منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 جمع الجمع واحد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف هاشم محمد نجم

يوسف هاشم محمد نجم


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 22/08/2011

جمع الجمع واحد Empty
مُساهمةموضوع: جمع الجمع واحد   جمع الجمع واحد Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 10:35 pm

لســــان العصــــر

{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

جمع الجمع واحد

تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم .نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول والآخر :

{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.



ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.

الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.

شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه

{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]

{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
الرّحيم
[9 النحل]

جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى



إهداء هذا الديوان
الإهداء إلى الزوج زواجاً قام على ميزان الحق والعدل. و كان تمامه بنسق تمّ عقده على كفاءة انتظمت أطرافه المتعاقدة على الحب والوفاء، و بنيّة خالصة صافية للعمل على صلاح خلق معاش الدنيا وأمر معاد الآخرة.


الحج الخالص

من تبرأ من حقوق الغير بلا غيرية
أخلى السبيل استطاعة
وأتم بالحج خلاص المراد

لذلك قيل الحج في العمر واحدة
وجبت بشرط استطاعة
والشرط مرهون برب العباد
بُني الإسلام على خمسٍ هن ركائزٌ
قواعد البيت للشأن المعلّى
يقوم عليها بلا أصفاد

الدين مطيّة السفر على وُعورة
والمسافر بشرٌ
نحو إنسانٍ بلا قيودٍ من الأضداد

من ابن آدم إلى بشرٍ الانتقال تطوّراً
والرجاء تحقيق المراد تديّناً
ليظهر الإنسان بالأمجاد

البيت المعمور قلبٌ تطهّر من غيرية
والفؤاد باب البيت
برأت عتباته الخمس من أحقاد

تفويض الأمر ل{الله} ليس بالقول جزافاً
بل هو الحال المطمئن بالمقسوم
حلّ بالركن من أرض المعاد



الخيالُ مسبار الفكر

تشيطن إبليس جنّاً عاصياً
فجُعِل للشرّ ملكاً بين العباد

الكفرُ شِركاً على الصدور تألّه تاجاً
والصولجان كذباً وقف للصلاح بالمرصاد

تتمنى تمُدّ العين إلى متاعٍ ممتعٍ
ليس له بصحن الدار عندك اعتماد

وتقول بما ليس في مقدورك علماً
فاعلم بأن الكذب لا يُحقق لكذّابٍ مراد

أن تستقيم فذاك اجتهاداً يراه بصيرٌ
جهاداً لوجه {الله}قياماً كالعماد

الاجتهاد تقلّبٌ وتعرّضٌ بسابق علمٍ
لحُرٍّ بحرٍّ في شتاءٍ في انتظارٍ لوقت حلول المعاد

التصوّرُ والتخيّلُ مسبارُ حصافة فكرٍ
يسبر الغور تناقضاً يقضي على الأضداد

وليس التواجد وجداً إلا خيالا ت أحلامٍ
توهّمت ظناً شأن الملوك توهموا ملكاً داخل الألحاد

فلا أنا ولا أنت إلاّ تصنيف ظهورٍ ظاهراً
لانجلاءٍ حلّ على خمس راياتٍ والفؤاد

الباطن رحمة الجود سبقت بها الأحكام
والظاهر قدر الطهي للأنوار على نار الاجتهاد


سجود النار للطين قدرٌ مقدور له
لبيان الرشد من غيٍّ خلاصاً من الأصفاد

صفاء الروح كسر القيد إيثاراً
فتغدو النفس مزماراً لنفخ الانقياد

بكاء العين فرحاً بهجة الأنوار
ضياء نار الحق تدعيماً لاعتقاد

فالعين نافذةٌ بلا أستارٍ ترامشها
وستائر القلب على أبوابه سبعاً شداد



العذاب من أسباب الرحمة

العذابُ رحمة مزجاة والانتقام ليس بنغمةٍ
بل هو التقويم إلى خط الاستقامة واستواء

فالعظيم بالذات مستغنٍ عن التنغيم لعرشه
قائماً بالقسط خطاً مستقيماً يُقوّم الأشياء

