يوسف هاشم محمد نجم
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: المخاض الأحد نوفمبر 20, 2011 9:45 pm | |
| [لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً} سلسلة لسان العصر في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
المخاض
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم تـنويه ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم .نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول والآخر :
{الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر الاسم :- تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر. ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. والوعد كان قد جاء هكذا : {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا } [79 الإسراء] المرشد:- هو محمد بن عبد {الله} النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الأعضاء: هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن. المقر: في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب. المركز الرئيسي: ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور: هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر) وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع: قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين : { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة] آلية الدعوة: {أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل] {اللهُ} جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون} [30فُصّلت] بسم الله الرّحمن الرّحيم { وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} [9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى
إهداء هذا الديوان
إلى هذه الأيام التي ضاقت واستحكمت حلقاتها فعششت الظنون والأوهام بكل ركنٍ وناحية ٍ حتى أضاعت معالم الإنسان الذي خُلق حرّاً آمناً على الحب مفطورًا لإخوة الطين الساجدين أمام رب المشارق والمغارب أما آن الانفراج عن الضياء يعم الأرجاء حتى يغطي النور على الظلم والظلمات بين المعشرين من العالمين.
أما آن بعد الوقت فيه نُكسّر الصلبان المصلوبٌ عليها المستضعفون على أبواب المدائن ريفاً وفي الحضر ودماء الغيظ والإرهاب تسيل أنهاراً أمام الناظرين.
أما آن للخنزير يُبادُ من على وجه الخصال ومجتمع التعامل بين إخوانٍ على سرر متقابلين. أم لم يأت بعد عهد الخير يفيض حتى يعزف عنه أدنى الطامعين.
سر السبعة
السبعة ينبوعُ الوزن بالقسط العكر فيه يساوي قدر ما فيه من الصفاء
سبعة إلى سبعين إلى سبعمائة من واحدٍ لألف تتضاعف كالهواء
فروع نار حر المزج سبعةٌ والجنان يعجز العداد سبر بحورها العصماء
وازدحمت الحانات بالسمّار حتى لم تعد توفي رواتبهم سبعة الإلهاء
امتلأت الدنان خمرًا معتقة وتراقصت الكؤوس من الفرح غنجاً فقد أعلن الشمّاس زوال الجفاء
وصبيةٌ امتلأت القلوب بحبها وتفنن العشاق بوصف بديعها فتعددت لها بذلك الأسماء
البكاء على ما فات لا يغنيك شيئاً والتفكّر فيما لا يليق أنكى من هباب الغثاء
فخذ من نفسك عفوها وأجعل العرف سبيلاً لانطلاقٍ نحو رحيب ساحات الفضاء
لا تقطف خبط عشواءٍ ثمراً بل بقدر حاجتك على الكفاف قدراً حتى ولو كان غرفة ماء
ستٌّ من الخطوات هن خطيئةٌ والسابعة جمعت خيوط أطياف البهاء
معظم ما كتبت أوحت به سادسة محجوبةٌ والسابعة تُؤمّن على قرار الاصطفاء
وما كان على موسى السلام عليه غير أن بقدر العزم يضرب فعصاه سادسةٌ والسابعة ماء الاقتتالُ على الهباء
يتقاتلون على سبلٍ زائلةٍ دوامها كما قيل في الألواح يوماً وربما ما كان إلا بعض يوم
ويكثرُ القيل والقال عن فلانٍ رجماً بغيب ما رأته عينٌ ولم تنقشع عنه سحابات الغيوم
الحال على الأرض يوم الناس هذا إعادة عرضٍ لما قبل عهد تسمية العلوم
فسادٌ وإرهابٌ وسفك دماءٍ كما كان الأوادم قبل السلام عليه آدم يفعلون فإن امتُحِنْتَ ووقع عليك ضيمٌ فاطلب العوض في غير هذا اليوم
وإن دعتك جانحة إلى خدرٍ فتمثل الصِدّيقَ برهاناً لدى الباب حاضراً و نوراً لغشاوة عينٍ أعياها السموم
المال والبنون زينةٌ ومن الأبناء والأزواج عدواً والعجب أنك أنت الملوم
فبعض منك يعكس ما بخلدك دائراً والأبناء من بضع منك صوّراً والشأن شأنك أنت كما معلوم
أمُّك ثم أمك ثم أمك
الصاحب كما قيل في الأمثال رب أخٍ لك لم تلده أمك
فاتخذ لنفسك صاحباً يراك كما تراه كأنه كان ابن أمك
الصاحب مهما كان صحبته لا يُعوّضك أخاً شقيقاً جاء من صلب أباك نازلاً من رحم أمك
ومهما كان ما تراه أخاك غشيماً فهو في حق الحقيقة أولى من صاحبٍ لك لم تلده أمك الإخوان أبناء رحم واحدٍ مهما كان ما يُفرّقُ بينهم يجمعهم أُمُّك ثم أمك ثم أمك
يغيث أخاه واحدهم عند الشدائد قائلاً لبيك أخي لبيك أنا ابن أمك
ولا نكابر نبخس الصاحب قدره فرب أخٍ لك لم تلده أمك
أغطية النوم
ليس ما يصلح العرجاء يفسدها فكل نار ٍ مؤججةٍ إلى زوال
ليس أنت أبي وإنما والدٌ ممن يعبر الأسماء وليس كل ما يجرح يُقال
هذه الحيرة في عنفوانٍ قاتلٍ ما تركت لاسترداد الأمان مجال
أرى من السماء تهطل الألوان قوساً والأُنيمل بريشة التلوين صال وجال أحاول عبثاً الحصول على وضوحٍ لبعض كلماتٍ من موجة الإرسال
هي بعض كلمات وارد كتبتها جاءت من بين فرجاتٍ بأسوار الكرى المتعال
النوم سبع أغطيةٍ وكيفما كان وضع الغطاء عليك يتسع للإرسال المجال
تحت غطاءٍ واحدٍ ترى الجمال حقيقة وترى الجلال يطرق أبواب الكمال
ومن على درك الغطاء السابع تنطلق الظنون والأوهام سحباً كالجبال
وذلك مما يُستعاذ منه كأرذل الأعمار يكون الرماد شحنة الأوصال
دعوة الناس تبدأ منك في عقر دارك أنت أهل بيتك كبدك والطحال
ثم تمتدّ منك لأهل بيتك حولك زوجك الأبناء و البنيات والأطفال
وما زلت أُكابد كَبَداً من كبِدِ أهل بيتي وما زلت الحائر بين الحِلّ والترحال
و العجب أن كل ما كتبت لم يبرح عتبة أهل بيتي وما اقترب القلم بعد من الطحال فمهما قيل عنك أنك عالماً استفت قلبك تجدك أحمق من بعير في عقال
علامات
الحل والترحال مكتوبٌ كما الأحوال مقاماتٌ ولكل أجلٍ كتاب
قالت هناك من يعاود الطرق يسأل عن نفيسٍ ما زال يقف عند الباب
فتعجبت مندهشاً لهذا الحضور مبكراً وذلك بعد أن طال من طارق الفجر الغياب
وجاء عبد {الله} مصافحاً تأبط خيراً أقرى السلام ثمّ أناب تلك إشاراتٌ على الطريق تتوالى علاماتٌ نُصبت كأعلام على الأعتاب
و لا يلاحظ مجرى الأمر إلا من أُولي الألباب عبداً تائباً خاضعاً أوّاب
فيا ربُ فتحاً نوافذ رؤية لا أتعثر بعدها حتى الوصول للأبواب
يا ربُ نوراً لجلاء حالك ظلمةٍ وضياءاً يجبُّ ظلماً أحاط كما الثياب
أكبر من الحزن
نضب القرار مما كان يجري فيه من تناتيفٍ تتناثر تحت ألوية السلام
ودائرة الخوف اتسعت تتوجّس خيفةً مما يخبئه مقبل الأيام
وتنادى الراحلون إلى النوادي يقولون للبعض هلموا فالأمر أكبر من حزنٍ على الأنعام
لقد نُصبت الموازين بالساحات وأزقة الطرقات فلم تغادر كان أميراً أو غلام وجاءت جحافل العسكر تتبارى طوابيرٌ تهزّ بالخطوات أرضاً عاليهم يرفرف أسود الأعلام
ولعل أن هذا كتاباً جديداً لدورة استعراضٍ لمسرحيات الكلام
والقطار يحمل العمال ما زال معطّلاً والمهندس المسئول كاد تحت الظل ينام
والمراقب أكلت دابة التعطيل لسانه فكفّ يكيل على العمال صرخات الخصام
الأمر ما زال محيراً فإلى متى يظل الأموات رهن قبورهم وقد أهلّ هلال يوم الزحام
قلت اليوم لا أكتب فجاءت الكلمات هرولة كما يهرول تلاميذ مدرسة ٍ عند سماع أجراس التمام
أليس غريباً أن الأجراس للصلاة بالكنائس تعلن وكذلك بالمدارس أجراساً تعلن ابتداء العلام
و الغريب أيضاً أن للإنذار عن خطرٍ جُعلت الأجراس تعلن عن وشيك هتكٍ لأعراض النظام
وأعجب ما يكون الآن عندي هذه الميم حرفاً طائعاً لا تقاوم النظم قافية ولا تزوق عند الختام هل لأنها توأم النون جاءت قبلها وفي النون يكمن كل السرّ مكتوباً على الريش تحت أجنحة الحمام
وكانت الكاف أُمّاً للكتاب في قول كن فيجتمع الشمل حالاً وعلى الأرجاء يعمّ السلام
وما الحياة في الحقيقة غير رؤيةٍ في حُلمٍ تحقق يقظةً تماماً كما كانت بالمنام
والميم في قول كن كامنة مع اللام بين الكاف والنون في كلمن الرابعة خامسةٌ راضيةٌ بلا ملام
منك الداء وفيك الشفاء
من يسرق خبيراً يبزّه والخبرة مزجٌ بين أطرافٍ يحركه الدهاء
ليس العلاج خارج الأوطان أنجع مما فيها بما فيه غناء
إنما السفر إلى الآفاق انتقالاً في حدّ ذاته فيه الشفاء
الأمر الصحيح أن تتنفّس فكبت الهواء بالأمعاء فيه الداء وقد قيل ربّ مصلّي لم يقم الصلاة برغم جودة ما ظهر فيها أداء
إذ أن المطلوب ليس أن تتحرّك بل الموصوف إخراج الكبت أضرمه العناء
إن أردت شفاء مرضٍ عضالٍ والأعراض إليها أشارت الأعضاء
فلا تبحث عن الداء بالأعضاء بل أنظر لأسباب تندّمٍ أوجب بكاء
وفي القول الشريف أنت وما تملك لأبيك حكمة نجاح نهج تربيةٍ عليها يقوّم الأبناء فبالمعروف الأقربون أولى ومن أقرب إليك من كبدٍ يساندها الطحال والصفراء
وقد قيل قلبي على ولدي وقلب ولدي عليّ حجرٌ والمعروف يُضيّعه إتباع ألوية الهباء
خلاصة الأمر في وصفة التطبيب هذا كتبتها أنامل السحر في ليلة قمراء
أنك أنت وأنت لا غيرك أنت فيك الداء وأنت له الشفاء
دليل الحيرة
إذا قيل افتراضاً لك أن تمنى فما الذي يراود الشهوات والرغبات من زخم الغثاء هباءً يملأ الآفاق
أعرف أني في بعض حالاتي تداعبني الملاح من القوافي فأنجذب غير مبالٍ نداء تأمل الأعماق
وتتخذ المعاني من ذلك للغياب سبباً فيتوقف الوارد وينغلق الانفلاق
ولعل أن السؤال المقدم أولاً دليلاً لحيرة يتساءل فزعاً عن الكمّ قبل الكيف أوان الانعتاق ذلك أن الكيف مجهولٌ وأن الكمّ ظلاً تراه سراباً من على بعدٍ يُشكّل صوراً بالنفخ في الأبواق
مفتاح خزانة التشوين
وضاعت الأرقام شفرة التعبير في زخم العناء عن حساب الياء في عينٍ على الميزان من يس
وغاض الماء تحت الطور في اثنتي عشرة عيناً انبثقت كان فجّرها إيقاع ألفية عابدٍ بريشة التلوين
وبلغت القلوب الحناجر من هول ما يجري علناً على عينك يا تاجر الصدق كذبٌ وبهتانٌ خوازيق تفقأ كل عين
فمن الخير لك إن كان يمكنك اعتكافاً وعن مفارق الأخلاط بعدًا لحين
حين يجيء الوقت لجلوة الإعلان سيؤذن بحربٍ تُشنّ على اللعين
وحتى يحين الحين يكون الصبر مرابطاً فهو مفتاح خزانة التشوين
فلا يفزعنك ما ترى مستحكماً فما هو إلا زبداً يزول طرفة عين
والباقيات الصالحات وزنٌ ينسف كل ما بالكون غثاء هباءٍ مشين
فكن على المقام يقظاً فالأمر وشك اللمح بالبصر يُدار كما يفعل الخباز مع العجين
وانتظر مسرجاً مصباح زيتك آمناً على عتبات الفؤاد بدارك أذناً وعين
فالسمع والبصر والفؤاد جنودٌ وشيمة الجند أن بالثغور مرابطين
سرّ القاف
هذا الحرّ أمسى لا يُطاق فكيف أنت من حرٍّ أسال العرق حتى جاوز السيل عتبة الأعناق
لو كنت قافاً مرعيّاً يد العناية العملاق لذكرت ع س ق فتفرّقت السموم عنك بالآفاق
أو كنت قافاً منادياً بين الناس إلى الوفاق لأُثبت ضد حرّ النار ناجع الترياق
أو أنك كنت قافاً تسعى لتهدّ أركان الشقاق لغدوت معتوقاً بالظل تحت وارف دوحةٍ بجنة عروة المحجة البيضاء بلا وثاق
القاف مشكاةٌ للحبّ في مشتاق هو دوحة الأراك كثيفاً يتنادم تحت ظلاله العشاق
هو المصباح في الحق زجاجة الإحقاق وهو النور الكوكب الدريّ يبدد الظلمات عن أعماق
القاف شمّاسٌ لقدس أقداسٍ في قلب نون العين بالأحداق
وهو العقال للإبل جُعلت آية في الخلق فسبحان العليم العالم الخلاّق
قصة الخلق القاف عمدتها عماد قانون السير في برامج قوافلها هو الصواع بالرحل جمعاً للأحبة بعد الفراق
فاجعل في مقامك القاف قافية تركب الفوق بسطاً على مقامٍ تسابق به الضوء كما البراق
أسدل القاف ستراً على مآقيك يدفعك الدمع أعلاه حيث ماء النهر راقٍ و رقراق
لسان اللغة بالحرف قافية وبالقاف تنزّل العلم ذوقاً لذوّاق
معرفة طريق القوم بالذوق تقوى والقاف خيرٌ مقاماً وأشرف واق
كل ما قيل كان بضعاً من القاف أعلاه وفي الأدنى تجد الغرّ بقعر القاع قعيداً لكل أمر عاصٍ وللبديهة عاق
فالقاف من حروف الوسط على الحق توازناً وفي الحقيقة زوجٌ ككفّتي ميزانٍ ككاف هاء ياء عين صاد تكفيك عن إملاق
فإن أُقمت بالقاف فأنت فوقٌ وبالتزام الذكر أنت صاحٍ محصّنٍ فوّاق
لا تلهيك شقشقةٌ ولا يُذلّ الجانب منك سوءٌ ولا تعتمد اللهو صلحاً أو شقاق
القاف بكرٌ تبعته الراء في قرشت وهي سادسةٌ مقامها واحدٌ فردٌ شمل الجميع بعطفه السابق الفوّاق
ولقد تبعت الراء من الدهر حيناً أجوب ببحر بهائها أحاول استغراق والآن على الأعراف جاء القاف يحمل الإذن بالنفخ في الأبواق
فيا أيها القاف نعم الرفيق بي رفقاً وكن عوناً لوضع الوزر عن أعناق
ويا أيها القلب الصاحي الصحيح تفتّح و اجعل التوفيق كما فيك يكون بالآفاق
و أرني أنظر إليك وأكرمن فاجعل جبالي دكّاً والبصر الحديد بالأحداق
إحسان المحاسن
{الله} يرزق الناس بيده ويد {الله} وراء أيدي الناس
والناس يدفع بعضهم بعضاً بالنكد والإخلاص في السرّاء والضرّاء بالثراء والإفلاس
ليس حظ العبد غير ما يكون في يده ولا يجديه أن يناطح الصخر أو يشقّ عباب الماء بفأس
فلنتضرّع نطلب الإحسان للمحاسن من صاحب الحسن والإحساس فلن يغنينا عنه إحسان عبّاسٍ أو الجود يأتينا من ناس فاس
لو كنت أملك الفِلس لا أعاني في المال من إفلاس لأرسلت للمحاسن في الحال عقداً من الألماس
المحاسن لا تأتي غافرة إلى غفر شماتة المريهام و الوسواس فأكرم لها أن نراسلها ولا تكون لبانة ونسة الإيناس
ولا يحقّ لنا أن نعنّف الفارين بلا حياء ولا إحساس فتلك غيرية ولا غيرية فالكل يشمله بالخير ربّ الناس
دوائر برد الرضاء
يبترد المريد حين يُراد له ابتراد كذلك المراد والمراد له ابتراد
فالبرد دائرة لا يخرج عن دوائره مريدٌ كذلك من كان يكلأه الأصل المراد
تلك أفلاك بجانب الطور الأيمن للرضاء و البرد من الرضوان يحققه البراد الجواري حوله تكنس عن كل راضية كل الذي يكدّر المرضاة يؤمّنها الفؤاد
المكنون في الأمر أن الإرادة شملت كل وادٍ وما فرزت في الاختيار من الأخوات سعاد
أحاطت الكون والمكنون تحت جناحها فما من أحد يطيق عن جوانبها ابتعاد
لا غيرك بالطريق رئيس
لخلق الحب لابد للكره أن ينتصر أولاً كما دخلوه أول مرّة التدنيس
ولا يدوم إلا دوام صاحب علمٍ من الكتاب أحضر عرش بلقيس
البقاء قائمٌ بسطاً على مقامٍ شأن القيمة العليا يقيناً حقاً بلا تلبيس
والإبليس مآله الفناء حاضر وآجلاً ولا عنه تغني ألوان هلوسة التلابيس
وأمضِ على الطريق بوجهك مطمئناً فلا غيرك بالطريق يُتخذ قائداً ورئيس ولا تلتفت إلى ما فات تأسياً ولا تطيل المكث على الأمر خلف الكواليس
أعرس بجانب الطور الأيمن من فؤادك ولا تستعجل تشرب ماء الهواويس
بل انتظر الغيث فهو آتٍ عندها يُقام عرسًا ولا يغادر أعزب إلا عريس
الاعتكاف
قيل أين أنت يا هذا قلت التزمت البيت معتكفاً أحاول السكون بالأعماق
علمت أن ليس بالآفاق إفتاقي وإن التحت فوقٌ بجنة العشاق
وأن القاف ليس عماد قافيةٍ إنما هو المفتاح الدائم داعياً إلى الإنفاق
جدار الألوان يدعوك أن تتمتّع نعمة تكوين تعاريج الأنفاق
أنفاقٌ تعيش بداخلها لا لها تعرف كيفاً لا تحصيها عدداً في صور الأوراق
وأوراقٌ تملأ منها عديد الصفحات كلاماً تحاول فكّ قيودٍ احتكمت والتفّت بالساق
و سجانةٌ وقفت تحرس أبواب الزنزانة لا تطمع من جانبها أي حنانٍ أو إشفاق
وأنت لم يبق لك غير دقائق معدودة عن وقت ظهور السجان الشنّاق
لو أنك كنت ربطت الحبل على الصبر لما صار الحبل سواراً ملتفاً حول الأعناق
أو أنك كنت ربطت الراحلة على الصخر لما سرحت تائهة تجوب الآفاق
النفي والإثبات والد ووالدة
قيل أن المرأة ازدادت جمالاً فقلت كم عددهن؟ قيل لا نرى غير واحدةٍ قلت كافيةٌ لنرسل الحكم إطلاقاً على العموم
قيل كيف وهي واحدة! قلت موكب النور لا يحتاج حاشية وصورة الخفاء ليس كمثلها شيء مريم العذراء السلام عليها واحدةٌ و الصواع بالرحل ما تجاوز واحداً ما كان خصماً إنما المختار عند أرباب العلوم
وتزاحمت البنات على الأبواب تطرقها واختلط الأمر فلم أدر أيهن قيل لو كنت مسبحاً ما تشابه البقر عليك ولما احترت ظناً على وهم التمكن في الغيوم
أعرف أنك تراود الإصلاح في ليلة فكم من الليالي تجاوزت وكم تجاوز شهر صوم
أم أنك تنتظر أن يدفعك وحشٌ و الخير في لطفٍ من الإحسان ولا بد لمن تبلبل أن يعوم
قلت لا و اللاء نافية ٌ وفي إلا هي مُثبتةٌ وبين النفي والإثبات خرّت الأنهار جاريةً واستوت السماء دون أعمدة وما تدفّق الماء بعيداً عن الأرض في الفضاء يدوم فالنفي والإثباتُ والد ووالدةٌ بينهما تحقق الملعون من نار السموم
و منهما تعلّم آدم السلام عليه أسرارا وكيف يكون على الأرض الهجوم
لا يغنيك مالٌ ولا ولدٌ ولا يُؤججك على الصراط تدفّق ماءٍ ولا يؤخرك هجيجاً إن أنت أكثرت من الدعاء فالنفي والإثباتُ والد ووالدةٌ والأبناء القضاء والقدر وهكذا الحياة بين النفي والإثبات تدوم
و لا يرى الوجود جميلاً غير من أحب جليلاً أسبغ الخيرات لم يغادر صغيراً أو كبيراً ما أعاقه ظنٌ ولم تثنيه عن خيرٍ هموم كذلك التين والزيتون والدٌ ووالدةٌ توازنت الحياة على أكفهم ونُصب الطورُ عامود ميزان سيرهما فجُعل الأمر بينهما جليّاً بملتقى الخرطوم
فكيف تُحقق على أرض جسدك ذلك كيف تدعم التين حتى تشرئب الفروع منه إلى السماء وكيف تُقيم للزيتون عروش الارتخاء كيف تسبر غور الكيف هذا إن لم تك تعرف كيف تعوم
ولعلمك فالسباحة ضربٌ من فنون الارتخاء زيتونة لا شرقية ولا إلى الغرب تنحاز الشموم
مما بين الكاف والنون
الجسد عرش الروح مرفوعاً على جسمين وتتقاطع الأجسام أزواجاً تناظراً على اثنين
وتُنادى من وراء عرش روحك وحياً يجيء الجبر منك طرفة عين فتُمثّل بين الكاف والنون فتكتب الإقرار في سطرين
بداية طلق المخاض
وبدأت من وراء أستار الظلام كوابيس الدم المسفوح بداية الطلق في رعب أروقة الجفاف
ففي واحدٍ منها صحوت مذعوراً ورأسي من الضجيج يكاد ينفجر ويهتزّ الجسد من إرجاف
وتوالت الآثام تطارد شبحاً جمع ما سفكت سفاحاً و سفاف
فلا أكاد أغمض جفناً حتى تطاردني المخيفات السبع العجاف ومهتاجة دخلت فلم تغادر عيناً إلا منها فقأت نون أضواء الشغاف
فمن لهذه اللعين يوقفها فقد أكلت كالنار كل سعادة و عفاف
فإن فرغت لا تفرق لسفيهة عاثت بأرجائك سفهاً وأطلب لها الإسعاف
صلاةٌ في جوف ليلٍ وطلبٌ لمغفرة بأسحارٍ كفيلة لاستدرار شفاعة وشفاف وفي نهار التعامل بين الناس خذ العفو واعدل أمرك بالكفاف
واضحاً بات أن لطائف الإحسان معك لم تجد فما زال عودك جافاً ولم تزل خوّاف
فلعل بعض ألسنةٍ من زلازل امتحانٍ تحدث عندك رجفة لنياف
اللهم لا فنعم بعفوك يُعقل الشيخ مع العبيد تائباً نوّاف
مقامك قدر المعمول من علمك
بت أشمّ رائحة الأضرحة وأنا على السرير في بيتي حجون
فهل زرت المقام أم المقام أنا أقيم فنانٌ في بيت الفنون
أعلم أن في ذلك شطحاً غير أن غير الحق أني قد أكن مجنون
حتى الساعة ما زلت أشمّ العبق بالأنف وأروقة حدق العيون
المقام ليس قدر الجسد من عزّ ٍومنعةٍ في الأولى يكون
بل المعمول قدر العلم بعالم الأسماء وقدرة الإنباء عن العلم من مكنون
هل كلّم موسى السلام عليه {الله} ذو الجلال والإكرام بحرف لغة المكون
أم أن من كلّم موسى السلام عليه ربه من على عرش سمائه المسكون
السير سرمد
ما زالت النقطة السوداء تؤرقني فإذا ذكرت أرى بأني أغرق
ويئن الطبل من قوة الإيقاع وترفرف بين جوانحي أشواقٌ لما قبل ما أعلق
أتمنى لو أنني ما كنت ولا كانت نقطة جوفاء تؤرّق مضجع استنفارٍ لما في الغيب استغرق
فيا قاف قُبالي وقبلة الزرّاع ويا دبر القفا المنّاع الفزع الفزع لمن بكم يشرق
واختفى الرجل الخشبي بينيكيو من على مسرح النقنق
واختفت قصعة الآلام حيث لا يدري وذهب الحرّ كان فيه منها يتعرّق
واختفى مسرح الظن والأوهام كان على الخشب المسنّدة منه يتمرغ
وجاءت حقبة الآلام في موكب تتقدم يقرع طبلها أفلق والميكروسكوب نُصب بالميدان للبحث عن جينٍ لهم أوفق
الثامنة من حملة العرش نستعين بها فهي من منها الماء يتدفّق
مجمّع دكاكين الإلكترونات أراه ما أن يداهمني الكرى وفي النوم استغرق
كما رأيت حارسة الرواق واقفة ضبطت لصاً من السوق بدأ سارقاً يتسوّق
راودتها امتنعت لكنها في الحال غلقت الأبواب فقد غلبها المعشق وأقبلت في حياء في الخطو تتردد وكشفت الساق عن خلقها تفلق وسالت الأنوار من الطحال تطلب من عاشق موثق
فأجابت الأيام أن ليس بعدُ فالمد بالأفق ما بدأ يتدفّق
وتهادت الكلمات تغترف من الدنان لبحرها الأعمق
وافتُتح سوق عكاظ والكل جاء بالحرف يتنمّق
وانتصب عود الحق بربوة يجادل في حقيقة الحق بالمنطق
ورأينا المنطق يلتزم الراء حدوداً له وباتت الحقيقة بين قافين تتعمّق
فإن أردت الراء فتلك شريعة على الظاهر منها القوم في خندق
وإن عشقت القاف فدونها البحر و المحيط منها يخشى عليك أن تغرق
الراء في معظم عِلية الأسماء تقع ثانيةً إليها انفلق القاف في الدهر بالمفرق
وهي عمدة السبع المثاني على قدر العقل تمدّ الرأس تتروّق
والقاف في الأبعاد واحدٌ مفرد وحدانية ليس كمثله أعرق
وعند التناهي الراء راعٍ وراعية تجتمع مع القاف في الرق منشوراً على بوابة الأبرق
المهرجان لا يتوقف لنهاية دورة فالدوائر لولب يعانق بعضها بعض ما يرقق
كل دائرة تعانق أخرى والسير سرمد هكذا قضى وقدّر سيد العشاق والمعشق
يتبع ( كيفية [/center]الإنجاب )[/size] | |
|
يوسف هاشم محمد نجم
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: المخاض الأحد نوفمبر 20, 2011 9:53 pm | |
| كيفية الإنجاب
يتجاذب الأزواج وفق فطرت الخلق أقيمت على خصائص السلب والإيجاب
لكلٍ منهم فلكاً يدور به ويتكوّر تجاه ناحية ما فيه من سلبٍ مفتّح الأبواب
فإذا ما التقى الأزواج تعانقاً انساب سلب الزوج له العناق أذاب
وطاقة الإيجاب في الزوجة صعدت تكمّل فطرت الزوج تركّز الإيجاب
ففي ساعة الصفر الإيجاب كله زوجاً يعانق كل ما اجتمع من سلبٍ على الأعتاب
فلم يعد بعد من رجلٍ وما عادت إمرأة بل زوجاً صار المحل فيه خصباً يستعد للإنجاب
فلولا تمركز جماعة الإيجاب في جهة لما استقوى ليخرق ما اتخذ السلب حجاب
ولولا قوة طاقة الجذب في السلب لما انفلقت بويضة مخصّبة على الأبواب
هذا ما كانت عليه بداية الخلق في الأزل ثمار علاقةٍ شرعية ٍ بين السلب والإيجاب
ولا تقوم الساعة إلا بعد نزوح السلب يهاجر مبتعداً فتقاً عن الإيجاب
ولا يقيم ميزان الحساب تحقيقاً إلا بعد عودة السلب مرتتقاً مع الإيجاب
بدأت الحياة عند نقطة التقائهما وتعود تكرّ راجعة شأن تخاصم الأحباب
ولكل شيء جُعل سبباً وكان الإخصاب بلقاء السلب والإيجاب سبباً إلى الإنجاب
كيف تشهد الأطراف
شهادة الأطراف في الإيجاب عمل ٌ في الخير لا له ينضب معين
تٌكمم الأفواه لا تنطق وتبطش الأيدي رضاء رب العالمين
الأرجل تسعى لأجل إحقاق حقوقٍ أضاعها الجشع عند بعض السافنين
ولا ترى العيون غير محارم حلال رؤيتها إحرام حج القبلتين
الأذن لا تسمع غير تسبيحٍ يمجد الرب سبحان قدوسٍ حنين
فالسمع والبصر رؤوس أشهادٍ على إعجاز الخلق من زوجين
ونُصب الفؤاد ميزاناً لتفردٍ يجمع في الواحد كلا الاثنين
فتُفتح الأبواب على مصارعها ويندمج الأذين مع البطين
وتبدأ محاكم التفكير في التفتيش في الخلق عن باطل الدارين
فلا يجد التفكير غير الذكر والتسبيح في غدو ورواح الآيبين الجنان ومن فيها لا لها إلا تسبح جمال الوجه الصبوح خلاّقاً أمين والنار وأهلها كذاك يسبحون جلال العزّ لقادرٍ مقتدرٍ أمين
تعصف الريح تبثّ الهلع بين الجمع لا تراهم إلا لاعبين
وقلوبٌ اطمأنت لتقدير بارئها فلا منه ترى غير حبٍّ وحنين
أما عن جانب السلب في محاكم التفتيش فالأطراف تشهد عما جنته عين الخائنين
ولا لها في الحالين غير أن تشهد وقد كُممت أفواه زندقة المدعين
ولا يخفى مما عُمل يُحسب سراً فكل جني اليد مكتوب على الجبين
فاحذر ممن قد تجادله كذباً ويكون كاشفاً بواطنك رأي العين
السير إلى الظاهر لا يتعدى خطوة وإلى البواطن يقوم على خطوتين
فالمآل الموصوف للسالكين الكادحين لقاء أربابهم بمقام العبيد لرب العالمين
ويسير الليل ببطء كراحلة حُمّلت حملاً فوق طاقتها مما يعين وما يشين
فإن أردت أن به تسري فقم إلى البساط لعلك تعرج إلي مقامك في التو والحين
ونعنّف الأطراف للحق علينا به شهدت فتقول تلك فطرت الخلق لا تخفى على العين
وما نحن إلا سبلاً إليكم بالعناية مُهّدت فجرّفتموها بإنكار الفضل من ياء سين
التسوي تلقاه
الآن حصحص الحق كما فعلت يُفعل بك فالجزاء وفاقاً ولا يصح إلا الصحيح
وإن تغضب لنفسك ذاك لا يُغير شيئاً فميزان الحق في ضميرك حاضر وصحيح
فمن يعمل مثقال ذرة والتسوي تلقاه لغة الحق يجري على حرفها التسبيح
ولغة الحقيقة تعبيرها في السير منك تعود إليك بين النقض والتصحيح
لسعة الحق كاوية على جيد الهوى تضع الصواب حالاً على كفة الترجيح
فأولى لك أن للحق تغضب و لنفسك تطلب طباً تمنع التقييح
وانصب لها علماً تشمّر الجهد إليه بالسعي دأباً لتبلغه حتى تستريح
فإن جعلت ذلك همك نلت الرضاء و منك وفيك خيّمت قوافل الترويح
فإن أصبحت حرّاً من قيود نفسك فيك منك فاح الطيب حرّاً بلا حاجة التلقيح
فيا أيها الجَلِدُ المعنّى لا تدخل لغيرك داراً إلا بعد أن تطلب من أربابها تصريح
هذا الجهاد الحق أن ترضى بقسمة بظنها غير عادلة والفؤاد منك جريح
ولا يصيبك ما تظن أنه أذى إلا من ذوي قربى لا يريدك أن تريح
وأنت تكابد في طريق الكدح هذا تحيط بك الأوهام غيوماً من فحيح
فإن احتدّ بصرك ففي الضباب ترى كأنك في الصحو كنجمٍ ثاقبٍ لِّميح أعرس بجانب الوادي الأيمن منك واطلب الإذن منك للدخول إلى الضريح
الشغف بالنفس العالية لا حدود له والودق يؤرّق مضجع الصبّ الجريح
يكابد شبقاً يجالده على الوقت يعاين قدراً لرؤية الوجه المليح
فيا حمامة الوادي أنت الفؤاد ترنمي فعساه كرماً يجود فيصدر التصريح
ويطل المليح على الرعية سافراً فترى منه ذلك الوجه الصبيح
العثرة تصلح المشي
معارك فيها نجحت أخوض الويل بين الناب والضرس من مطاحنها
وأخرى وقعت سريعاً صريعاً بلا حولٍ ولا قوة جريحاً في براثنها
أخوض غمار الوغى أحارب أمّة ما شئت إلا بالحسن أن أجادلها
غير أن لسان العصر ما زال مرتبطاً بعقابيل سيف سيّافٍ يجالدها
فكيف يكون إلى الوراء التفات عوناً خلاص انحطاطٍ يعوق النفس من دواخلها
وكيف يُقام بالمظاهر حفلاً لعرسٍ ومخارج الدور سُدّت من بواطنها
كيف للكيف أن تكشف السر في التكوين عبر مراحل عقد نشأتها
و كيف أن الكمّ تستّر خلف شفراتٍ لها الحرف كان ساس وعرش عقدتها
كيف للسر أن يتخطى العتب خارجاً من دور المرام وقد أغلقت منافذها
وكيف لهذه الريح أن تدمّر عامراً وهي من تجلب الغيث محمولاً بعاتقها
كيف أن النقص قد جُعل للكمال حافزاً والعثرة تصلح مشي معسرٍ و عاصرها
ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجرٍ حكمة الغفران لخاطئة والخطّاء صاحبها
معارك الكشف عن كيف ما كفّت تكافف علامة استفهام عن مكيّفها
وهي وإن حميت فلن تدرك للكيف معنى إلا أن تكفّ تستفهم فتسكن في معاقلها
الكلمات التامات
عندما تتوحد الكلمات تجتمع المعاني تبحث خطة السير ترسم الطريق عائداً إلى الحي حيث صدرت الآهات
وتتحدد الآيات علامات على الدروب يستهدي بها السمّار مجتمعون حول القبس في حلقات
وتتواصل الخطوات تسألها متى وأين ابتدأت السير ترمقك بنظرة حائرة تقول لا ندري المكان والميقات
وتتعدد الساعات لا تكفّ عن دوران واللولب الكبير يتقلّب عبر الثواني في الأزمان يدور مساراً متجدد الدورات
وتتصاعد الأنفاس تصلي مُسبّحة تبلور الصرح من صلصالٍ إلى كلمٍ طيّبٍ تنادي به منه تملأ الساحات
وسواء عليك رضيت أم أبيت فالبحر بين المد والجزر يصارع الأيام لا يأبه بما تخفيه خلف سحابة الآفات
وتتحدّث الكلمات حديث أوقاتٍ تقول حكاية الذي فات وكل الذي به تخبر الطلعات أنه ظاهر ماثل الآن كالشمس في الآنات فإن كان ذاك صحيحاً وأن الآن صورة ما سيأتي والذي فات فالغيب إذن لا وجود له كما وصفت الكلمات
وبذاك لا يكون هناك سراً وما عليك أن تخشى مقبل الأيام فقط عليك أن تترجم الكلمات
سر الحياة يكمن في أن كل زوجٍ جُعل زوجين فواحد وواحد لا يُجمع اثنين الواحد زوجٌ والجمع أربعة شملت كل الصفات
زوجٌ وزوج يكون ثمانية أفرادٍ فالكلمة لا تحمل عرشاً وإنما العرش قوامه ثمان كلمات فأيّ كلمات هذه انبثقت من بين فرجات عتمة الحرف الذي كان نقطة سالت فكان الكون حرفاً على رقمٍ فوق التل من هيهات
الخميس نهاية الدوام
ملتقى الضدّين مسرحه على راحة الكفين في كيف كفهم انكفاء الكفّ على كفين كمّاً لا يحده كيفٌ ولا تحريق
سلالم التكوين بنيت على خمسٍ هن نغمات كيفما كان نفخهم فقامت الأطراف أمماً خمساً حزمة الكف في التطويق
مقامات الفكر خمس درجاتٍ من الألف المطلق بدأ سيرهم ونهاية الدرجات إلى عقدة العقل بين محو وإثباتٍ يمارس التعليق
الخمسون ردت إلى خمسٍ رفقاً بآنية من الصلصال تم صنعهم فجُعلت الواحدة بعشر درجات حكمة اللطف في التفويق
وهي لا تنتظر توجيهاً فقد جُمع فيها كل ما جُعل خيرهم والخيار لها في نعمة سبقت حين العين استقرّ بالبيت العتيق
الأيام للعمل انتسبت بأرقامٍ تسمّت إلى الخميس دوامهم والحواس الخمس شاهدة على الجميع وكل ما جناه أعضاء الفريق
ورب قريحة ما انفرجت فباحت بسر جاه ناظرهم فاعمل حسابك القرائح كلها السر بالبحر فيها خليق
تتلاحم الأضداد بعد احتكاكٍ بالسور يحيط باطنهم وتُملأ الأرض عدلاً وأمناً بعد الجور ملأ الزق والإبريق
إرسال النظر إلى بطن خباء الحرائر خلسة لم يكنّ من البنات أو من محارمهم هتك أعراضٍ يُميت القلب على خمسٍ من الهاويات غوراً سحيق
الدخان يشير للنار
بردنا حتى ذهلنا عنا فتشابه الليل علينا مع النهار
وأصبحنا بانفلاج الفجر صبحاً ملكاً لصاحب الملك الواحد القهار
وبتنا نخشى على حرارة القلب مما يراود من برد الرضا النوّار
فما عادت تناكفنا الأعادي ولم نعد نعرف واحدة من الأغيار
وربما يكون الحال هذا شطحاً ولكن أدخّانٌ يتصاعد دون جذوة نار
وما نراه بالتقدير الآن حالاً إليه نتطلّع أن به نقيم ولا بنا ينهار
حقوق الوالدين في الأبناء
الأبناء قولاً واحداً ينتسبون لآبائهم نسبة المحصول للتيراب
قال ( ادعوهم لآبائهم ) قولٌ مجردٌ من هوى يبين الحق يحدد الأنساب
( أنت وما تملك لأبيك ) بمعنى والديك والقول أيضاً لا عن هوى الألقاب
نصيب كلٍ منهما الشرع حدده وليست قسمة ضيزى في الأسلاب
قسمة على ميزان الحق قامت كما في ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) آية قسمة الأسباب
أما في حقيقة الحق فللوالد ربعاً ولها ( أمك ثم أمك ثم أمك )قسمة الآداب
الأبناء في الدنيا لآبائهم وفي الآخرة الأم هي من تملك الأعتاب
والقياس على القول الكريم الحكيم ( الجنة تحت أقدام الأمهات )قولاً لا يُعاب
هذه الدنيا على الأرض يُؤخذ منها بقدر ما يأخذه من المطيّة الركاب فخذ منها ما يكفيك لوقتك حاضراً فالإسراف حاجز وحجاب
لا تعتمد على ما يتراء لك في جسدك قوة فإن ما تراه منه ليس إلا سراب
ذلك أنك سرعان ما تشيخ ويتحول التبر فيك إلى قبرٍ في التراب
وتلك الآخرة كذلك على الأرض مستقرها تقوم على خلاصة التقدير بميزان الحساب فأعمل لها وزناً بقسطٍ و نتصر لنفسك منها هي الدارين معاً في كتاب
حال من الأحوال
كما كنا عليه أول مرّةٍ تحررت معاصمنا من كل قيدٍ وسوار
ما عادت الأغلال تطوّق الأعناق ولم نعد نرى غير حائط الأنوار
ما عاد يخالجنا هم وهم البقاء ولم نعد نتساءل كيف السبيل إلى الفرار
استقرت مراكبنا بالشاطئ الأيمن وبالبرّ بدأنا نواصل المشوار
إعادة عرضٍ للحياة كيف تصاعدت عبر الأبعاد سلكت مساراً لولباً دوّار
من بُعد الماء انتقلت زحفاً على يابسة بُعد الحمأ المسنون إلى الصلصال أول الأغوار
هكذا استقرّ بنا المقام على ظاهرٍ من رحمةٍ وباطن الحرّ اتقد فيه كوم العذاب من ركام النار
فكلما شارفت رواحلنا ربوع جنانٍ أشارت لنا الأطلال فيها أن ليس ثمة استقرار
هكذا الحال ما نحن الآن عليه رأينا بالأفق بارقةً فانفرجت الأسوار
ظننا أن قد تحقق للطامعين منا مراماً فجاء من خرق مركبنا وتوقف الإبحار
وقعدت الهامات
في مفترق الطرق بالمنحنى أسفل الوادي أضعت عزيمة استنهاض خامل الأطراف
وما عُدت الآمر في بيتي فقد فقدت شموعي وتباعدت إجاباتي فالسؤال لم يعد شفّاف
أقعدت هشاشة الأعطاف هميم هاماتي وما عادت الأنغام من القلب تمسّ شغاف
أنا ليلي ونهاري نائر قمر دورين في سمائي دائر
ما بعرف الخوف إلا من رب البصائر من شروق لغروب أنا كعب دائر
في الليل قوّام والوجه نائر ما بكيل اللوم ولا لأجل سوء القوم أنا دمي فائر
كل ما في الكون فريد
الرب أحب النفس أراد رؤيتها فصوّرها منها لم يغادر شيء
صورة النفس في الخلق أودعها وجعل فيها زوجين من كل شيء
السماء رفع مبناها والأرض دحاها جعل منها جاذبة تأخذ إليها كل شيء
أودع فيها أقواتها الماء والمرعى فترعرعت وربت فأنجبت كل شيء
الحب في النفس لأجلها جاء الخلق ولكل فعل مردود فعل في كل شيء
وكان رد الفعل بالحمد تسبيحاً شاملاً ولا يسبّح إلا كل شيء
وتعددت الأنفاس المنفوسة في الخلق في صورٍ صفاتٍ وأفعالٍ ليس كمثلها شيء
هذا الإعجاز في الإبداع والتصوير جاء من حقيقة واحدة هي أصل كل شيء
وبرغم ذلك لا تجد مِثلاً لشيء على الإطلاق يماثله في كل شيء
لعل هذا من الأسرار أغلظها هو ما تراه عينٌ مجرّدة لا تستعين بشيء
فإن احتدّ منها البصر ترامت الأبعاد أمامها سباعية لا يحدها حدود شيء
كما الأشياء يمكن أن تدقّ رفاعة كذلك الأسرار حتى لا تكاد تسمع شيء
ويتدافع الإحساس للتحرير من جسمٍٍ إلى جسدٍ جسّد فيه شعوراً بكل شيء
ولا تتكشّف الأسرار إلا باندماجٍ بين الحسّ والفكر لا يعكر صفوهم شيء
هذان زوجان كما في ( مما لا يعلمون ) سرّاً تكشّف حين اختصم الشيء بالشيء
رؤية الإيقاع
أن تسمع وقع خطوة الأنوار بأذنك في مسجد النجوى وهي تتوهّج
كذلك أن ترى إيقاع الطبول بأم عينك بساحة الذكر وهي تتموّج
فتلك صدارة العتبات في معراج الهدى للسان الإنسان الأوهج
وتطوف حولك غانيات اللطف سافرات من على إبل وهودج
ليس عبثاً بل الحكمة
كان لابد لزهرة الأيام عبر الدهور أن تُطبخ على الآلام والأحلام
فسادٌ وسفكُ دماء والظلم في الأنحاء استشرى ليستوي الإلهام لا حلاوة بلا نار شريعة الأرباب في الإعداد لحفل تتويج الختام
و ليس أياً مما يجول في الخاطر عبثاً إنما الحكمة تسوي الوئام على نار الخصام
وإن لم تك نار الطبخ هادئة عند استواء القدر احترق الطعام
فلا تحاول تستنجد عبثاً لكل أجل كتاب والخير كل الخير في الرضاء بالأقسام
الاستواء يكون على راحة ليس هلعاً ولا شفقة ولا بغير الحق وجب أن يكون الاهتمام
الالتذاذ يكون بما في الدنيا متاعا شرب جرعة ماء أو عامر الموائد من طعام
أما الاستمتاع فهو في الدنيا سبيلاً الاهتمام بالغير جنساً نَفُوساً والجزاء من جنس العمل به يكون الالتزام
الاهتمام بالدنيا كشدّ أوتار الكمان صقل المعاول للإيجاب بسطاً علي السلب مقاماً للنفوس بناء قبابٍ وأبنية بالجهد وشدٍّ للحزام تلك أوصاف وللوسيلة لذّة الغاية منها استمتاعاً بتحقيق استواءٍ على جادة الحق وإرساء أبنية النظام
و لقد سُئلتُ عن ماذا تريد فقلت أريد سبراً لغور العلم هذا حتى أجد زمكاني فأخلص عن هذا الركام أريد استواء كياني على مقام مكاني لأحقق متعة الجلوس على بساط زماني فتقوم قيامتي تحت جناح محمد عليه الصلاة والسلام
أريد أن أروي حكاية نشأتي لإنشاء مدرستي على الست من أيامي حتى أستمتع متعة الذوق عند اللقاء بربي في سلام
ليس الإنسان وحده على الأرض
جُعل الإنسانُ على الأرض خليفة وهو ليس إلا كالعبير بل أنه العبد يتوه في أرجائها ينقب يبحث عن مصير
هو نبع الماء منها وهو لا يملك فيها إلا نفسه وقتاً يسير دخل فيها مجرّداً لا يملك شيء وهو يخرج ليس له منها غير وزر المستجير
يكدح فيها مستميتاً يسعى لملاقاة ربه عسى أن يجد الوجه منه منير فإذا انكشف الحجاب وجد الوجه الكريم مضموناً بلا تسوير
بلا بداية بلا نهاية فيه كمن كل شيء والاعتماد عليه يعمّد القلب الكسير
به ظهر كل شيء وإليه رجع كل شيء وما من شيء إلا الوجه المنير
ولقد عمّر الإنسان الأرض أخيراً فقبله أممٌ كانت تحاول التعمير
وما زالت أمماً لا حصر لها تشاطره السكن والماء النمير تطور الحياة على الأرض كما كانت وكيفما ستكون الآن كائنة بالصوت والتصوير
الأرض والدة الحياة ودار أسرتها وعلى موقد الشمس تطبخ للصغير وللكبير والحياة دنياها وأخراها مجراها ومرساها بحضن الأم والدة الجميع الكبير منهم والصغير
أيها الإنسان
الدين نبت في الأرض والمرأة أم الرجال فلتكن يا صاح رجلاً وأحفظ لأمّك هذا المثال حقيقة الدين أنك أنت الصواع ذاك المطلوب من هدم الجبال أنك أنت عقال البعير بل أنت ناقة صلاح السؤال أنت من لا شية فيها فلا تختلط عليك الجِمال فالكنز أنت تحت جدار الشرع أقيم لحفظ الجَمال الكادح أنت والمكدوح إليه والرب تحت الضلوع بأوسع مجال فلا تصرفنّك عنك أضغاث أحلامٍ هلا ويس جنود الضلال الأرض دُحيت لأجلك أنت فلا تختال عليها فيحرم عليك الحلال ولا تمشي عليها مرحاً فإنها أمك أمك أمك والسبت حبل الوصال جمال جلال الكمال يتبلور فيك فلا يخيفك ما خلف الظلال ولا تصدّ عنك رسولاً يأتيك ليمحو حراماً ويثبت حلال فابحث في رحلك عنك لا ترحل تجوب آفاق الجفال قاوم رحيلك عنك أصبر وصابر واربط حزام صفاء الخلال أحكم خطوط الطاقة عليك فالرخو يبعثر شرار النضال ذلك تأويل ضمّ اليد إلى الجناح تخرج تنير آفاق المحال وعلى النار هادئة أطبخ الحلوى فالهدى بجذوة نار السؤال ولا تمدنّ عينيك عنك بعيداً ففيك أنت اكتمال حلال الجمال
ماذا بين التين والزيتون
أول وفود تعبر حدود بين السدود خلف جدار الطور من سينين
الروح وليد معترك العناق بالمشكاة بدرٌ بدا بين زيتونٍ وتين
أن تسمع الأنوار بأذنك في مسجد النجوى وهي تتوهّج بالحنين
كذاك ترى وقع إيقاع الطبول بساحة الذكر وهي تتعرّج بين ياء وسين
فتلك صدارة العتبات من أبواب معراج الهدى لسان الإنسان الأوهج عبر السنين
فتطوف حولك غانيات اللطف سافرات يتمايلن في غنجٍ من على هودج الإبل آية التكوين
عرس الزيتون
على قارعة طريق الزيتون اجتمعت شجيرات وأشجار التين تنتظر قدوم الركب الميمون
وعلى رأس جسر التين انتصبت نخلة تساقط رطباً أُعد مخصوصاً لحفل عرس الزيتون
المعنى المضمّن تشير إليه الكلمات وقام واحد في المعنى المضمون
جميع الجدر أُقيمت على كنزٍ واحد من أجل وليد الحمأ المسنون
طور سينين البعد السادس أُقيم جداراً لحماية قلب الزيتون
البلد الآمن ليس كمثله شيء وطنٌ في الحال إليه يعود المعتركون
التين البعد الرابع سكن الملك العالم فنعم الساكن ونعم البعد المسكون
البعد الخامس زيتوناً كمال حياة اعتملت في أول أيام الدينون
العلم فعّال لما يريد في صفةٍ والقدر على نار التين والطبخ بزيت الزيتون
فالتين والزيتون مقامات عشقٍ يتربع فيها الهدى على عرش الجمال المصون
ليس لله أعداء
فلماذا يعادي الناس بعضهم بعضاً وهم لله أحباب
كانوا يتوددون لأجل رضائه وما كانوا في الحق غير أصحاب
إن المحب إذا ارتضى حبيباً ما رمى سهماً إلى الغير أصاب
ذاك لأن السهام منه خالية من حقدٍ وغلٍ وهي ليست من الأنصاب
فهي في الأصل لا تُرمى إلا جميلة فإن رُميت لا ينتظر الرامي جني أتعاب
المثل المشار إليه
كانوا قد رأوه سيفاً داخل غمده وكتاباً ما قُرأ منه إلا الغلاف
وما عرفوا إلا بقدر ما وسعوا قطرة من بحر ابن عبد مناف
كان هو البحر المحيط ولم يزل فجّه الأعمق بين النون والكاف
ولا يمكن لأحدٍ أن يسبر غوره إلا بمحبة تعتمد من الدنيا الكفاف
المحبة رفضها البناءون وهي حجر الزاوية ولا تقوم بغير جنابه الأعراف
هي بين العالمين القاسم المشترك الأعظم وهي عرق الماس وترياق العفاف
وهو ما جاء بغيرها سفينة نوحٍ ولا نجاة إلا أن يكون عليها الالتفاف
وهي المثل المشار إليه والحقيقة مثلها واحدة تعبيرها جنة الألطاف
هو المحبة تحققت جسداً إليه تنتسب الحياة توالي حوله التطواف فهو المبتدأ بلا بداية محددة ولا نهاية لأخباره ولا يمس الخيرَ فيه جفاف
الدين المعاملة
لا حاجة لك في الدار الآخرة شيئاً مشفوعاً له صافياً خالصاً ونمير
بل الاحتياج لك في هذه الآن حاضراً خالص الود طيب التعبير
فاعلم بأنك إن كنت في هذه أعمى عن كرب أخيك واقعاً في بئر
ففي تلك أنت أشد ضلالاً ولا قميص يوسف يجعلك ترتد بصير
إن أقمت وجهك خالصاً في حِيدةٍ لا ترجوه رد جميلة التقدير
فأنت الخالص صافياً هادئ البال راضياً طيّباً والوجه منك منير إن كان كل ما في الكون فيك منطوياً برغم ما تُرى عليه جرماً صغير
فإحسانك للغير إنما أنت لنفسك تعمل صالحاً يرتد إليك أولاً وأخير
فطرت الماء أن يجري من الأعلى إلى أسفل الأرض خرير فاقرع الباب يُفتح لك وتهيأ تتلقى الفضل فيضاً غزير
في الكون لغتان يجري على تصريفها ما قضى به كاتب التقرير
الحرف لغة تقدّر كيفاً والرقم يحسب الكم و لميزان ناتج التعبير
الصحيح لا يخلف الإصحاح
لا أكتب إلا عندما الحروف تبوح بسرها فتطلق لي صراح
وتطلعني الأرقام على خط سير بنائها فأشمّ عبق نسيمها الفوّاح
فأتنقّل بين فروع فنائها أشاهد بديع فنونها بمشكاة المصباح
وتكشف لي عن ساق عروشها فأرى الصرح الممرّد معراجاً إلى عتبة قمة الإفصاح وتراودني الحور العين من على شرفات قصورها فأغض الطرف تأدباً عسى ولعلني أرتاح
فتمتلئ الدنان بحانتي فرحاً وأروح أجوب أنحائي كعاشقٍ سوّاح
وتنصب غانيات الغير لي شركاً ولا أصاب به فليس بي شركاً جرّاح
وقد نُصب بين الحدقتين لي علماً أن ليس لك غير محمدٍ إنجاح
وليس لك إلا أن تطلب المثول بين يديه أشرف قبلة والعيون منك قراح إن قرعت الباب يُفتح لك وإن ناديت في الحال يعم كيانك انشراح
فيذهب عنك كل نائحة وبنظرة منه يداوي كل ما بك من جراح فهو غرسة الحب قد زُرعت أول ما تجلّى الكنز كان مخفيّاً بلا إفصاح
وإن غُمّ عليك ولم تجد قبساً فقف بالباب عاود الطرق في إلحاح
ولابد أن يفتح لك حسب وعوده فهو الصحيح لا يخلف الإصحاح
يتبع ( قبل أن يأتي اليوم الآخر ) | |
|
يوسف هاشم محمد نجم
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: المخاض الأحد نوفمبر 20, 2011 9:57 pm | |
| [قبل أن يأتي اليوم الآخر
أمام مصلى الجمع كل منا يزهو نشيع سلاماً نتصنّعه و به نتفاخر
وفي داخله نطأطئ رأساً نتحاذى نتكاتف فليس ما عليه هنا نتشاجر
أمام نافذة البيع لرغيف العيش ترانا جمهرة عليه تتناحر
يسبُّ بعضنا بعضاً لا نأبه لامرأة ولا طفلٍ ولا لعجوزٍ يترنح يقدم قدماً ويؤخر آخر
يقول الشيخ مستعيذاً من شرو ر النفس كمن يمدح النفس يتفاخر
ومن سيئات الأعمال يطلب جاراً وكأن الشيخ يشيّد صرحاً يتكاثر هذا حالٌ يستدعي أن يُنصب في الساحة ميزانٌ لتنظيم حياة الناس لكيلا يظلم أحد منهم آخر
فالويل كل الويل لناإن لم نتنبه لعذاب البغتة لا يتأخر عنا حتى لو عانق كل منا الآخر فأولى لنا الآن أن نصنع خبزاً نتقاسمه قبل أن يأتي اليوم الآخر يفرق جمعاً على هباء يتناحر *** أن تفعل الجميلة لأخيك وتأمل ردها فأنت من أقابيح سدنة غيرة الأضداد
الجميل يجامل بغير تكلفٍ يرسلها غيثاً إلى الملهوف لا يطالع خلفها ولا يشغّل العداد ***
الإبداع في التفرّد
يُعمى عليك فلا ترى وتصير أشبه ما تكون حجراً قابعاً في بئر
ويظل العود منك على الأسرة هامداً ولا حياة لمن ينادي مؤذن التبكير
يقول أنا منكم قادم وأعود إليكم فلا تجعلوني خاسراً والرأس حسير
الإبداع في الأفعال أن تكون فريدة والحسن تجمّله طلاوة التعبير
هل أنت سراً يتخفى بمظاهر غفلة ويُباح لوقته بتطاول التعمير
أم أنك نسمة من رياح الكون هبت ولا تلبث حتى إلى الآفاق تطير
حيرة التقدير بين كلمٍ طيّبٍ ومواقف لا يُشمّ لروح جانبها عبير
ولا يُقال قد عاد إلا لمغتربٍ والسير فقرٌ وما الجبر إلا في حالة التكسير
بين الحلم واليقظة
أحلم أحلاماً أعجز أن أعبرها ويحيرني وضوح الأمرين
أستيقظ أبحث عن حكمة توارت أمامي بين البصرين
ويجيء الموج يحطم حجراً أرتكز عليه فيزلزل أرضاً بين الرجلين
فتطل الحكمة من خلف الخفاء برأسٍ وما خُفي فظهر وما كشفته العينين
وتقبل أحزاني تهزّ النخل إليّ نبتت بين لسانٍ والشفتين
فلا تتساقط منها غير شجوني ويشتد الكرب وهماً بين الشقين
وتغرّد بلابل دوحاتي على أغصاني عليها يتجلى الفرح بين الشمسين
أنت المشكاة والمصباح قيد الآن
الأرض أم الأكوان بهم كانت حبلى عندما نُفخت حلاية بحلوان
هي اللبّ عنه انفتقت لبنات بناء الطور وصروح فضاء الأكوان الأجرام اغتربت عند ولادتها لمدارات منها تبثّ الأم حنان
برّاً بوالدةٍ مريم العذراء دلالتها ملكة بالرأس تاج وباليد صولجان
السماوات السبع مقامات فتيتها والجِنان الخالدات حوراً مقصورات بالجَنان
الشمس تاج الأرض منه تستمد عزّتها والقمر الصولجان يشير للوجدان
إن أردت أن تبلغ نهاية الأكوان فأنظر داخلك تجد الأرض رسم بيان
وإن أردت حالاً من رضاء فاخلد إلى الأرض قانعاً بقسمة الرحمن
فأنت بما أنت فيه فعله وعليه تمام الحسن بدراً بالزمان
أنت ضوء النور في أعلى معانيه أنت المشكاة والمصباح قيد الآن
أنت الآن حاضر( 6/6 -47-2009)
لا عبرة بما تكتب علوماً ومعارف إن لم يكن تصديقاً بجنان إن لم يكن معزوفة حبٍّ يصادقها واقع إيقاعٍ بياناً بالألحان
لا عبرة بقولٍ يُسمع منك ما لم يكن مصدره غربال الإيمان
فذلك صدق الصديق ورؤيته إقناعٌ لا يحتاج إلى برهان
اليوم الثاني والستون من عمرٍ أفنته الأيام عبر الأزمان
أراه كأن لم نغنى يوماً فيه وما دار بدورات الكدح بأروقة الإنسان
لا أطالع مرآتي فأراني اليوم ولدت ولم يخط الدهر دروب الرَ وَحان
فأنظر فيها أرى شيخاً أقعده الوهن وتراخت عن عينيه الأجفان
حقيقة الميلاد محورها زمكانٌ لا يتعدى لحظة حبٍّ في الوجدان
فأنت الآن حاضر أنت الآن ناظر ولا واقع لحياة منك غير الآن
فانشد في آنك شغفاً على ميزان القسط تتحلى أسورة الروح والريحان
وأقبع في دارك لا تتطاول يأتيك الطَوْلُ فتبصر ولا تأسرك العينان
