثى زوجٌ
تشابهت الأزواج ولا يشبه بعضها بعضاً
وصلة النسب هذا النور المبين

الانبثاقُ كان انفلاقاً لنواة الخفاء
فظهرت شموسٌ حجبت حقائق
فتأطّرت حقوق واجهات الدقائق
فضل فرسان العلوم توهموا الحق حقيقة
فاستلوا السيوف حرباً على العارفين

الشرائع قامت لإثبات الحقوق بقدر سعة العقول
لتدرك حقائق تُصوّر الشأن المُعلّى
كل يوم يتجدد كما الحال في القول { ثم جئت على قدرٍ يا موسى }
{ فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدرٍ يا موسى }
[40 طه ]
حقيقة الفطرة تتكشّف على قدرٍ و على نشر الحقوق تعين

الحقيقة برزت أحدية فريدة ليس كمثلها شيء فلا ضد لها
أما الحق فضده الباطل
زُواج اختلافٍ لتسيير الحياة
فيُمحق الباطلُ
ويصعد الحق رأس الرمح لتحقيق البقاء
{ كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جُفاء
وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}
[17 الرعد ]
والأمثالُ تُضرب لعلها على الفهم تعين

السلف فهموا الأمر على ما تنزّل
بقدر سعة عقل العصر الذي هم فيه
فكان انجلاءٌ لجهلٍ عمّ آفاقهم وكان البلسم لداءٍ عضالٍ مشين

خلال القرون الأربعة فوق العشرة
تقلّب فيها الشأن المعلى على حد القول الكريم
{ كل يومٍ هو في شان }
وتطور العقل عبر العصور حتى فلق الذرة
فكيف نساوي بين عقلين!!


ونظر العقل المعاصر فاختلط عليه الفهم
كيف يوفّق بين أمرين
أمرٌ للقتال وإرهاب العدو
{ و أعدّو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم }
[60 الأنفال ]
والأمر الآخر دعوة الناس بالتي هي أحسن بلا إكراه ولا إرهاب لنشر الدين
{ أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين }
[125 النحل]
وفصل الخطاب المعلّى
{ لا إكراه في الدين }
[256 البقرة]
وانقسم دعاة الحق فرقاً عديدة
وكل حزبٍ لما يراه فاهمهم له خاضعين

وانحدر موكب الدعاة جيشاً عرمرم
من أعلى قمة توحيدٍ بقيادة رجلٍ واحد رءوف رحيم
إلى أسفل وادي التشتت
مذاهب أربعة وطرق تصوّف عديدة وجماعاتٌ مختلفة
صقورٌ وحمائم يطارد بعضهم بعضاً
فتهلهل الحق بين أنياب عقولٍ كفيفة
وضاعت حقيقة الأمر سراباً يباباً
ولف الضباب بصر وبصائر كثيراً من العارفين

وفي أثناء المسيرة من القرن السابع إلى يومنا هذا
أُهدر دم كل من تشجع وحاول إبراز الحقيقة
ومن استقوى على السرج فوق راحلة الشريعة
أرهب الخلق وأهدر دماءً كثيرة ثم ما أفلح لإخماد فتنة
وفشل تماماً فشلاً زريّاً لتحكيم الشريعة
فترك الآن معظم الخلق حيارى مرعوبين

وكما ورد سلفاً كان هناك طلائع في حل شفرة سر الأمر المُنزّل
قال آخرهم كان معاصر
أن الحل وكلمة السر المشفّر موجودة في الفهم لمعنى النسخ
{ ما ننسخ من آية أو ننسها
نأت بخيرٍ منها أو مثلها
ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير }
[106 البقرة ]
هل هو إلغاء لحكم الحق الأساسي
أم هو إرجاء لحين يبلغ العقل أشده
فيستخرج الكنز من تحت جدار الحق اليقين

والآن نحن نناشد دعاة السلام من قبلوا الرأي الآخر
أن يرفعوا راية التوحيد شعاراً
لوحدة الأوطان رأفة بالعالمين


قال الحبيب رجل السلام الأول والآخر
( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا {الله} )
وذلك هو الحق المبين