فإن أنت رأيت أنك في العذاب مهاناً
فاعلم بأن الحظوظ تهلّ حتماً بعد التواء

فاليسر بعد العسر يجيء ضربة لازب
والقول آية حكمةٍ نبتت بأرض نور الأنبياء


كما الأسباب تعددت والموت واحدٌ
كذا العذاب من أسباب رحمة بعد العناء

الكون جاء على الصعيد محبة
وصدّ الحبيب دلالاً هو ليس إلا نداء



كيف كان يكون كوناً

كيف أن يكون الفرد أمّة
منه تجيء أفواج الأنام

كيف كُنّ إبراهيم لاماً
بين ألفٍ وميمٍ جمع إيقاع الكلام

كيف أن كان الكون نقطة
انبثق عنها كل أطراف الزحام

كيف أن قد يعني هذا
أن ياجوج وماجوج فردٌ أمّةٌ في لام

خمس أبياتٍ توالت تتفاكر حيرة
والوجل ريبٌ أضغاث تدبيرٍ في اختصام

كل ماكُنّ بالأكوان كان كيان فكرة
تبلورت قوارير بها تقيّدت أنغام

كلمة التوحيد {لا إله إلاّ الله }
صرح ٌ يجمع الأشتات إلى إمام

لعل أن بالفكر يحيى مواتٌ
بلبّ أقلامٍ تفرقت إلى أجسام



صولجان الدّجّال

لسانٌ عُقِد بأحوالٍ من كذبٍ نُشِرت
بها امتلأت صفحات عيون جميع الأصقاع

الصدق صار هواماً يتدثّر أسمالاً بالية
اشمأزّت منه صبيحات التنميق فما عاد يُطاع

صال الكذب وجال بلا أدنى ورعٍ يتبختر
ملك زمام الأمر وما عاد الصدق وسيلة إقناع

حديث الجهل سلطان لسان الكذب
ينمّق أشعاراً بها تلهو وسيطات ملذّات الإشباع

لبن الطير تجده إن وُجد الصدق بناحيةٍ
قد ملك الدجلُ جميعَ مقاليدَ دواوين الإيقاع

كلمات الخبث تعيث على الأرض فساداً
و لباب معانٍ طاهرةٍ سُفكت توقيعاً بالإجماع

صارت جميع قيم نفيس الأشياء رقيقاً
تجارة نخّاسٍ رائجةٍ في سوق تفانين الإمتاع

المتسلّطُ كذّابٌ أشرٌ كبّله الخوف عقال الطمع
أيدي الدّجّال امتدّت تحجب بالجشع الإشعاع




البقاء سليل الخفاء

ورد السبعُ العين يراود أخماساً عن سُدسٍ
والسدس اعتكف بباب السبعة أسباعٍ مفتاحاً للدوّار

سبعة أيامٍ حائرة سباعية أروقة الحدس
في مجملها أسدٌ سبعٌ ضرغامٌ يحرس باب الزوار

سبعٌ في سبعة لوالب أسداسٍ عسسٍ
تحاول عبثاً إبقاء السابع مصباحاً بمشكاة الأنوار

البقاء سليل خفاءٍ احتجب بنارٍ قدسٍ
والأحوال تعدوا ضبحاً تقدح فكر التدبير لاستقرار
ليس بمشكاة النور غير جواريٍ كُنُسٍ
ولا يرتاد الضوء ظلالاً في نخل جفاء الأسحار



الحياة موسوعة رقمية

المعنى رقمٌ جوهره حسٌ واحدٌ
و الصور أشكالٌ تجادل طيف الألوان

الحياة موسوعةٌ رقميةٌ لأحرفٍ مشفّرةٍ
والغداة والعشيّ أرقاماً لقياس كمية الأوزان

التوحيد مضمون هندسةٍ لأرقامٍ تباينت قيماً
توازياً مع الكيف ياء سين أحرف قيمة الأركان

فالكيف قد جُعل رقماً خفيّاً لا تقايسه أداة
هو ليس في علم الحساب بسطاً محدداً بمكان

وما الكمّ إلا جدال أقطاب أرقامٍ تبعثرت
على برزخ ٍ في لا مكان خصمان يعتركان

الصلاة والذكر والتسبيح إن هي إلا محاولة
للجمع بين أبعادٍ فرّقها الظن عن ميس هذا الآن

الحروف ما هي غير أرقام سالت فتسلسلت
من نقطة في لا زمان اعتملت فتشكّلت أبدان

مفتاح الحياة تسير سلباً وإيجاباً بمعتركٍ
يكمن في برزخٍ أقيم بين النوم والصحيان

فالنوم موت ٌ والأحلام أعلام تفاضلٍ
و البعث أن تصحو مولوداً مجدد الوجدان

المحبة كتابٌ مجنزراً بسلاسلٍ رقميّةٍ
وُضع أزلاً لكي يُرى ما جُنّ في الأجنان

ثالوث الحياة كوناً أبعاد آلهة هيمنت
والملَك بعداً لبرزخ ٍ بين الجنّ والإنسان



العهد القديم

تطور الأشياء والأحياء مما كان مقضيّاً
إلى الذي بقدرة التقدير هو الذي سيكون

هو كشف الغطاء بالحق والإنصاف عدلاً
عما هو الآن يدور جوّالاً بأفلاك الظنون

المسبار عبر قيوم سماوات الظن شكٌّ
توقّد ناراً وقوده حيرة تمتطي فرساً فتون

والحيرة هي الأجيج هياج الحال مكنوناً
داخل التنور قيد الآن كيف يكون
الجنان الخلد والفردوس وكل نعيمها
وعدنٍ وقرب العرش مأواها الكمون