شغفٌ لكمالٍ يحفزك فتمدّ الحال جناحاً كبساط الريح تحلّق أعلى أجواء الخفقان
فيشُدّك واقع قيعانٍ مقاماً لا تبرحه إلا لتعود إليه بكل الإذعان
*** المعين من منه أستقي لا تنضب موارده فإن شحت دناني فحبالي تقطّعت دون الدلاء
ولعلي إن استجرت صاحب الدير بعضاً من معاونة تعود تنضح آنيتي بفيض الحب و لا أكفّ أصدح بالغناء
بلابل الدوح في جَناني تعايرني لا تكفّ عن ملاومة والشماميس من حولي تكفّ عني العناء
سيعود صوت الحق
انقسم الناس علي أحوالهم زمراً كل حزبٍ بما لديهم فرحون
فإذا رأى أحدهم ما به يخالفهم ما عاد منهم وفي الحال عنه ينصرفون
ولقد رأوا يد الفناء تفرّق ربعهم غير أن الكل عنها غافلون
تذكرهم بأحوال فانية ولا حياة لمن تنادي ففي الطغيان هم يعمهون صوت الحق ملأ الآفاق والأحداق مغرّداً بعيداً وعنه أنتم تجفلون
تنطفئ المحركات عبر شمعتها والأنف تعود سيرتها لشمّ أعباق الدخون
التقاء السافل بالصعيد
هل ما كتبت لغير عصري وعهد الإخوة ما زال خيالاً بعيد
أم أنه غاب قوسين وأدنى التقاء السافل بالصعيد
هل أنا إلا كاتباً يُملى عليه وليس شأني متى يكون جديد
أم أنني التوقيع على العهود محققاً ما بالذات كان مجيد
هل أنا النجار صانع الألواح لمركب التشريع جامع عدة التجويد
أم أنني البحار في أفق الغيوب أقدم سيد العصر راتق التعديد
اليقين أكرم الأحجار
العوز وشدة الحاجة ليس جرحاً وإنما القلب مفتوحاً لهباتٍ من الرحمن
فإن اتخذ الحظ فيك جانباً أيمن إليك تسابقت لحظات حلاوة الإيقان
يتخذ الناس كرائم الأحجار زينة وأكرم الناس زينته اليقين حال الآن
وأعظم الجروح الكبر يوّلد افتراء يجرح القلب يتركه على الدوام ظمآن
***
تتوالى على الشاشات أطيافٌ من صور القديم تتوارى وراء بهرجة العريس
و لا يُكشف عن ساق الخمّار إلا لمُجتبى ولا يكون بعد ذاك تعيس
***
ستار الجدار
ولدتك أمك حرّاً فمن ذا الذي يتجرأ يستعبد الأحرار
إلا الذي هو في داره مستعبداً فقد التفاضل بين ليلٍ والنهار
الحر لا يستعبد غيره وما العبد إلا من تحرر عقله فأنار
العبودية كشف الساق عن محاسنها والحرية إلا كما الحياة في إعصار
وما الكعبة في الحقيقة إلا رمزاً إليه تصبوا ثواقب الأبصار
وذوي البصائر لا يرون في الجدار غير برقعٍ و ستار
وما المحدود في الحقيقة غير حد العقل يترجم الأذكار
وأصحاب القلوب حديدة العين واحدة والذكر ليل نهار
أ ل م
كتابٌ تضعه في عين الرمد يبرأ والبصر يرجع بنظر حديد
تفله في عين علي الكرار تضوي الشوف توحد التعديد
***
بين الذوق والظن
عندما يقف الإنسان عند وهم صوابه يفلت الزمام فيحسبها جنة عفنة الأوحال
و الطامة أن يرى الصرح والعرش تحت جناحه بنى على الظن قصوراً استكان بها فكفّ عن النضال
مُخيّلة تجوب أشباح الكلمات في جوانبها تتراء له بيت القصيد وما هي إلا كثبانٌ من رمال
الرمل تزروه الرياح حين هبوبها فلا مقام تزره فيه وتترك أنت المقام بدار ليلى وتتبع الوهم بالأحوال
الذوق ليس الشرب من نبع لميس الحياة تخيلاً بل استشعار البرد من جذوة أنوار الرضاء السجّال
الظنون مراكب الوهم في بحر خيالات السراب ومرافئ الحق ببحر الحقيقة تذوّق طعم الكنّ في الترحال
ليس أنا من يُركّبُ الكلمات على وزنٍ يؤلف هذا ذلك أن قدري بقدر لطيخة وحلٍ آسنة الشمال
فطبيعة نفسي داخل النفس ميّالة لفجورها تلاحق التقوى كبداً وتسقط من عليها عند أول الأعطال
بعض الوضاح
لا تترك الباب موارباً يدخل منه بائع التفاح
ولا تنادي المتجولين الباعة عندهم لك تبحث عن لقاح
ولا يؤده حفظهما كتاب تقرأه إن أرت نجاح
كما في لا ريب مفتاح الأقدمين لأبواب الصلاح
حروف إشارات وشفرات تنتشر في الآفاق كل صباح
لمن الملك تنادي فتجيب الأشياء والأحياء تلميحاً وبالصراح
عباد الرحمن تختلف دروبهم وكل الدروب تؤدي لعتبة الإفصاح
فلا تخش على منفردة فالكل مشمول بالعقد داخل المشكاة كالمصباح
تتأقلم الأشياء والأحياء مع صوت النداء بالغداة وكل رواح
الرجل يجيء من الآفاق على شكل طائر يتحول طبقاً يبث فلاح
في سبيل إنماء شجرة الحب لابد أن تكون تضحية ببعض سماح
لا بد للغافلين أن يتنادوا أن هبوا يُغوظاً فالأمر بان وضاح
مازال الخضر خضراً
لو كنت أعلم قدري لاستعجلته فما في هذه الفانية إلا متاع الغرور
ولو أن زمام الأمر تحت يدي لاكتفيت الساعة من تعاطي الشرور
هل حقاً ما تفكر فيه وأنت تخاف التمادي بأن الآخرة هاهنا فيها والجسر أنت لتحقيق العبور
وما تحقق ذلك في الدارين إلا لواحدٍ والخضر السلام عليه مازال يعبر في الدهور ***
يتوهم المريء رفيع مكانة بما في الجيب من أموال
فيرى البيت العتيق صار كداره إليه تُشَدُّ أرسنه الرواحل بكل حال
***
الوصول في التخلّي
صحوت أردد أني قتيل ليلى وأخواتها قتلنني وأي فتى في ميدان الصراع بات صريعاً
أحببت الرسم بالألوان لوحات فنونها وهي تأبى إلا أن بطوع البنان أكن عبداً مطيعا
أحببت حب الخير لي وللعالمين صور جنابها فإن مت قبل ذاك كفاني تطفل الحب سجعاً وبديع
حُبست عن المثول مبكراً أمام القضاة في عتباتها قد قيل لي عُد واعتدل فاللوم هنا يجاوز الخصام والتقريع فإن أردت الوصول مقام الرب فيك من بهموتها فخلّي عنك وكن بها قائماً بالقسط لا يطالك سيف ولا تجدترويع
طفح الكيل
أعيش عهد تجاربٍ فشلت لأوادمٍ ما بلغت حدود الارتقاء
تقاعست همم الرجال فلا على الأرض استوت ولا اعتلت البروج من السماء
قد وقفت الإيحاءات تبوح عن مكنونها وتراخت الأدوات عن الأداء
همم ورجالٌ قعدوا متخلفين عن ركب الجهاد لسبر أغوار الخفاء
طفح الكيل عن مكيالنا وأي كيل طفح عن قيد العناء
وذابت ثلوج شمالنا وأي شمال جاء من أقصى الفضاء
وهل نحن إلا طرفة عين تبلور الكرسي فيها والعرش ماء
الصبر هبة
زاغت الأبصار في محاجرها عن مجامرها وخبأت الأنوار في مشكاتها وانطفأ المصباح
وعبثاً تحاول سلمى أن تستعيد ابتسامتها ليعود اخضرار المرج يعانق الطل كل صباح
ليس للأوّاب غير انتظار الأبواب تنزاح عنها مزاليجها والتزام الصبر هبة أديمها شبكات أوردة الجراح
إعلان الرتق لفتقٍ وصرير الأقلام يصاحب طلعتها والسفن المخروقة نجاة الملاح عن بطش السفاح
حكم الوقت
الروح نُفخت بالتوقيت في وجدانه فصار آدم السلام عليه خليفة الأمجاد
وهو السلام عليه عالم الأسماء سجدت له الأملاك طوعاً وكرهت الأضداد
النفخ في الصور بناء أطيانٍ لبنة العلم ومونة الوقت الشداد
وينجلي العلم القديم حال تهيأت التخوت له واطمأنت السجاد جاء الأنبياء السلام عليهم بلّغوا فحوى الخطاب بقدر سنن الوقت في الإعداد
فبعض ما نراه اليوم شيئاً كان بحكم الوقت سؤدد وغاية ما يُراد
ما كل ما بالوجود إلا صدى الإيقاع بالترتيب موقوتاً على العداد
حكم الوقت هو ما نراه الآن حاضرا وليس غير الآن حقيقة الأبعاد
الأرباب لا يتطايبون لبعضهم والرسل جاءوا يحذرون بغتة يوم المعاد حب الحبيب لا يكون رمشت عين بل دونه تطوى القوا حل و الوهاد
الإدعاء ممهول والإمهال ليس إهمالا تعالى عن ذلك رب أرباب العباد
فلا تظنن أنك يوماً فالتاً فوجودك قيدٌ وما الفعل يصدر عنك إلا الانقياد
*** برغم ما يبدو عليه الأمر تواضعاً ومحبة على قواعد التجريد
إلا أنني وجلٌ من أن يكون ادّعاء وشهوة العلماء للتفريد
***
من وحي التمثال
الأصفر لون النفس به وفيه يكون الهناء سكون المشاعر خمول جيشان اشتهاء العداء
لون الطين جسد الخوار بناء أصفاد الهواء أديم الحياة به وفيه عليه أطواد البناء
الأسود لا لون ولون القلب أصل الحياة من لون الخفاء
به وفيه عليه قام الفؤاد حارس الحي عند أبواب العماء
كيف الرقاد على التراب
اختبرت الرقاد على الحصير فلم تطق جنباتي حر الرقاد
فكيف بها يوم الرقاد على التراب وهي لا تجد عوناً للسهاد