الأمر الحق الآن أبلج
فالأديان عند {الله} ديناً واحداً
شعاره : { لا إله إلا الله }
وفلسفته : { لا إكراه في الدين }
وآليته : الدعوة بالتي هي أحسن
ومن يدّعي أن في غير هذا الخلاص فهو من المتخلفين
والسلام على من اتبع الهدى
آمين

نحن الآن على قمّة عهد الكذبة الكبرى أرخت ظلالها على الأبعاد جميعها
والصادقون يُقال عنهم طيّبين أو أنهم بهم خبلٌ
وهذه سمة هذا القرن الأول بعد العشرين
كثيرٌ من الناس إن لم يكن معظمهم
يعتقدون بأنهم إن صدقوا فأن أُمورهم تتعثّر
وأن من يتحرى الصدق لابد أن يفشل
ف{الله} نسأل أن يعين المستضعفين الصادقين

موازين القيم انقلبت رأساً على عقبٍ
فالأمن لا يُستأمن والسلم عاث في الأرض فساداً
إن استجرت لا يجيرك إلا طامع
وإن استشرت لا بد أن تدفع رسوماً
وإن استنجدت لا حياة لمن تنادي فقد أُسقِط في أيدي الصالحين

أن يصير الكذب قوام الحياة
فتلك ونبصم عليه بالعشرة أن تلك هي علامة الساعة الكبرى
وذلك هو تأويل أن تشرق الشمس من مغاربها
لتبدأ دورة دولة العارفين

ألا فاعلموا أيّها الناس أن وعد {الله} حق.
و أن الهدى ودين الحق الّذي أرسل به رسوله عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم سيظهر على الدين كله.
وأن الناس سيدخلون في دين {الله} أفواجا.
فهل فكّرتم أو تصوّرتم كيف سيكون دخول الناس أفواجا في دين {الله} عزّ وجلّ وتقدست أسماؤه ؟
هل سيدخل أهل الأرض في هذا الدين لينتظر فقراءهم صدقات أغنيائهم؟
ومن لم يُكتب له الدخول من أهل الكتاب هل سيدفعون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون؟! وهل سيتم تصفية البقية الباقية من المشركين والملحدين؟!
وهذا الكمّ الهائل من نساء العالمين: المتعلمات ، العالمات ، العاملات والمستقلات اقتصادياً ، هل سيدخلن ليكون حظ الواحدة منهنّ نصف ما للرجل في الميراث وفي أداء الشهادة ؟!.
وأن تكون أربعة منهن زوجات لرجل واحد؟!وأن يُضرب عليهنّ الحجاب ويُمنعن عن الاختلاط؟!وإن تمرّدت إحداهن على زوجها تُجبر وتقهر بالقانون وتساق لبيت الطاعة؟!. لا وربي ......لن يكون الأمر هكذا.
بل سيدخل الناس جميعا بإذن {الله} في دين {الله} أفواجا من أوسع أبوابه وسيتزاحمون عليه.ذلك هو باب الحرية الفردية والمساواة والمشاركة العادلة في خيرات {الله} على الأرض.وعندها سيشهد الجميع كلهم { ألاّ إله إلاّ الله } وسيعبدون {الله} كما أمر. فيُصلّون ويصومون ويحجّون لمن استطاع إليه سبيلا.
وستكون زكاتهم بشكر النعمة فبحسب أحدهم لقيمات يقمن صلبه .
ذلك لأن المال سيفيض حتى لا يقبله أحد .
أقول قولي هذا وأستغفر {الله} لي ولكم من شرور حظ النفس الأمّارة بالسوء.
ومن شرور ادّعاء العلم ومن هلاك استعلاء العلماء.
فالعالم هو {الله} والعلم هو علم {الله}
{ ولا يُحيطون بشيء مّن علمه إلاّ بما شاء
وسع كرسيّه السّماوات والأرض
ولا يؤده حفظُهما وهو العلىّ العظيم }
[255البقرة]
والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسائل السلام (إلى فقهاء وعلماء أمة الإيمان )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة :: المنتدى السياسى-
انتقل الى: