يوسف هاشم محمد نجم
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: ملح الحياة الأحد نوفمبر 20, 2011 10:03 pm | |
| لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً} سلسلة لسان العصر في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
ملح الحياة
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم تـنويه ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر : {الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر الاسم :- تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر. ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. والوعد كان قد جاء هكذا : {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا } [79 الإسراء] المرشد:- هو محمد بن عبد {الله} النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الأعضاء: هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن. المقر: في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب. المركز الرئيسي: ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور: هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر) وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع: قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين : { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة] آلية الدعوة: {أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل] {اللهُ} جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون} [30فُصّلت] بسم الله الرّحمن الرّحيم { وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} [9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى إهداء هذا الديوان إلي الإنسان يا أيها الإنسان الذي أضاع متعة السكون في جنة حاضره متشبثاً بأمجاد ماضيه الذي ما عاد يعالج معراج مستقبله فلتعلم بأن ما أنت عليه الآن ليس إلا الوهم يمتطي صهوات الوهن والضياع. و لتعلم بأن ما من كتاب أنزل ولا من رسول أرسل ولا من شريعة شرّعت إلا وكرامة الإنسان كانت وما انفكت هي الهدف والمبتغى هي المبتدى وهي المنتهى.
إلى كل رمز حائر يجهل إلى المفر سبيلا إلى كل حائر بين الشعاب على مفترقٍ من النجود وقد تعمّى عليه السبيل
إلى كل معتكفٍ ببيضةٍ يظن أن قد يهتدي إلي القيوم سبيلا
إلى كل منصرف إلى أهوائه وقد أراح الفكر عن تحري أيّ طريق إلى النجاة سبيلا
إلى كل مبتدئ غره العنفوان فأنساه أن التعمير أقصر من لمح طرف الزمان المهيل
إلى كل من شاخ على الطريق غافلاً عن أن الطريق إلى ختامٍ يحثّ السير بلا تمهيلا.
حقيقة الأمر فيك
العبادة ليست لأجل {الله} فكن فطناً لأنه هو المتعال
الصلاة في اليوم والليلة ستاً والصوم شهرٌ واحد تلك سبعٌ لإصلاح الجسد والأفعال
الجسدُ الطينُ أرض نماء الحياة والسماء آفاقٌ مشدودة إليها بالحبال
الحبال مودة و رحمة والمراد السكون بعضهم لبعضٍ الآن هنا وحين المآل
الأب الصالح مولود أبنائه وليس تحت الجدار غير محترم الخصال
عندها يكون كما في السماء فوقٌ يسكن الأرض تحت الجبال
وما الجبال إلا عقولاً تُبدي سكوناً وهي كالسحاب لا تكف عن تجوال
فإن أردت أن ترى حقيقة الأمر فاخرج بنفسك عنك الآن في الحال
فيُقام الوزنُ فيك بالقسط ولا يرجّح الميزان غير الحلال
وتُرجم شياطينك فيك شهباً فلا يُسمع منك غير ألحان الجمال
وتلك كلمة طيّبة أصلها ثابت والفرع عليه تقوم أركان الجدال
بالتي هي أحسن تُراض الأسود وللإحسان حق اليقين كمال
حكمة التعمير
ليس البدر يكون في ليل تمامه في حساب كتاب لا ريب كامل التنوير
فالأنوار عدد أحوالٍ مقامها سبعة كما العدد للسماوات والأرض بلولب التدوير
السماوات سبعة وسبع أرضين وكل ما بينهما يسبع واللغة للتعبير
فكل كلمة لا بل كل حرف بل كل نقطة لها سبع أبعادٍ سنة التمرير فلا يقولن كائن من كان بأنه قد أدرك ظاهر الأمر و التأويل والتقدير
فالساعة آتية تكاد لا تظهر وهي الآن قائمة شأن العلي القدير يمكنك بأم عينك أن تراها إن استطعت رؤية التعبير في نسيمات العبير
الساعة آتية معناها قد أتت وهي الآن حاضرة على شاشة التصوير
الجزاء من جنس العمل والأسباب والغايات بعضها من بعض وتلك سنة التسيير
فلتطمئن وترضى فأنت بأعظم نعمة بها قضى وقدر العالم الأول كاتب التقرير
الأخذ بالأسباب فضل فاتبع السبب وأصبر ورابط وانتظر علامة التبصير
فإن أنت فعلت لابد ستدرك وتلاقي رب ذاتك أحسن حسنة التخيير
فأحسن الحسنى أن تضع الأشياء في مواضعها وتلك جُعلت غاية حكمة التعمير
دعوة الإنسان
انكشف الغطاء فبانت المغاور واهتدت الأبصار لمركز البصائر
ظهر الإنسان بدعوة البشائر حشر الوحوش وبعثر المقابر فتزاوجت نفوس وأنجبت ضمائر
جلسة استغفار
على مشارف الأنوار تكون جلسة استغفار لتنجلي الأسرار ويولد الأبكار
هي برزخ أنوارٍ الحق فيها يُدار والمهد فيها يزار بتراتيل من الأذكار
مسك يفوح بالأسحار يعطر ساحة الأبرار هو قبس من نار يرشد الأفكار لمرفأ الأحرار
الشهود
لا الخلق ميزان ولا الأكوان شاهد الحق مطويّ مسجى فيما نشاهد
ما كونٌ يكن إلا وهو كائن ولا كائنٌ فيما يكون غير المَشَاهد
ما وجهه من معني كن إلا شواهد مرآته لشهوده ذات المُشاهد
فعش به في ظله لا لا تجاهد فإنك أنت هو لا غيره فاسكن وشاهد
الطابور الخامس
لا تقنط فإنك إن فعلت انهارت الأركان حطّمت الجسور
وأصبحت الظنون عمدة دارة البيت واعتلى الوهم على متن الظهور
الثقة في حسن اختيار الرب لما بالمقام جنّة وارفة الظلال فيّاضة بالنور
التسليم يكفيك خلاصة الشهوات والرغبات المشاكسات على جسر العبور
هذه الأولى الفانية هي الجسر يؤدي لما في الآخرة سعادة وحبور
فلا يغرنّك البهرجة والتبرّج من جانبها فإنه الطُعم به تغريك إلى الغرور
فلا تختال على ظهرها مرحاً فلن تُعطيك شيئاً ونهاية الطواف إلى القبور
فإن أردت شكم غرورها خذ الكفاف واعتمد الإيثار غسلاً من الماء الطهور
خذ الحذر تيقظ فالنفس على جميع مدارجها أمارة ولا يواجهها فيرديها إلا من كان جسور
ولا تطمئن لها إن رأيت أنها رضيت فإنها خدّاعة و المكر خامس الطابور ليس فيما ورد أعلاه إلا جيشان نفسٍ توّاقة للرجوع إلا الوطن والبيت المعمور
حيث كانت في أمانٍ لا يعكّر صفوه خوفٌ ولا ما بالغيب في المجهول مغمور
الملفات المشفّرة
قوة الفكر سلاح لا تُدانيه سرعة البرق حين النفخ في صور أعمدة الكفاح
والنبأ تخبر به الآيات بالرايات ظاهرة من حافة الآفاق حين ينبلج الوضاح
تُخرج السرّ من مكنونه تبوح به بلا وجلٍ ولا تخش أن ربما يكون افتضاح
فدعك من النحت على القواعد وانتظر فما من سرٍّ إلا له من به بوّاح
ما كان كل الذي فيما كان معتبراً عند أعلم العلماء غيبا دونه تُطوى البطاح هو الآن يعتبر من طبيعة الأشياء تدركه العامّة ببداهة الإفصاح
فلا تغتر إن رأيت أن لديك بعض معرفة بها تتباهى أمام ليلى وسلمى وسماح
الغرور حماقة و فوق كل ذي علمٍ عليمٌ ولا نهاية للعرفان تبلغها مهما استطلت جناح
حم كلمة السر تحمي ملفات علومٍ مشفّرةٍ تحميك من ويل ادّعاء تشفيك من الجراح
ملفاتٌ تعجز عن قراءتها جهراً وبالفكر تطوي الصفحات كالبرق اللمّاح
من هو المختار
من هو المرجو لتغيير الكون هذا وقد انتكس ميزان القضاء
ومتى يأتي المخلص المختار هذا أمن الأرض يقوم أم ستنزله السماء
هل شرط ظهوره أن يعمّ الفساد وأن تُسفك على الأرض الدماء
هل سيكون أمر الصلاح للأرض كما كان الأمر بعهد أول الخلفاء
هل الآن بداية العهد للإصلاح أم نحن نشارف نهايات البناء
نحن نقف الآن حيارى لا نعرف نجهل كيف نعبر كيف نبتدر الغناء
كيف لنا بهذه الأحوال أن نتكيف وحدود الصبر طغى عليها العناء
هل الحيرة وقود طلب الصلاح أم أن الساعة الفجاءة تعم الفضاء
المجدد
ملك الملوك اليوم جاء مُجدداً ضرغام آكام المعاني والرضاء
السبح والتقديس لبّيا له النداء والأرض قد دحيت فكانت مسجدا
الروح والأملاك خاضعة له من طيّه المأذون صاح مؤذنا
ثدي الصحاح
حمم البركان تذوب تبني مسجداً لفلاح اللافا تصوغ مئذنة والجمال ينادي أن بورك من في النار ومن هو حولها ساهر صيّاح
حُطمت صلبان وجيء بالخنزير ذُبح قربانا عند كل صباح
حمم من البركان تساقطت جرت أنهارا وفاضت ينابيع و الأجفان بتن قراح
الماء عذب بارد شرابه و موؤدة كُشف نقابها وتميزت بعد إطلاق سراح
الحق صار لهيباً لا يطأه غير هالك مقراح
الحرية أصبحت بيضاء أنهار من لبن والشهد فيه شفاء لكل صابر نوّاح
الهوان قيد الحبس مكبلاً بخمر شفاه زرقاء العيون والصبايا حولها يشفين كل جراح
الليل أضاءته مصابيح كلمات والتخاطب فعلاً كرد الطرف جنة عاشق رواه ثغر الحبيب لماً فأذاب لوعة السوّاح
التزاوج كنسائم أرواح تداخلت فلا فلٌ ولا ياسمين عبير عبق الرياح
والريق سلسبيلاً رشفته ورود الأقاحي عند تقبيل ثغور الملاح
تطيبت بالذكر وارتوت بألبانٍ رضعتها من ثدي الصحاح
الرسول الأحمدي
دار الزمان كعهده يوم بُعث الرسول المحمدي
القلب حجرٌ والعقل للبعير عقالٌ جاهلية أولى لعهد جاهلي
الدين صار جلباب وجاهة وتجارة اليوم مساجدٌ تُبنى ضرارا فوا محمداه أما آن ظهور الرسول الأحمدي
كسرى أنوشروان نهض في الشرق مهللاً وفي الغرب قسطنطين للمجد يرفع رايةً ودالت الدنيا لهرقلٍ بأمريكا البيت كسوه أكفاناً وصار إليه الحج واجب هذا العهد الجاهلي
فوا محمداه أما آن أوان الظهور الأحمدي
هذا أوان البعث نعلم أنك آتي بنور الحق البدر السرمدي
بنور العلم لا بسيف مجاهد بالصبر بالاصطبار بالتقوى عصابة رأس مجاهد تقي
عسى ولعل
ألم تر أن نفوساً قد تسامت عن كل صغير تعالت فأنبتت من كل زوج بهيج
فعسانا أن نكون ظلالاً وارفات أو أن نكون حقولاً أو أن نكون بالذكر لساناً لهيج
حائط أنوار الدخان من عفن الماء جاء الإنسان ومن هواء آسن برز الشيطان
لخلاصٍ من ذاك اقرأ رتل قرآن و خاصة ذاك آيات الدخان
لطب التلبيس يُساق نسيم عبير الفرقان
استنشق عبق الكلمات من بين حنايا آيات التبيان
تأتيك راجمات الغيب تزلزل العفن الآسن عليه تهدّ البنيان
الروح روحان الروح روحان وجهان لعملة واحدة الأصل فيها ثابت والفرع ماء
روح تعتمد الإيجاب لروحها عقلاً تجاهد تبدع طرقاً لتشكير العطاء
الروح الأخرى توأمها ترابط بالثغور وهي سالبة لا تنفث إلا الهواء
يكون صاحبها كبهيمة الأنعام لا يحرّك ساكناً وينتظر العطاء
قبيلُ الأولى الأنبياء السلام عليهم و المفكرون والصالحون والأولياء وتجر الثانية خلفها قطيعاً بهيماً بقيادة الزعماء الفراعنة والدهماء
مسكن الروح الثانية جسداً له خوار يحتاج ليحيى أن يتغذى ويشرب ماء
والروح الأولى غذاؤها الصلوات الذاكيات التفكر والتأمل والتدبر والدعاء
فإن أهملت غذاء روحك بت جسداً لا يُرجى منه إلا العاديات من الهباء
كما أنك إن ما أطعمت جسدك إهترى صار نحيلاً وبت حقلاً مرتعاً للداء
المكر
عجباً لعالِمٍ بدا مُتحيّراً يرى العلوم سراباً بقيعان الظنون
يريد وينوي أن يكون لقيمةٍ محققا والنوايا حسنها لا يكفي كافاً من فنون
يقطع الليل على القيام تهجداً وتراه بصبحٍ فوق أمواج الفتون
{الله} له في الخلق عجباً أعاجيب الشئون
القلب يُقلّبُ بين أنامل الرحمن و خوف الختام أن يكن فتون
متمرّدٌ حيناً وأخرى خاشعٌ فيا ليت شعري كيف أخراه تكون
{لله} مكر وهو خيرٌ ماكرٌ والمكر منه إذ ذاك غير مأمون
مركز الوجود
الإنسان هذا الجرم الفاني هو من جُعل للوجود مركزٌ خلاّق
فيه تمثلت كل مواعين المعاني وجميع أروقة المباني وصور الآفاق
هذا الجسد الصغير الضئيل حوي كل الذي حملته الأعناق
منذ أن كان تحسبه كأنه عدم و إلى أن تدق ساعة الإغلاق
فإن أردت أن ترى الستة من جوانبه بستٍ من العيون داخل الأحداق
فانظر بعين القلب واحدةٍ و أغلق جميع منافذ الأنفاق
وإن أردت أن ترى ربك على الكرسي كفاحاً فانظر بالعين راضيةٍ لساق عرشك البرّاق
وأدخل الوادي المقدس خاشعاً خالعاً النعل والجلباب و الأعتاق
تتباين الرسوم وتختلف المباني وعين المعاني نبعٌ واحدٌ دفّاق
وفي كل ذلك بالتحقيق أنت متهمٌ وأنت الخصم و القاضي ومنفّذ الإحقاق
فإن كان لا شيء خارجك وأنت حقيقة الحق ذلك العملاق
فكيف يغيب عنك دليل حقيقتك ولا يبرح الاسم قاع أنفاق الأعماق
حقيقتك من حبل الوريد إليك أقرب وبرزخ ما بين بينكما شوق الإنفاق
ومن يوق شُح نفسه قيل قد أفلح وأمامه تسامت جميع آيات الدِقاق
فبات رفيعاً خفيف الطين لطيف الروح يمر على الصراط كالبرق فوق البراق
يملأه الحنين وحبٌ دفينٌ لأول موطن يدفعه الشوق لساحة أول عهد العناق
يلاقي حبيباً ما قط غاب عنه هنا والآن يراه جديداً عتيقاً بعد انعتاق
يناجي خليلاً حلالاً صفيّاً وفيّاً فيُحكم غزلاً إليه يشدّ حبال الوفاق
الكذب أول أخطاء إبليس
لا تكذب ولا تكذب فالكذب أول انحرافٍ عن جادة الجد وهو أصل منبتٍ للداء
هو أول أخطاء إبليس بقوله أنا خيرٌ منه من أصله ماء
فإن كذبت قد تسرق تأخذ حقاً ليس لك ومن ثم لا تكتنز غير آفات الهباء
عن الحقيقة تعمى فتمزج الصرف فتختلط أمام بصرك الأشياء
يختل فيك ميزان القياس فيمسي الحق والباطل تقديراً سواء
الخطايا تجرجر بعضها فالكذب والدٌ ومنه الجبن والبخل له أبناء
من منبت السوء يزدهر الحرام يترعرع الظلم ينهي ويأمر دون حياء
فإن على الرقاب تحكم الظلم فسد الأمر وبغير الحق سالت دماء
في بيئة الظلم ينبت القهر والذل ويغدو الخبث دثار الحكمة للزعماء
وتختفي الرحمة ينزوي الودّ ويُهتك العرض علناً ولا حياة للفقراء
يُتوّج التسلط ملكاً التاج تكبّر على رأس جهلٍ والصولجان افتراء
يصير التجمّل كأنه صدقاً وعلى المنابر يغدوا يروح أرباب الرياء
أعمدة الدهر
الصدق والإيثار فضيلة تغنيك تضعك من الشمس على أوسط مسار
شمس الحقيقة أبداً لا تغيب وما الليل إلا برقعاً لها وستار
رأفة بالناس جُعلت و رحمة ولولا الليل والنوم ما زرأت الأرض ما استيقظ الذُكّار
نبع الحياة أصل الممات منها إليها الأسماء والصور تسعى كعب دوّار
ثلاثة أثلاثٍ نبع الحياة ثلث طعام وثلث شرابٌ وفي الثلث الأخير تُوضع الأوزار
الموت والحياة كالليل والنهار أعمدة الدهر زواج المثاني لتنجب الأبكار
مستخلفين لا مستأجرين
في بيئة ألف معظم القوم التعاطي مع السوء بلا حياء يُصبح الصدق عملة نادرة فإن رأيت وجدت عظيماً من الشهداء