يئن الكتف حين ينقلب يبادل أخاه وردية نوم الجهاد
ولا تبديل هناك فالنوم في الحر يطول حتى يحين التناد
الكتف اليمين هناك وحيداً فلا رفيق غير ما كان عليه اعتماد
ولا أنيس في وحشة ظلمة لحدٍ غير طيب عملٍ وعن الخبث ابتعاد
كن على الصهوة
حقيقة كل الحقوق محبة وصورة كل الوجوه جمال
وكمال الجلاء إطلالة وجدٍ وجملة الحال مقاماً عليه اكتمال
صبابة النفس إلى ربها مقام الحال إليه يُشدّ الرحال
والعقل عكاز أعمى به يجوب الفيافي يطلب وقف الجوال
فليس للطالب وقفاً بغير اعتمالٍ وليس وصولاً بغير جدال
وغجرية ذات دلال وجمالٍ وغنجٍ يذيب حديد قلوب الرجال
غجرية لا مقام لربعها فما أن كان عرساً إلا وشدوا الرحال
فإن أردت منها وصالاً فكن على الصهوة وشد إليك الحبال
***
لا يصيبك من سوء إلا ما جنته جداك ما اغترفت فلا تبتئس لفائتة فسلخ الشاة لا يؤلمها وقد ذبحت السوق لا تدخلها إلا بحصن السين والنجاة في الياء فتت ولا تخرج من بيتك تستأنس رفيق السوء أقبح المنبت خير حال الناس
كل الذي ورد في انحراف أخلاق العباد فهو أمراض نفوسهم
والكل مُعالج بقوانين الحقيقة شاملة الحق والاعتدال
فمن خالف الشرع تصدّت له لوائح الحق قيد ظنونهم
وفوق ذاك حقيقة الأمر أن التسوي تلقاه في الحال
خير حال الناس المراد لهم هو الذي عليها الآن رغم شكوكهم
فحال الآن خلاصة التسيير بين الجلد والإحسان بلا جدال
سنن التعاطي
إن أردت أن تسود الناس فكن عبداً لخدمتهم في الحل و الترحال كن أنت زاد مؤنتهم في معيتهم وكن أنت الصواع بالرحل والرحّال
الحكماء قالوا سيد القوم خادمهم وساقي القوم آخرهم بلا جدال
وتلك أحكام تداولها الناس في الأزمان توالي نشأة الأجيال هذه سنن التعاطي في المعاملة والناس بالناس والكل بالرب جلّ جلال
فالأديان نبت جمعهم في الأرض تؤاخي بين الناس تفرّق الحرام عن الحلال
الإيمان بداية العلم
أن كان مقدّرٌ رجلٌ في آخر الزمان يقوم من التراب يبدو من الآفاق ويظهر
فلا أحق من الرجل عليه الصلاة والسلام محمدٌ أول من هلل فقال {الله} أكبر
من كان صاحب علم بعقيدة فهو في أول الدرجات يحبو والقضاء مقدّر
والذي يظن بأنه يعلم فهو أحمق من بعير نام وشخّر
ليس في العالمين من لم يتخذ إلهه هواه إليه سعى وطاف مكرر
وذو الحظ العظيم من العباد من كان يهوى رب الأرباب إليه شمّر
الإيمان أول العلم عملاً بما علمت مهما كان القدر يسيراً وأغبر
وقد فارق الإيمان من ما كان هواه تبعاً لما جاء به المزمل المدثر
الولد البر لوالديه يطيع بكل حال مهما طاح فيه الوالد شطحاً ينهي ويأمر
إلا إن كان أمراً لشركٍ فالواجب قولاً كريماً فالوالد أعسر
ليس له لدى الصغير حقاً بل واجب الكبير رأفة كما الحكيم أمر
فما أن رأى الصغير عين الرعاية فوقه إلا وامتثل طائعاً وصار الولد البر
تلك من الحكم جاء بها الرجل كان هو مبتداها وعلى التحقيق هو الخبر فمن يُنكر علينا من العالمين أمرنا فوضنا الأمر لمن كان لحاجز النور عبر
اللؤم عند الكرام لعين
أنا البحر الواسع من الأسماء في عرصاتها أنا النور المبين من العروش ما بين ط ه و ي س
فلا يحزنك ما تراه من الأعمال في عُجلاتها قل {الله} وسبح تكن القيوم على فرق اللاعبين
أن كنت قد جاوزتني سعياً إلى النون في حدقتها فأنا لا ألوم فاللوم لؤم ٌ واللؤمُ عند الكرام لعين
يوم الميلاد الآخر
الساعة بداية يوم الميلاد نتوقع أن يكون الآخر وقد اشتدّ طلق المخاض واحتد الأنين وقد يطول اليوم هذا إلى ألفٍ فاليوم حسابه بألفٍ مما نعدّ من السنين
خبأت الأنوار وانعدمت الرؤى وصُمّت الآذان بالنفخة الأولى هذا الحين
وعمّ الذهول أرجاء المعمور كذلك أغوار المقبور من هنا والحين
***
جُعبتي معبأة وسهامي فاصلة وخزانتي مملوءة علماً ومعرفة غير أني وبكل هذا لا أساوي جناح بعوضة من علم علاّم الغيوب
وليت أني بحلول قيامتي أكون تحت الظل من سدرة النجوى أتضرّع وجلاً لعل الحبيب يرضى عني فأتوب
***
الذي عنده علمٌ من الكتاب
لن يؤتيك مما عنده إلا أن تَََدَبّره تحبه فيحبك يكشف لك عن أحسن محاسنه يُسبق عليك مما في بواطنه فتكون أنت فيمن عندهم علم من الكتاب
فإن أنت كنت عندك علم من الكتاب فلن يحجبك عن الكتاب بُعدٌ فالأبعاد السبعة تكون ساحة بيتك ربُك عندك حاضراً ولن يمنعك من الدخول حجاب تُطوى لك الآفاق تكون رهن يمينك يستجيب لك الجواب قبل أن تسأل عن مفهومه ولأنك لا تنظر إلا عبر البصائر من أسمائه ولأخيك تحب ما لنفسك ترضى بذاك جميع الإخوان يكون عندهم علماً من الكتاب
زينة الحسن السماح
أن تكظم الغيظ تكون أنت المحسن وطئت عتبة الإحسان أول درجات الكفاح
وإن أردت دخول حرمك آمناً فعن من أغاظك أعفو فيبدو الحسن منك صُراح
الإحسان جماله الحسن والمحسنون في حضرة الأنس صافنون فُصاح
الحسن مطية رحمة الرحمن ما نضبت وزينة الحسن السماح هذه الأنوار ما انفكت تراودني تنفض عني الغبار وما ران كل صباح
أنوار ليلة القدر كنت رأيتها تزملني تدثرني ألف شهرٍ صُباح
ولقد بدأت النقر على الجدار داخل بيضتي فالتفقيس أوانه قد لاح
وإني لأطمع أن أتجنب بغتة المكر فينهدّ الجدار دون جراح
ولا تحسب أني أقول هذا بغير علمٍ فهذا تفنني والفن في الإفصاح
أعلم أني قد شطحت بالقول هذا فلعلي بالشطح أزلزل أركان صِفاتٍ قُباح
فأبعث أرواحاً تحفّ حول محفتي فأطير في الآفاق بدعوة الإصحاح
ولعلي أُجنّبُ عثرة من معارضة فيسمو الصفاء يسود يعمّ كل بطاح
ساحة العلم
أسوار ساحة العلم النفس ليست غيرها فاحذر أن تضل فتضرب بالحجر جدار
ولقد علمت أن البوح بسرٍّ ولو في السر من أسرارها ما لم يحين الوقت لحينه يُقوّض الدار يجعل الجدار ينهار
وأعلم أني أتحدث وكأني أقول بالعلم وصف نهارها غير أني أعلم عني بأنني غير مُحققٍ هباء جذوةٍ من نار
أن تفعل ما تقول ذاك مقامٌ إليه يرخي العارفون لجامها والسالكون يعوضون ذاك نيّة طيّبةً تكون لهم منار
الشاهد أن العطاء والأخذ بسطاً ومقاماً طريق مسارها وإن لم تُخطئوا وتستغفروا قول الصلاة والسلام عليه قولاً معيار
السيئة تُقعدك درجة وبالاستغفار تسقط عنها خمارها فترى الوجه الصبوح يطالعك بما فيك انطوى من قبل الجدار ينهار
******* لا أقول بأنك ليس أهلاً لما به أنت تتشدّق تقول قد يكون الحق جوارك وبينك والحقيقة هيهات الوصول
***
لا لنا أعداء
نحن لا لنا أعداء ولا نحن نعتدي فلا تخشى منا البعد أو الاقتراب
فطرت الحق في الخلق المحبة وجميع الخلق عند مولاهم من الأحباب
إن فُطر قلب بين أضلعنا فوضنا الأمر لسيد الأرباب
فإن أنت وطئت جانباً لنا عفونا وبالآخر ما بخلنا و كلنا إلى التراب
إن كنا نحن قد أبتلينا فحسن الظن للقوافل حادياً والكل منا تائب أوّاب
لا تكذب
لا تكذب لا تكذب لا تكذب هذه بقوة أمك ثم أمك ثم أمك ترجح الميزان
بها لن تستعجل للعند منك مكرمة ولن بها عنك تدفع وقائع الإفك من شيطان
وليس هذا القول مني ضماناً بأني لا ولن أكذب الآن ومقبل الأزمان
فالقلب بين اثنين كاللولب يقلبه كيف ومتى يشاء الرحمن
خاتمة الديوان
يا من قرأت ديواني لا تأخذ بشطحاتي فهي أفلامٌ من الكرتون
أبحث أين أحزاني وتشرّع فالشريعة بابٌ يدخل منه العارفون
أركز مقامك على الأرض ثابتةً وألقِ عصاك تلقف كل أهواء الجنون
العزّ والسؤدد مقامات على الأرض والسماوات أحلام وآراء من باطن الأرض تُخرج المدفون
لا تحسبن أنك إن مت تخرج منها لا بل أنت في أبعادها السبع مجنون
العّدّ التنازلي إلى الخاتمة[ أراها غاب قوسين وأدنى وليس من الكثير إلى القليل ينزل العداد وهو مأفون إنما من الأشتات إلى الجمع يسير فرحاً فالواحد أعلى قيمة مما عداه مهما يكون
الواحد أكثر من الثلاثة فلا يغرنّك الملعون
يُضاف الواحد إلى واحدٍ جمعاً وجمع الجمع واحد أحد مصون
| |
|