نشتري ونستأجر الدور في الدنيا بما نظن أموالنا الصمّاء والأموال ما نحن إلا مستخلفين عليها بما فيها الحق للفقراء
الدور في الآخرة نظن أننا نشتريها بأحسن ما عملنا ما قدّمت أيدينا والدعاء
والحق أننا لا ندخلها بأعمالنا بل بالفضل به العزيز يتفضّل يرحم في سخاء
انفراج المعرفة
الرجل الكبير إن ناديته فقل يا عم تعمّك البركات من عامة الإخوان
البركات تجيء من كنزٍ لليتيمين تحت الجدار كان دُفن بغابر الأزمان
لا يُعدّ حبيباً إلا من كان أعجبه فأحبه ومن ثم تناغم الزوجان
وإلى الحبيب أنت تسافر تهاجر لا تلوي على شيء تُجاهد الزوغان
قيمة الأمر أن تهجر الاثنين إلى واحدٍ عنده تجد مرج البحرين يلتقيان
ذروة الحب أن يفنى التعدد لحظة ويستمر البحران بينهما برزخ لا يبغيان
دائرة الحياة دوائر كاللولب تنغلق وفي الحال يكون انفراجٌ لدوائر العرفان
الصدق الصدق الصدق
ليس بغير تخلّقٍ بالصدق نجاة من جميع آفات ويلات الانقسام
أول خطيئة وقعت التفريق والغفران يكون يوم الالتحام
ذلك وعد مريدٍ لا يُخلف أبداً كما بدأ أول خلقٍ يعيده لدائرة النظام
أعظم الأصحاب صدّيقٌ قال صدقت بناها على ثقة و وئام
لولا الصدق ما كان يوسف الصدّيق عزيز مصر ولا كان أمين يوم الزحام
ولولاه ما انفرجت أساريرٌ وأسرارٌ من على باب الخصام
الصدق نورٌ يبدد حلكة الليل البهيم فالبصر في النهار حديد كما هو في الظلام
فإن اعتمدت الصدق أنت مبشرٌ بجنانٍ ما رأتها عين ولا في المنام
ولا سمعت عن أوصافها أُذنٌ فأنت الوحيد من يتهن بجنة الإلهام
مركب الصدق لا يغرق أبداً ولا يحتاج الخضر السلام عليه لخرقه ليعبر في سلام
الصدق معناه الصفاء ليله كنهاره لا ظلال له ولا يوصّفه تعبير الكلام
فإن اعتمدت الصدق لا تتكدر أبداً منك لا تدنوا شرور الظن والأوهام
وإن على راحلة الصدق به اكتفيت رأيت ربّك حقاً يقظة ليس في الأحلام
{الله} من وراء الأرباب بهم محيطٌ يجتبي إليه الصادقين من خير خيار الأنام
فإن لك في كل أمر اتخذت الصدق رفيقاً أبعدك عن أصدقاء السوء وفحش الكلام
ومن لا يتحدث إلا صدقاً يتحرى الصدق كُتب صدّيقاً مع الشهداء بدراً اكتمل التمام
القليل من الكرام يطلبون المقام بداره وذلك في التصوّر غاية ما يُرام
قصر الصدق أُقيم بالوادي المقدس يختصم على أبوابه القليل الشاكرون الفُهام
الصادقون يُجزون الصدق مشكوراً لصدقهم ويُنصّب الصدق في الحال عليهم إمام
يوم فصلك
تأكد أن يوم فصلك حلّ ها هنا والآن العروة وُثّقت وتم توقيع الشهود
لا تنتظر آخرةً ما بدأت هنا والآن فمن ضل هنا لا يكون له هناك وجود
فهل أدور أنا في حلقة مفرغة مكرراً نقض ما أوثقت من العهود
أم أنني كما أتمنى أسابق الريح نحو الموعود الصلاة والسلام عليه بمقامٍ واحدٍ أحدٍ محمود
لن يكون الوصول للغايات على ظهر التمني فليس ذاك إلا الحجر صلداً وجمود
تتحقق الغايات بالتشمير عن ساعد الجد بالصبر والمثابرة بالتأني والصمود
الأمر العجيب
عين النساء سليطة وسهامهن مسمومة وقلّ ألا تصيب
والعاديات ضبحاً بعض جنودهن يغرن بالصبح وعند المغيب
و الحكمة أنهن رياحين الهوى وعلى أعتابهن يحلو النحيب
فالحياة لا تقوم بغير وجودهن ولشهود الذات جُعلن آية فأمرهن عجيب
قوامة الرجال على النساء تشريعٌ فيه سرٌ لا يدركه غير من كان صنديداً لبيب
فإن خضعن بالقول اهتزّت عروشٌ وتعالت على النار ألسنة اللهيب
وإن كشفن عن سيقانهن الصروح تهاوت والعرش تحت الملوك ما عاد مهيب
شهوة الغيب تحرّك المغيرات تفكراً ولدى اللبيب ينهار الجدار الصعيب
حب النساء يجئ أول والثانية طيباً ثم الصلاة أو ليس ذاك عجيب
هن حضن الحياة حيطان قلاع الوجود من داخلها تعالى السماء وارتد الماء إليها صبيب
فإن علمت يا هذا سر نشأتهن ما عليهن رفعت عيناً لهيب
فإن إحداهن هي أمك ثم أمك ثم أمك فعسى أنك لهذا الحب أن تستجيب
رحلة الرجوع ألا يا نسيم الصبابة والجوى خذني إلى الحل من نوى الإسفاف
أحكم عقدة الحس بنار الهوى وسرّع رحلة الرجوع من إلاف
أخبر الآفاق عني عن لوعتي عن الشغف يعود رجعاً لصدى الأعراف
وكن الجناح لمهجتي في طريق عودتي إلى حيث أهجع مطمئناً لا أخاف
مسرح الحياة
الصلاة أعظم مُسكّنٍ للألم وإحكامها أحكم أدوية الشفاء للأسقام
جميع آلام الجسد ما هي إلا دفاعات ضرباً بسيفٍ أو رمياً برمح والسهام
الجسد مسرح الوجود على خشبته تُمثل قصة الحياة منذ مبتدأ الفصام
ما يدور عليه أعظم مما بالآفاق يجري وعبارة التصوير تقريباً لمعنى الكلام
الخلود الخلودُ تواجدٌ للحياة مستمرٌّ لا يغيب عبر الدهر عن ذاكرة الإنسان
ولا يخلد في مسيرة الوقت غير الإبداع يجري مجرى الدم من دائرة الزمان
الفنانُ يُخرج ذاته تتجلى إبداعاً في فنونٍ خالداتٍ فوق خط العنفوان
هو الفاني الباقي يموت جسداً ويظل الإبداع تذكرة الفنان
الخلود مهما طال لا يكون سرمداً فقصاراه أن يستمر أبداً والأبد زمنٌ فان الأبد يدوم ما دامت الأرض دائرة تزاوج الشمس كالشأن من زوجان
حتى إذ ما السماء بالأرض إرتتقت بدت الأرض الجديدة للعيان
الليل والنهار لا يتعاقبان عليها فشموسها من حولها مشرقة في كل آن
على الدوام منيرة بردها كالحر فيها ولا ظلال تبرقع الوجه والوجدان
هذا سيكون الحال في دورة للحياة مقبلةٌ وهكذا دواليك يكون اختلاف الشأن ولا يجري في آخرها طبق ما تم في أولها إلا كما الشبه في تطابقٍ لتؤمان
قانون إعادة التكوين أن النهاية تشبه البداية ولا تكرار في الألوان
على رأس كل نهاية بداية جديدة ودورة الحياة لا تكفّ عن دوران
وعليه نقطع الشك باليقين بلا أننا أول الدوائر تحكي عن الديان
كما و لا أننا سنكون آخر الحكاية بل يكون بعدنا السير سرمداً إلى هنا والآن
عين الفؤاد
كثيرٌ من الناس دوافعهم نبيلة وليس غير الخير ما في صدورهم مكنون
البعض منهم إذ ما عبّروا ظهر منهم غير ما هم يُبطنون
فإن عجزت أن تجد عبارة صالحة لتوصل الخير كما هو مقرون
فابتسم وتأنى يقول وجهك بالقسمات خيراً فلا بك شراً يظنون
تعرّض لضوء الشمس إن أردت لحقيقتك أن تراها العيون
وانظر بالفؤاد عسى ولعل أن تعاين الحق بقلبك المكنون
ما قصدت أن أبني البيوت التي سلفت وإنما هكذا جاءت اللبنات على المتون
وهي التي أيقظت العيون التي نامت لتكتب بعض أسرار الفنون
والحق أن الفنون جميعها رسل تعبيرٍ لتخرج ما تحت الجدار مدفون
فاعلم بأن كل ما عملت من عمل هو في الحقيقة فنٌ فيك مرهون
وقيام ساعتك حين تبدأ التعبير وفي الحين ترى كيف أنك محكمٌ موزون
فإن ثقل الميزان من جانبك نعمت وتمتّعت بالعيش راضياً مأمون
الملك واحد
كلما تتحدث عن أملاكك عن بنيك ومما ملكوا تكون أنت في خطر عظيم
فأنت على ما تملك زبداً من بنيك وممتلكاتهم مستخلفاً بمقتضى التنظيم
المَلِكُ على الدنيا بمن وما فيها واحدٌ مَلِكُ السماوات و الأرضين وكل ليم
فإن نازعته في ملكه خسرت وإن أطعته عبداً ملكك النعيم إن كان أهلك يعاملوك هواناً فإلى نفسك أرسل التصحيح في التعميم
فما الأهل في الآفاق إلا مرآة نفسك بين جنبيك والإثم فيك صميم
كأن ما تراك أهلاً لتوقيرٍ واحترامٍ بينما أنت إلا غلاماً لئيم
فأنت تراك أخير من سواك و في ذلك قد جانبت أبسط التعليم
ختام أنباء الغيب
كيف يكون التصوّر للاحتفال ببداية حياة العام الجديد
وهل سنكون عليه وجودا روحاً بجسدٍ على نفس الصعيد
العام سنة مضى والمكتوب مقدر تقصّر عمرٌ أو كان مديد
من أنباء الغيب كان العام حين ابتدأ فصار الآن خبراً كان في الأمد البعيد
أنظر إليك تساءل أشقي أنت أم أنت تراك الآن سعيد
خلاصة عهدٍ مضى ما أنت عليه الآن توثيق العهود جنازير الحديد
العبرة بما فيك انطبع كيفاً وكمّاً وما منك انجلى ببصرٍ حديد
الآن يوم الحشر نهاية حياة مضت والساعة هذي بداية دورٍ جديد
الكتاب المرقوم ميزانٌ ديجيتال يلخص حال المقامِ يُوقّع عَقداً جديد
في كل لحظة وجدٍ الحيّ جديدٌ سواء شقيٌّ أو الآن هو سعيد
الأعوام التسعة فوق الألفين أعياد ميلاد السلام عليه المسيح الفريد
وأعياد ميلاد الحياة فوق الحصر والعلم بها شأن العزيز المريد
التصوير للقدرة بعدد وجوه أنفاس الحياة يبدأها له منه تجيء وإليه يُعيد
فما في الوجود إلا له انبثق عنه فهو الشاهد ويعود مشهودٌ إليه شهيد
بعد العشر القادمات فوق الألفين وتسع نرجوه البعث لمحمود المقام بعودٍ حميد
ختام أنباء الغيب عن ساعة ظهورٍ وتلك تكون بداية دورٍ ضربة لازب جديد
من علامات الساعة
لا يزال البشر يستعبد بعضهم بعضاً إلى أن فيهم يُبعث السيد بهندام إنسان
ولن يظهر الإنسان مبشراً فيهم إلا أن بهم تضيق الأرض بما رحبت فيتطاولون بالبنيان
لو أنهم رأوا أن الجميع عبيداً والسيد واحد أحدٌ صمدٌ لا له ولدان
لما استأسد بعضهم على بعضٍ ولكان الجميع تجمعهم محبة الإخوان
غير أن الحكمة اقتضت التباين حتى يكون السير مشقة الحلوان
وما أحلى الحلو يأتيك بعد الكبد ولا الراحة إلا بعد العنفوان
منازل الأحرار
رغبت أن أكتب عن بيوت الأحرار شعراً على صفحة الأيام يتردد
يسكن عامة الناس على غرفتين أضيقهما شراً وبغرفة الخير منافذ النعم تتعدد
بيوت الأحرار لا جدارٌ يُسوّرها وساكنها إلى جميع الخلق يتودد
تلك بيوتٌ أُذن في الأزل أنها تُرفع ولا يُرى فيها غير الخير يتجدد
منازل الأحرار لا لها مصاريع تسدها والعابرون يغترفون من حوضها الأمجد
الأحرار هم من اصطلح ظاهرهم بباطنهم فلا يظهر منهم غير ما بداخلهم تحدد
تلك مرتبة تُنحر الأعناق دون بلوغها وما أقام عليها إلا الواحد الأسعد
محمدٌ الصلاة والسلام عليه أول الأحرار من قيد الخفاء وهو من بنا إلى العلا يصعد
فمن أراد له المولى أن يلاقي ربه جعل له طريق الصلاة والسلام عليه ضمان وصوله الأحمد
كون الناس السماء واحدة تعددت طبقاتها إلى سبعة أحوالٍ من غياهب الملكوت
والسماوات الأخر تفرقوا مجرّاتٍ يستعص حصرها على الناسوت
كون الناس بسكة التبانة وتعددت من حولهم الأكوان في بهموت
البهموت لا غرار له ولا العقول تدرك عنه إلى أن يحل الموت
الموت بالحس كشف الغطاء ويكون في المعنى قفزاً بلا باراشوت
دستور الإنسان
التوراة والإنجيل ومن قبلهم ألزبور والألواح والأحكام والفِكَرُ والصور والألوان
قوانينٌ مُحكمة من الدستور تدلّت على وسع لسان ذلك العصر في القديم من الزمان
القرآن الدستور الحكم تشريعٌ ومنهاجٌ لتنفيذ خريطةٍ مفصّلة لكيف يحيا الإنسان
أُنزل إلى الأرض صَمَدَ تصميمٍ ونُزّل نموذجاً في الصلاة والسلام عليه من كان خُلقه القرآن ترقص الكلمات الطيبة على إيقاع أنغامه فتغنّي مطربات المعاني تشنّف الأذنان
السمع والبصر والفؤاد ثالوث إدراك حكمته وزناً بقسط والقلب ميزانٌ لمسائل الفرقان
امتلأت الساحات ضجيجاً تزمُّتٌ وتطرّفٌ وما رأوا ما بين القرآن والفرقان كيف انتصب الإنسان
القرآن دستورٌ منه القوانين فرقاناً تنزّلت وعلى قدر إدراك العقول تم إصدار البيان
طاقة الإدراك لسان الناس في عصرنا هذا توسّعت فتعقلنت أطرافهم ولم يعد فيهم ثم إنسانٍ جبان
كانت حاجة الناس يحددها لسان عصرهم وحاجتنا اليوم حرية مطلقة من كل ميراث عقل فان
الماء كائن حي
الماء جسم مخلوقٍ حيٍّ ينمو ويتكاثر بما في فطرت ذاته خاصية الإحياء
فقد جُعل من الماء كل حيٍّ زوجاً مثاني وعلى الاثنين يقوم التسلسل والنماء
المخلوقات تأكل بعضها لكي تحيى وأول طعام ٍخُلق كان هذا الماء
ليس في الوجود على التحقيق من شيء ميّتٍ لم يُجعل له دواء
فكل شيءٍ حيٍّ يُسبّح بحمد خالقه وكل الخليقة أصل كيانها من ماء
ولولا أن الماء مخلوقاً حياً ينمو ويتكاثر لنضبت وما ظلت البحار تُغدق في سخاء
هكذا تحفظ الحياة ميزان نشأتها ولا إلى العدم تذهب الحياة بالأشياء
العدم لا وجود له و الواجد شأنه التجدد فالماجد لا يكرر نفسه ولا يعتمد الإلغاء
هذا من الحقائق علمٌ حاسمٌ جاء به من كان نبيّاً وآدم بين الطين والماء
الكلمات المسبحات
تتدافع الأحرف فرحاً تشكل الكلمات تبني بالإبداع قاعدةً لقريحة الفنان
وينساب تيار الكلام في مهلٍ مطمئناً لصاحب الأمر يعلن الإذعان
فتسرع عاملات الشدّ والجذب تنسّق اللبنات تشيّد البنيان
ومن ثم يقف المنادي يُعلن على الملأ أن قد استعدّ لاستقبال الزمان مكان
فتُطل من على الشرفات وصيفاتٌ يتطلّعن في شغف لرؤية طلعة الإنسان
ويُفاجئ موكب النور لمّة المنتظرين قادماً من الآفاق بأجنحة البيان
القادم المنتظر ابن مريم السلام عليهم ظلل الغمامِ يُزاوّج الكلمات التامات بالبرهان
وما البرهان إلا عمدة التنسيق والتوليف للحال على مقامٍ بكل عصر حان
الفتن والحروب ودماءٌ أُريقت لم يكن عبثاً بل لسان عصرٍ فان ولسان عصر هذا اليوم مشهوداً سيده من وُعِد بمقامٍ محمودٍ في الزمان
صلى وبارك وسلم عليه {الله} بقدر عظمة ذاته مكنونٌ بكل كيان رسالات الرب ماضية وسر نجاحها الخطاب بقدر وسع النفوس للإيقان
وعلى قدر قدرة العقل للإدراك يُصاغ الأمر ويُنصب الميزان
قد قيل عن ابن مريم السلام عليهم أنه كلمة {الله} الحنان المنان
كلمات {الله} التامات بدائع الوجود وليس فحسب عبارات تُقال باللسان
هذه وتلك كلهن جماعاتٌ وأفرادٌ كلماتٌ يُسبّحن بالحمد للرب بكل أنحاء الزمكان
مقامات الاسم
الاسم ثالوث المقامات أولها رؤيةٌ مثل الذي رأته بلقيس عرشها بالحال
وثانيها رؤية عينٍ تيقنت بأنه هو وليس كما شبه لهم كأنه تمثال
المقام الثالث متحقق حقيقٌ مرهف الحس يغدو ويروح يُقلّب بين البين جملة الأحوال
لا يستقر ببيضة فهو رأس الرمح مندفعاً متلولباً لا يكفّ عن تجوال
ثالث اثنين إذ هما في خلوة يتناجيان وهو الأول والآخر من إليه يُشد الرحال
بين أزواجٍ مطهّرةٍ هو الود يسكن الأعطاف يسُيّل ماء الحياة بينهما يهد أركان الجبال
الإحسان اسمٌ مقامه الأول كأنك تراه ماثلاً وليس خيال ومقامه الثاني أن تغرّ عين أم موسى السلام عليهم بابن أم عقال
والثالث يستحيل الظاهر باطناً يبثّ الحب يفتل منه أجواد الرجال
والإحسان بذاته رأسٌ لإيمانٍ تتُوّجه هالةٌ من نور بهاء الجمال
سابعُ الأيام
وجاء السبت على عجلٍ يلملم الأطراف يقيم بالساحات عرساً فوق آفاق السماح
هدية عاشقٍ ولهٍ لا يعشق غيره تراه في تعاريج الوجود شمس الوضاح
يرى فيما يطالع نفسه تتهادى بكل جلال جمال كمال الفصاح
ولا يصحّ من الصلاح إلا صحيحاً مهما التوت وتلونت عنه الصحاح
البهاء طلعة وجهه والصفاء سر بهائه وليس سواه نوراً في الدجى قد لاح
به السلام عليها مريم العذراء قد حبلت فليس من سرٍ سواه ثمّ لقاح
ميلاد عيسى بن مريم السلام عليهم جاء تعبيراً لراضية كالعطر منها فاح
حم منها رياح الحسن كالحواضن هبت والإحسان منها انفلق جاء صباح
إن أفضل التعبير عنك عن كلمات جملتك ما يُقال الآن هنا ولا يحتاج منك عنتاً وكفاح فالزهرة المعطار تفوح تلقاء فطرتها ولا تبخل بعبيرها لكل ذات جناح
وهي يجئ منها شفاءُ الصدور وما النحل إلا الخازن حامل المفتاح
السبت سابع الأيام من فطرة الخلق فيه التآم فرقان تباريح الجراح
والأيام الستة الباقية مجال اعتراكٍ وتنافسٍ كخوض الوغى على كأس الصلاح
المحبة شفاعة الساعة إذا أراد الله بامرئ خيراً اجتباه فإليه قرّبه ففقهه في أمور الدين
وإن أريد بامرئ شراً صُرف عنه فتبعته لمصرفه حناكة أبناء الشياطين
لعنة أبناء إبليس بالفضل مقدورٌ عليها بالذكر لأول الأسماء لرب العالمين
وشياطين الإنس ويلُ الويل ويلٌ يصرع الصرعة رمش العين
إن أردت لك من الاثنين وجاءً فصلي على المصطفى طه الأمين فالصلاة والسلام عليه بعشر أمثالها والكيل بجاهه تجهله الأوعية والمواعين
التعلق بالصالحين وذكرهم طريقٌ بين الشعاب أمين ومحبة النبي محمود المقام شفاعة الساعة الآن والحين
مجرّد ذكره الصلاة والسلام عليه تحيطك الملائكة و الروح والرياحين
وبالصلاة والسلام عليه يسجد الفؤاد كن فيكون يوحد العينين
فجر الحياة
أرأيت من وقفت الأنوار إجلالاً لما حملت الآفاق بشرى قدومه
وتلألأ الضوء بهاءً لمّا رأى قسماته وانطفأت الأحقاد حين تم ظهوره
ذلكم الصلاة والسلام عليه فجر الحياة والحياة قيد صفاته
فلولاه ما كان في الوجود كيانٌ ولا كانت الرجعى للبديع أساس طريقه
السارق الشريف
لولا تشرّعت فيك يُنادى أيتها العير إن فيكم لسارق
ومن سرق قلب أبيه حباً لا يُعد في الحقيقة ذاك اللص المارق
إن كان الفؤاد معموراً بحب قرينه لم يكن ليستقر بالرحل حوتٌ خارق
ويختبر الخضر موسى السلام عليهم فلا يجده قد فرّ منه الهلع العالق
ويجئ الرجل يسعى من الأقاصي دامغاً فلا يجد برهاناً غير حبل المشانق راتق
فيخاف سكان القبور على حيواتهم ولأرباب العقول يُقال جاء الحق الحالق
عن الرنين تكف أجراس الكنائس وينفخ في المجتمعين بالمساجد بوقٌ فالق
من شأن النار أن تخلف رماداً تبعثره الأهواء هباء يخش منه السامق
وتخش المباركة عقوق فلذة كبدها فيرجفها منها دخان وجلٍ حارق
القلب الصادق
القلب أصدق الصادقين ومن صدق وكل القلوب صادقة صدّيقة ولا عجب
فلو لما صدق في العالمين قلبٌ لما أضاءت الأنوار ما انفرجت كُرب
لما شاهد قاب قوسين الزوج زوجه فرداً وما تعطّن بالطيب وما أعطى من وهب
الماء حواء الوجود
كل الذي في الكون من من ومن ما في كل لحظة يتجدد في الكم والمقدار
فالكنه واحدٌ في واحدٍ يتمثّل وليس كمثله شيء خلق فأبدع بلا تكرار
من أول الأسماء الصلاة والسلام عليه محمد يتزمل أصل الحقيقة لبًّا يتدثر الحق منار
أول الصفات الماء حيّة كينونةٌ تتكاثر تنجب مياهاً تُقيم أود الحياة باستمرار
فهي أي الماء حواء أم الوجود من انقسمت فأنجبت تعدد الأقدار
وهي أي الماء أُمّةٌ أَمَةٌ كائنٌ حيٌّ منه انبثقت حيواتٌ فريدةُ الأنوار
ولقد نشأت الحياة في معاقل الماء تتقلب بين السلب والإيجاب بالأغوار
وعليه قامت شريعة السلام عليه آدم يزوّج الأخت أخيها تعاقب الليل والنهار
خصائص الماء أنها مطلقة بلا لونٍ ولا رائحةٍ قيومية تذوّب الأحجار
ولا يكتمل سير الحياة قبل أن ننظر إلى الحيّ القيوم يأتي في ظُللٍ من غمامة الأسحار
ولقد بدأ اكتمال الحياة بنفخ الروح في الصور وقوام الماء كان للحياة لبنةً بها بُني الجدار
وما كنز الغلامين تحت الجدار والوالد صالحاً غير قصة الماء في الأذكار
الكنز تأويلاً طاقة الإلكترون وليد زواج قطبي ذرة الماء في الأخبار
الماء والعلم وجهان لعملة واحدةٍ هو منها كأنه هي والشأن للقهار
من الماء سُوّي السلام عليه آدم قوام طينٍ آسنٍ أنبت الورد والأزهار
وما الروح ما نُفخت فيه غير علمٍ من الأسماء مسلسل الأفكار
الانقسام شأن قطبٍ بطاقةٍ سالبةٍ مواعين تتوسّع ولا تشبع كشأن النار
والإيجاب ذكرٌ فحلٌ هو عامل التخصيب يصول يجول بقوّةٍ كفارسٍ مغوار
والتمثيل لذاك حيوان ماء الرجل يخترق البويضة ومن ثم يترعرع ازدهار
وهكذا الحيّ القيوم يكشف كل يومٍ بعضاً مما كان بالغيب من أسرار
وفي الحقيقة ليس هناك على الإطلاق سراً إنما لا نراه بسبب غشاوة الأبصار
فإن رُفع غطاؤك عنك احتدّ البصر منك فعلمت ما بالجوف قد أندار
الأمر في أوله وآخره متعلقٌ بشاهدٍ لابد أن يشهد وليس ثم خيار
الظاهر والباطن واحدٌ صمدٌ ليس له مما يليه مثيلٌ ولا له أغيار
الشاهد والمشهود واحدٌ أحدٌ وما الفتق والرتق إلا كيلاً بمقدار
صحوة السحر
لمن فتت في السحر تقعد تصنقر تستعرض شريط يوماً وفاتك أقفل دفاترو وليه سكّر
قوم توضأ وعمِّر اللحظة الأنت حاضر فيها سمكِر عن عيونك أمسح النعس المكسل وانفض هدومك صحصح وشمّر
حاسب يناديك الفراش وتاخدك نومة ليومك تعكّر
وبعد الهناء بما قضيت واجباً مباشر أقعد وأعقد جلسة استغفار وجند اللوم ليك عساكر قال الصحابي اللينا وليه داعين المولى يغفر كان الأمان بوجود سيدنا فينا فما شفنا العذاب داك المدمّر
والأمان الثاني لآخر عمرنا نستغفر الرحمن نكرر بالعشم في رحمة واسعة تجُب وضيع عملا ً شيناً مُصفّر
نبدأ اليوم الجديد وبالحق جديد فالمولى شانو ما هو للأيام مكرر
ما تدّي للأمارة فرصة تتمسخر عليك ولهواها ليك تسخّر
خليك تاكل الهم لربك وأفقد الجار الليك مجاور
أجعل الخير جوارك وخلي ولدك زي حوارك ليهو باللين تحاور
الرفيق التلقاهو نافر عن السماحة للمساخر أبعد عنو غادي لصحبة شينه لا تغامر
جمرة تتوطاها في قلبك تحرّق أفيد ليك من مشواراً تقصد بيهو عاهر ما ليك من خيراً وراهو بل والأكيد فقراً يحاوط بيك يكاشر
غُض طرفك لا تعاين للمافي إيدك وإلا وحشاً فيك يكاسر
خليك بين بينين لا تفارط ولا تفرّط واجعل الأوسط كرارك وما تمشي للشينين تسامر
قالوا الخمرة أمّاً للكبائر ومن الشِعر بيتاً أزيدك لا تكذّب هو والد ساس ورأساً للكبائر
إن عشقت أعشق جواهر وخليك مجافي للمظاهر حتى لو تسكن مقابر
من معاني الموت تخلّي ويا ما ميت ماشي بين الناس جابر للخواطر
الجواب أول الأنوار محمد والسؤال للأنصاري ابن عبد{الله} جابر كل ما في الكون خطاهُ كل ما كان في اليوم أول وما يكون في اليوم الآخر
أُخوّة الشفاعة
إن كنت تتفضّل على أخيك بالحيل تساعدو وتطفي لنارو وجمايرو
أرسلها طايره وما تحدد لمساندتك مسايرو ما تضع لنفسك ولاية خلي عنه هو أعلم بعوايرو
وأوعك الحسنة تفقد حين يوم أنك تعايرو أن تستكثر بمنّك الحالقة شعراً بضفايرو الشاكر لفضلك رُدّو للمشكور يعايرو
أحمد المنان في دعاك يوقف الفر عن رضاك يثبّت الكر لسماك زي علي الكرار يزيدك في علاك الأُخوة ما ها بلبن الرضاعة ولا من الضهر واحد اتنين تفرفر
الأخوّة موعود الشفاعة في يوماً عصيب تحس ما ليهو جابر
أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك قيمة مربوطة لليوم وآخر
تساوي بين اتنين راجل ومن كان راكب لو ضامر
ملح الحياة
يكاد الحزن يقتلني ويحزّ في نفسي أن أرى كم كان الابن لي عاق
ولا يبرر ذلك عندي إلا لأنني في يومٍ منعت عن والدي الإشفاق
نعم حقاً التسوي تلقاه قولة عارفٍ متمكّنٍ أطل على ما وراء الآفاق
ولكن حقيقتها {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا} قولة الحق تعالى منقوشة على الأعتاق
فهل إن عرفت تجُبُّ جهلاً كان في يومٍ طوقاً على الأعناق
أم أن الألم ضربة لازب جُعل ملحاً لتستساغ الحياة بالأذواق
ولقد علمت أن ما حدث يحدث بعداً وهو الآن حادث كالفتق و الارتتاق
ولعل أن اللطف ترياقٌ ولولاه لكان التنافس على كأس الشقاق
ولقد انتقل الوالدان قبل تذكّرٍ وما من فرصة لأن يرجع الابنٌ العاق فكيف السبيل لحل هذا وهل الندم يُغني أم لابد بالمحبة نملأ خاوي الزقاق
إن أحببت أن يكون بك ابنك بارا فكُفّ عن التذمر الشنّاق
وتذكر بأن في الحاقة تحقيقاً لمراد الرب من مزجٍ إلى الصرف انعتاق
وكما ورد فالعذاب ملح الحياة وإن لم تكن الأخطاء ما تحقق الغفران من خلاّق
فلذّة المغفرة لا يُوصّفها الكلام لا تُدانيها بهجة انفلاتٍ من القيد يطوّق الأعناق
ولا يُدانيها سرور رفع الغطاء ولا انتساخ البصر في الأبصار بالأحداق
وهي لا يتذوق طعمها إلا القاهر فوق العباد ولعودة العبد كم يشتاق
ليس لك من الأمر شيء
الموهوب والمكتسب نغمتان تتدوزن جرّاء النفخ في الصور ولا يدرك المعنى على إيقاعه مثل عازف القيثارة والطنبور
إن تكن ب{الله} قائم لم تكن إنما التجلي مثلما دُكّ جبل الطور
الموهوب علمٌ من لدن عزيزٍ بلا توسيط ولا إطلاقٍ للبخور
والمكتسب هيأت له الأقدار سبلاً وسمحت بقدر العقل له العبور
فلا في هذا ولا في ذاك لك من الأمر شيء إنما الشأن للقادر صاحب القدور
محبة الرحيم خلاصة التنوير
العبادة على سجاجيد جميع معابدها ليس إلا قدْحُ شرارة العقل ليبدأ التفكير
{ولعلهم يتفكرون} أعظم من أقم الصلاة درجة فهي أصل التكليف وما العبادة إلا وسيلة التكرير
فإذ ما أصبح العقل على الدوام مفكّراً صار منهاجاً للتأمل والتدبّر في الملكوت وفير
فالتفكر والتأمل يُفضيان إلى التدبّر فيفتح الفؤاد على المصراع ما جُعل عليه خفير
منهج العقل للتفكير مقارنة الأمور ببعضها وذاك لفرز الأمر الصحيح عن ساذجٍ وعوير
فإذ ما أزيحت عن القلب أقفاله ألغيت في الحال مهام منكرٍ ونكير
وانطلق الذكر يُضيء الكون حولك فتتذكّر كل الذي بُثّ فيك من النفير
وسند ذاك { كشفنا عنك غطاءك} فرأيت ربك فيك بالقلب عيناً مبصراً وبصير
وفي الحال علمت كل الذي كان وما يكون علم تذوّقٍ لما أودعه فيك العليم الخبير
وليس ما أُعطيته غير ما لأخيك نصيباً عادلاً إلا الاختلاف في المقدار وذاك شأن العلي القدير
حياة الفكر والذكر لا تشوبها شائبة ولا يعكر صفو شرابها غرّ ولا شرير
فالقلب بيت الرب تُعمّره رحمة الرحمن ومحبة الرحيم خلاصة التنوير
ومقامها { أحببت أن أُعرف} فاعتمل الحب في الأحشاء فأنجب التعمير
وبين المد والجزر اعتراك حشود جنودٍ جُندت مجنونة بحكمة التبصير
وليس الاعتراك غير خصام حبيبين لحفز كيمياء المودة لتنفث عبير
وسند ذاك {إن لم تُخطئوا} قولة قلب القلوب ريحانة فؤاد الحبيب القدير
كيف الحياة توالدت
الإله وزير دولته خط الدفاع عن وحدانية الملك الواحد يذود عن المالك الأحد الصمد الواجد
ليس للملك أغيارٌ فهو هو الواجد المتواجد وذلك من معانٍ ل{لا إله إلا الله}نازلٍ متصاعد
فما شأن الروح والملائكة وما شأن الجن بما فيهم الإبليس الناقد
الروح رغبة التحريك لبُعد الخفاء في {أحببت أن أُعرف} هي البراق عليه المحبة تربّعت فأوجدت وجداً صامد الآمال والأحلام وكل الخير هو ما عليه الملائكة تجسّدت ودخان العوادم والأعقاب وقود النار أبناء شيطانٍ مارد
العرش كرسي على أربعة أركان الوجود تجادلت على ثمان أعمدة موكباً وليس ظلل الغمام إلا الماء الجامد
أدوات النفي لن لا ليس ولم إلا فقاقيع تولّدت عند اختلاط الهواء بالماء وهكذا الحياة على الأرض كيف أنها تتوالد
آدم وحواء السلام عليهم تزاوجا على نسق تركيبة الماء أماً ووالد
الأكسجين يحاور الهيدروجين تدافعاً فتنفلق النواة أجنة ويتكاثر الخلق ما شاء {الله} ثم كما بدأت الحياة تعود لواحد
شأن فطرت الحياة تسير بغير تكلّفٍ ولإجلاء الفقاقيع عنها تم تكليف كل من هو راشد
فيأتي الصفاء وليد لحظة وجدٍ وشأن صفو الماء التوالد
كن بالماء برّاً
عانق الماء في حُنوّ وقبله هو أصل حياتك هو النون والقلم
هو الوالد الشرعي للحيوات أجمعها إن تكن به برّاً ولا قسراً تعامله فلن يصيبك الألم
يعافيك يقظاً حين تشربه وبالمنام يحفظك أن تختلط عندك القيم
هو أعظم نعم الحياة تنزّلت على الأرض تُْرْبِتُها و الولد أكبر النعم على والدين جاء من ماء ما أسنّه القدم
من علوم التوحيد
كانوا يهابون الموت ويحتالون لدرئه بتروسٍ ودروعٍ وخوذات يظنون بأنها تُطيل من أعمارهم يتناسون بأن لكل أجل كتاب
إذن فالجُبن والجهل توائمٌ والشجاعة والكرم علم توحيدٍ بأنك ما رميت إذ رميت ولكن {الله} هو من رمى فأصاب
فإن حُظيت بذاك علماً وكُفيت حظوظ نفسٍ أمّارةٍ كنت أنت المجتبى براقك التفريد إلى التجريد جنّة جُعلت من حظ سادة القوم أولي العزم وأصحاب اللباب
من أسرار الحروف
عجبت للراء من الحروف أكثرهن سماحة ورِيّاً من الأنوار
تدلّت الروح من حنايا عطفها متضمخةً برَوحٍ وريحانٍ مزينةً بكرام الأحجار
فإن تأدبت وأخلصت المحبة لها لك باحت بلطائف دقائق الأسرار
فهي كلمة السر لفتح الملفات وهي في الإفصاح لا يُشق لها غبار
هي رأس الرمح في {الر} وهي خاتمة المطاف لأهل وادي النار فإن طلعت عليك النونُ من بين فرجات ستورها كانت الراء روح ريحانة الأزهار
من على بُعدٍ يُشمّ طيب عبيرها ولا تقبلك جوارها إن لم تكن من الأحرار
فقيمة التحرير مقام دماء عروقها والحر من كانت له الراء ربة دار
وما صرير الأقلام إلا لأنها تمرّ على صفحاتها ولأن الحبر من دواية النونِ يُدار
الراء والنون توماتٌ حبيبتا قلب سيدهم يرفلان على خيارهن في حلل الاختيار
عرش ربّك من ما تنزّل الرحمن يومئذ تحمله على الأعتاق ثمانُ أحرفٍ نوّار
أربع عرائس ركائز الكرسي ووصيفاتهن أربعٌ عينٌ حوار
أربعة أزواجٍ توائم ما الوجود إلا أريج العطر من أنفاسهن خمار
كما في القلب أربعة حجراتٍ بكلٍ منهن توأمٌ يسبحن باستمرار
وعلى إيقاع الذكر من خلجاتهن رقصت الحياة لا تكلّ ليل نهار
ومن أحشائهن انبثق الوجود الحادث آية انجلاءٍ لما كان في الخفاء مزار
المقصود من كل علمٍ وكل معرفةٍ أن تعتدل وتقيم الوزن فيك خالٍ من الأغيار
لو أنّك ادّكرت سمعت صوت الصلصال فيك يرن بعد أن حمّته السنةٌ من حميم النار
الكلمات تُفصح بالتحديد عن جواهرها فتريك ما غاب عنك و اختفى خلف الستار
أما الحروف فهي الجواهر لا يرى بواطنها غير فؤادٍ مغوارٍ من كرامٍ من الأبكار
الراء محفوزة بالميل إلى الفرار و لا يكون الرواح إلا على عجلاتها نحو أفق الاخضرار
وهي أكثر حروف النور سطوعاً من بعد ألف ولامٍ مشدّدةٍ وهاء قمّة الأنوار
الكلمات حين يُردن الانفراد تجرداً اعتمدن الراء ديدبان قصورهن ترابط بالأعتاب لا تنهار
وإن اعتورهن الخوف من بطش عدوٍ كانت الراء سبيلاً مضموناً للفرار
حروف النور تلك عجيبة وأعجب العجائب فيها أن لا حدود لما تحتويه من أسرار
هي في دار الفناء نوراً ساطعاً وفي الدار الباقية ضياء يخطف الأبصار
فإن أردت سبر غرارها هلكت إلا أن تحتمي خلف الصلاة والسلام عليه أحمد المصطفى المختار
فهو الذي زُجّ به إلى الأغوار من بهموتها فرأى الكيف وشاهد المقدار
هو الذي اختار الشفاعة على العفو عن ثلثين وبذاك ضمن للثلاثة أثلاثٍ عتقاً من جحيم النار
فما أحرى بنا أن نتخلى عن التلفّت ونميل بكلنا نحو الحبيب سيد الخير والأخيار
تباشير الميلاد
إن عوى عليك الذئب يوماً فبادلته بمليء فيك عواء
فما الفرق بينكما كلاكما وحشٌ فقد فقدت أنت لإنسانك انتماء
ولكنك إن صبرت هنيهة على ما أصاب كونك من بلاء
انقلبت عليك المحن محنّة ومودة بما يؤهل ربك اصطفاء
الإنسان بالقطع هو أعظم نعمة {الله} على المُلْكِ من ملكوته حين اجتباء
تنزّلت من أعلى المعالي محبة ولولاها لما اكتمل على الأرض الضياء
لولاها لكان الأمر مستتراً لم يزل كما كان عليه تحت أقبية الخفاء
أُحِسُّ بأنني يعتمل داخل الأحشاء مني مولودٌ يتحرّق شوقاً إلى الخروج من رحم الخفاء
ولعل ما نضح به الإناء عني تباشير ولادةٍ لمولودٍ يكون على أرضي كما كان مكنوناً بالسماء
فتكون هبة من الرحمن عليّ تنزّلت تُشرِّفني بالعمل على منوالها فيغمرني البهاء
وجهة النظر الآخر
لماذا ما فتأت وما زالت وما انفكّت الخلائق أبد الدهر على الأرزاق تتناحر
ألانها في مقدار كمّها شحيحة أم أن التناحر كان وما زال من أجل شيء آخر
لماذا كُنّ في روع نفس كل فرد أنه الرب الأعلى فبذاك يتفاخر
الإسلام آخر الأديان من السماء تنزّلت لإصلاح الأكوان ومن عليها ولا نبيٌّ آخر
فلماذا وبعد أربعة عشر قرناً عليه مضت مازال كما يُراه معظم الإسلاميون في الصف الآخر
ولماذا ما زال معظم الناس لا يدينون به بل وصفوه إرهاباً على الرقاب تناحر
هل يد الأقدار تعبث بنا بعقولنا أم أننا عُمياناً لا نرى من الإسلام وجهه الآخر
نحارب نقتل بدمٍ باردٍ نفساً بريئة ولا يستوقفنا القول الكريم{ لا إكراه في الدين} يقول كما تدين يدينك الآخر
ولا نأبه لقول سيدنا الحكيم { إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك} وليس رجلاً من بُعدٍ آخر لقد صدق العارفون في قولهم ( من لم يأت بلطائف الإحسان ساقته سلاسل الامتحان) لرؤية حقيقة اليوم الآخر
{فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر} كأنّ الإسلاميين معظمهم ما سمعوا بها ولا واحد منهم ساقه الورع جلس وادّكر فذاكر
عندما يكف المتطرفون الجاهلون اقتتالاً ينتصر الإسلام بتطبيق الجهاد الأكبر كما نص عليه وجهه الآخر
فلسفة الحكم في يوم الناس هذا أن الغنيّ يزداد غنىً ويتسلّط على رقاب من لا عنده الآخر
وأن من ليس معه يُؤخذ منه ولعل هذه حكمةٌ من وجه نظرٍ آخر
القتل ليس بالضرورة فصل الرقاب بمدية بل وبضراوة أكبر هو كبت العقول لأن لا ترى رأياً آخر
وكسر الخواطر قتلٌ أيضاً ككسر الرقاب بل هو أشدّ مرارة من شُربك علقماً ناحر
والدعوة نقدمها للإنسان لأن يرى مًدّخر الإسلام ليوم الناس هذا هو ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشرٍ آخر حرية الرأي والاعتقاد بسطاً على مقام التعامل بالتي هي أحسن ذلكم هي روح وجه الإسلام الآخر
{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} واقع انتصارٍ في يوم الناس هذا وفي اليوم الآخر
واقع انتصارٍ للإسلام حقاً وحقيقة ما رأته عيون ابن لادن وكل من معه تظاهر
أفما رأيت كيف أن بعض الناس يكفل بعضهم وإن كانت عقائدهم والأفكار منهم تتنافر
إنسانية الفرد اليوم قيمته مولود ما يعتقد وأقيم الناس أنفعهم لأخيه في الطرف الآخر
فيا أمّة {الله} أهل الأرض قاطبة أنت أمّة الإسلام فابشري بالتي لاحت تبشر باليوم الاخر
عودة الإسلام تكون بروحه تملأ الآفاق وعلى الأرض السلام وأمنه لا بعنفٍ ولا بإرهابٍ وإذلالٍ للإنسان الآخر
وأن يحب المريء لأخيه ما يحب لنفسه تكون تلقائية التطبيق أريحية لا بقانون قاهر
ذلك لأن جوهر روح الإسلام محبة وإشاعة السلم والأمن طرفها الآخر
فإذا ما تساوى الناس عند خط الكرامة الأدنى وأصبح الفرد حرّاً بلا قهرٍ ولا تسلّطٍ من الآخر
تستمرّ روح التنافس على المودة بينهم يصبو كل فرد منهم لنيل قصب السبق الباهر
وعندما يجيء الوقت يؤذن صوت الحق في الناس ينادي أن لا لأحد الحق في فضلٍ يعوزه فرد آخر
فيأتي الناس رجالاً وعلى الرواحل أفواجاً يحملون فضول الخير يقدمونها عن طيب خاطر
ولعل الكثرة من فضلائهم لا يتركون لأهلهم إلا {الله} ورسوله بدافع الحب لا للتظاهر
فيشيع المال حتى لا يقبله ولا جشعاً أحداً فقد صار الخير كالهواء لا يدخره أياً من كان تفاجر
يتنافسون على المعروف وفي نفس كلٍ منهم أن يكون الأسبق لربه من على منبر فاخر
المدن المتمدينة
سوف لا تكون هناك مدنا أفلاطونية تسمى على مذهب أفلاطون مدن الإنسان
وإنما سيكون التكامل عروةً وثقى وليس للتفاضل حدّاً يعايره ميزان
يتنافس الأفراد فوق حدود التكامل كلٌ بقدر عطائه عدلاً بلا نقصان
ولا أحد يعيش بين الناس غبناً بل الجميع يشتاقون وجهاً وارف الأفنان
كل فرد كالزهرة المعطار يبث أريجه فيما ومن حوله بغير تكلف الإتيان
ويكون الإحسان حد الخُلُق تدنياً قاعدةٌ لمعاملةٍ يقوم عليها البنيان
المدن القادمة تكتنفها مدنية متسامية تحفظ للإنسان كرامته وكل الحق مُصان
فكل الناس سواسية كرامٌ أحرارٌ تمايُزُهم بقدر التقوى فوق الإحسان
سواسية بمعنى لا أحد منهم مترف و أخاه الآخر يُعجزه الحرمان
وأحرارٌ من كل قيود الإذلال فلا إرهاب ولا أحدٌ يتعمد عصيان
ستكون القيم العليا من جمال الطبع إلى المحبة خالصة صافية الأوزان
على فكر ثاقب يصدر عن نفسٍ راضيةٍ وعلى ذاك تكون منافسةٌ تخلو من أضغان
سباقٌ نحو الميس على أبواب المطلق جهادٌ في {الله} لإنجاب كمال الإنسان
الأحمق من بعير
الأنبياء السلام عليهم أُمّهم واحدة هي { لا إله إلا الله } ميزان التمام
وكل نبي السلام عليه نبّأه ربُه فأخبر العشيرة من حوله بنص الكلام
أرباب الأنبياء قاطبة السلام عليهم تفرقوا بين الأنام رسلاً هداة كرام
إلا النبيّ الصلاة والسلام عليه محمد فربه {الله}به ختم النبوة للأنام
{ يا صاحبي السجن ءأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار} نسوق ذلك سنداً لما ورد أعلاه تظنون أنّا عليه نُلام
فما من عالمٍ ولا من عارف عرف قدره يقول بغير ما خطّاه حرفٌ من القرآن و آيات عظام
وتعلمون أن أعلم العلماء بجانب {الله} أحمق من بعيرٍ كما جاء في الأحكام
الكدح على التناقض
يقولون لي ناقضت نفسك فقلت الشأن شأني وإنني إنسان
وما العيب في تناقضٍ يرقى بصاحبه يعلّمه كيف الإيقاع يكون توقيع البيان
ولولا حركة العقل بين نقيضين ما استطاع الفؤاد أن يحل الامتحان
ولولا التناقض جدلاً ما أنشد بلبل ما غنّ عندليب ولا أبدع الفنان
أصل النقيضين من مبتدى الأزل موجبٌ يجادل سالباً لإنجاب المكهربان
فلولا اعتراك النقيضين بعد الصيحة الأولى ما تصعّدت بين التراب والماء خليّة إلى حيوان
وأُحِسُّ بالمولود يمتخض في أحشائي تمور وجلاً ويرتجف الكبد والأذنان
وتتلاطم أمواج أفكاري بين بحرين مرجاهما بين كرٍّ وفرٍّ يتقاربان
و أسخر من نفسي أناديها لائماً أين أنت مما يخالجك بقدر هذا العنفوان
النقيضان في أصل العلوم نجدان حكت عنهما الآيات البيّنات في القرآن
والإيقاع على السبيل مفاعل الكدح إمّا شاكراً وإمّا كفوراً نقيضين أُقيم عليهم البنيان
وعلى القطع ليس هذا ديالكتيك ماركس ولينين وإنما الكم تكييف كاف هاء ياء عين صاد كيفما الفرقان
لولا النقيضين ما أفنت الأوادم الأولى بعضها لما استدعى الأمر جعل الخليفة بشرا تتقاسمه عينان
ولولاهما ما جُعل السلام عليه أبو البشر آدم على الأرض خليفة يعمرها يمهدها لإنجاب الإنسان
الإنسان غاية كل شيء الملائكة والجن وما عمروا من أكوان وغاية الإنسان أن يرى ربه المكنون بقلبه يراه بأم عينه فيعرف حقاً أن هيهات نهاية العرفان
لقد خُلقت الأكوان وسيلة إطارها الآفاق ولبابها نفساً سويت فألهمت فجورها وتقواها و الغاية أن يبرز الإنسان
فإذا ما بلغ الإنسان أشده استخرج المدّخر كنزه فرأى الصلاة والسلام عليه أحمد جهرة بالبصيرة والعينان
فيرشده خير الأنام يكون له جبريله فيركبه براقه وحين أن تُفتح له الأبواب لا يرى خلف حجب النور إلا نفسه عياناً بيان ومن عرف نفسه فقد عرف ربه قول الحبيب الصلاة والسلام عليه محمد من كان خُلقه القرآن
الماء أم الحياة والتراب والدها
الاختلاف بين الروح والجسد كالفرق بين الماء وبخاره المتصاعد
يموت الجسد إذا استنفذت سكناته فتبخر الماء إلى الأعالي وعداً لواعد
تزوجت الماء بالتراب بعد أن أنجبته ثم تغشّته مشهوداً يعانق شاهد
فأنجبا الطين بالتقائهما لكّا لزجاً فلما رأى النور أحماه فأسن مجاهد
وتجالد العفن الآسن صلصالاً على خلية واحدة انقسمت لوالدة ووالد
فالماء أم الحياة والتراب أبن الماء والدها تلك كانت شريعة وجدٍ بين موجودٍ وواجد
هذه مظاهر ذاتٍ منها إليها تجلّت ولا يستطيع أن يعظمها أياً كان عبداً عابد
فهي وهيهات أن تجوز الإشارة لها وما أُخبرنا به أنها أخفى من سر سر كل مشاهد
بين النفي والإثبات
نفس الإنسان كاملة في حقيقتها لكنها بالحق تتشرّع فيدفع الناس بعضهم بعضاً وفي الآخرة والأولى المراد تحقيق الكمال
ما نفسٌ نفيسة إلا والرب سوّاها فألهمها فجورها وتقواها والمراد أن تتقلّب بين النفي والإثبات لذاتها فيفنى النفيُ ويبقى الإثبات رمزاً للجمال
الجلال نار القهر عليها القدور تستوي فتستخلص الأقدار كلاً بنكهتها فتكون لكل فرد إجابته الساعة على السؤال
وما الامتحان إلا هنا والآن قائم والنتائج على صفحات النفوس حالاً نُشرت فيلتقي العبد ربه هنا والآن في الحال
قال كلٌّ على شاكلته عاملاً شكلاً وموضوعاً وكلٌّ مُيسّرٌ لما خُلق له من جانب ربه ولا يعلم إلا الرب بقدرة الجند على النزال
مقام المسكين
الخير كل الخير أن جعلك الرب مسكين و ليس لك إلا أن بالفضل منه تتعلّق
وما جُعلت غنياً منصرفاً لأهوائك فتميّزت ترجو الناس إليك تتملّق
وأن تقبلها مسكيناً بها ترضى سكنت من الجنان خمس نجومها الفندق
مقامٌ حُظيت به هبة ما اكتسبته لو أدرك الغير ما أنت فيه لكاد في الهم أن يغرق
محبة {الله} من لدنه تنزّلت شرائع لكيف الخير على الخلق يتدفّق
وجوهر الكيف أن تعمل شاكراً والعمل في هذه وفي تلك معاملة على العدل تتحقق
العمل الصالح قوامه معاملة والمقصود بها في المقام الأول أن بها أنت تتخلّق
فليس العمل لأن تأكل وأن تشرب فذاك مضمون بكلمة {الله} قبل أن أنت تُقذف إلى الخندق
فإن ابتليت لا تحسب الذي أصابك ظلماً بل أنت تخطب الودّ منك ودادٌ شوقاً إليك تتحرّق وأخوات ودادٍ ليلى وسلمى ولبنى ومي سعيدات ينظرن إليك لأختهن على الود تتطرق
فحاذر أن تكون نكّاراً فتكفر فما ابتليت به نعمة بها يوم أن يغرق الناس أنت تتعلّق
ولا تتعجب من القول هذا فأخوات ليلى لا حصر لأسمائهن فهن أجمل صفات الواحد الأشرق الزول الموحِّد
الما بخاف من بكره يوماً فيه يقعد وسط أقرانه شبعانين وهو جوعان
إلا زولاً جد للرب موحِّد وهو تاكل عليه همّو ولا يخش من حرمان
محبة ليهو وثقة فيه ومهما يكون الأمر منه الشكر ليهو وبالحمد يود حمدان
فما منه غير الخير يجيك يفرح لرضاك ويرضى عنك هنا والآن
حالة رضاء
لولا أنني أعيش حالة الآن من مقامات الرضاء لما ألهمت (إن جاز هذا القول) بالفن أن أُبدع وما بين القلم و الأزميل تصدر عني أروع اللوحات
ما عدت يقتلني الهم لما لي سيحمله يوم غدٍ بل أنني أملأ الوقت ما استطعت عليه صبراً ولا يهم إلا أن أكون الآن سيد اللحظات سلوكيات
الذي عنده يُعطى ويُزاد والذي ليس عنده يُؤخذ منه والفضيحة والسترة متباريات ولكل أجل كتاب
فهل ما يُؤرّقك أن ليس عندك وتخاف أن تؤول إليه الجدير أن تستسلم حتى لا يكون عندك غيره من الأسباب
لدى التأويل نجد أن القيمة المتداولة هي الانشغال به لا إله إلا هو قال لئن شكرتم لأزيدنكم ولا أشكر من متذلل خالي الوفاض بالأعتاب فاهدأ وعن الاعتراض تخلى ينساب السكون إليك منه إليه بلا عتاب
فلا تخسر ما أنت فيها باقية تسعى لفانية قيمتها كوماً من تراب
الوجد منك وصالاٍ فنعم به وجداً فيك حاضراً وما عنك يوماً غاب
الماء تتنزّل على الأرض ترويها فتربو الأرض وتنجب الأزواج أفواجاً من الأنجاب
هكذا شأن الحياة تنمو وتتجدد فيزداد الكمّ في الطول والعرض كما تتنوّع الأسباب هكذا سلوك الفرد يخرج منه من شقوق الأرض شوكاً كان أو حلو اللباب
باطن الأرض مقصود به النفس التي سُوّيت فاهتزّت وربت فأنجبت الإبليس وعبداً خرّ راكعاً وأناب
إن أصابك من أخيك من أهملك غبناً فأحسن لك وله الدعاء وأطلب رضاء التوّاب
فمن غيره يُبدّل السوء حسناً وغيره من قبل أن تدعوه يفتح لخيرك الأبواب
متى يجيء الوقت
ما أسهل أن تسأل عن الوقت ولا تهاب والجواب على حبال المشانق دونه تحطم الأعناق
ولا يجيء الوقت أبداً بما نتمنى وما دام عندي وعندك بعض حيلة بها نتشاق
ولا يجيء الوقت إلا وقد استيأس كل صاحب حاجة تحقيقاً لبعض استحقاق
ولا ترفرف الأطيار عائدة كل لموطنه إلا بعد امتلاء القلوب بالأشواق
المطلوب على الدوام وفي كل وقت ولحظة أمام العين المجرّدة ماثلاً في الحل والآفاق
الخوارج انعكاسات الدواخل
ما خططت لهذا فإن كانت أُرسلت لتوقع بيني وبين نفسي فالرب أسأل أن يكفيني أذاها
فتنة يتساقط الإغواء من أهدابها فإن شكمتُ الخيل لا تتناحر سقط الفوارس رهن طيب شذاها
عذوبة أرطب من صوت الموسيقى وألطف من قطرات الندى تتلألأ على وريقاتٍ الطلّ كساها
هذا من سر أسراري لنفسي لا أبوح به ولكن طفح اعتمال دواخلي بمكنون خوارجي فرمت هواها ولقد همّت بي وهممت بها لولا أن لطفاً تداركني فغفوت فلم أعد في نطاق حماها
ولما أفقت كنت مقتدراً على الجدال فاقتنعت بأن الدوام على الرضاء كنزٌ أُقيم عليه جدارٌ لأجل يوم رضاها خاتمة
ليس كل الذي كتبته غير ما أملته عليّ نفسي من بُعدٍ دارت به مع الأفلاك من حولي تختال عليه تُبدي محاسنها في الفجر وحينما أُمسي
الأفلاك تدور في خواء الكون لا حصر لها كذلك الأفكار في محيط العلم لا تُحصى ولعل المكتوب نصيبي منها ما انتظم في حدسي
وإني لأرجو أن يكون كل الذي كتبته كفارة تمحو عني جميع وساوس الخناس التَبَستْ بها حيناً من الدهر النفس داخل رمسي
| |
|