والنيران غيظ الحرّ يمور في دركاتها
ظلمة ظلمٍ وظلام جهلٍ جنياً جنون

هما الاثنان البسط فوق الأرض
مقام قوام دائرة الحياة كم ستكون

هما الاثنان تحت استواء خط الآن
حركةٌ دءوبةٌ يقاومها ثباتٌ وسكون

كل ما في القضاء كان وما مقدراً ليكون
هو الآن الكنز القديم تحت الأرض مدفون

هو الآن حالٌّ حقيقة آنٍ على مكانٍ
ميزان عدلٍ قيومية الحرم المصون

فإن فطنت يا صاح لما نرمي إليه
ضع اليمين المهيمن على يسارٍ هتون

واحفظ العهد القديم صابراً ومثابراً
ميثاق الولاء والتقدير للأم الحنون



ما أنا غير هو

أنا وأنت وما الأنا إلاّ ارتداد الطرف
تذكرة بفحوى لبّ ألباب الخالدات


تسترجع الأيام ما كان بها انطوى
حقيقة ألف انبثق مما كُنّ بنقطة النونات

الأنا شفرة من الآن تحكي لنا
حكاية ما كُنّ بين الكاف والنون من آيات

وما الأنا إلاّ صورة ما قد مضى
وهي النبأ لكل الذي كرجع الصدى هو آت


لا إله إلاّ {الله} تحكي لنا
عن عبير الشوق للمحبوب عبر نسمة الآهات

وما الأنا في خضم أشواقٍ غير هو
إلهٌ واحدٌ مُحِبٌّ صمدٌ إليه تُرجع التركات

يفوح الرَوْحُ شغفاً من ريحانة نبتت
تستسقي الهوى ولهاً من دنّ فوّاحة الآنات

عبقٌ تطيّب طيباً أريج جذوة عشقٍ
فاح من طيّبٍ طاب مقامه بطيبة الطيبات
مني إليك صلاته هو من يصلي
على المُصلّي أول الواصلين صالة العتبات
حبيباً مهما ابتدعت لوصفه
لا توفّيه الحق جميع معارج الكلمات

حبيباً إلى جنانك حاضرٌ
إن افتكرت أو بالمنام أهلّ كذاك الذكريات

فما الأكوان إلاّ سنا البرق من أضوائه
هالة النور شُدّت إليها الجباه مرفوعة الهامات

هو السؤال واحداً قيل عند الأمر كُن
فكان كيان الكون عقال الجياد الصافنات

وهو الجواب تشفير حكاية نبض الحياة
اقتضاه ارتضاء العناية قدراً سيلُ أنهارٍ جاريات


الإنسان هو العريس

رأيت أني دعوت ربي قائلاً
يا ليت أني كنت إبراهيم ليس إلا خلّه

فلما صحوت فكّرت عجباً
إذ أنني بالفعل فعلاً ما كنت إلا نفسه

بل أنني في جوهر الأركان من بيتي
كنت كذاك موسى وعيسى بل آدم عينه

وفي كوني أنا الأكوان بما فيها ومن فيها
أو ليس ذلك إلا ما جرت به أقواله

بالجهر قال أنا مجنونٌ بحب ليلى
فقلت لا بل إن أنت بالسرّ إلا جنونه

وما ليلى ولا الحب إلا تعبيراً لتعلّقٍ
لما فيك جُنّ فما أنت إلا سرّه

تسع بالجهد تكدح نصباً خلفها
فإذا واجهتك ما رأيت إلا خضره

حين ذاك يكون القميص قد قُدّ من قُبُلٍ
وليس ذلك إلا ما كشف شرعاً أمره

تلك الحقائق سجد العباد عابدين ببابها
وليس خلف الباب إلا حقيقة وجهه

يكدح الإنسان عمراً يطلب ربه
وليس ما كان و كائن الأكوان إلا مهره

العريس مقاماً يُعرّس حالاً فوقه
و العُرسُ ما هو إلا أن يكون الحال مقامه




جنّة الواقع الحاضر

تستعصي على النفس هموم النضال
لتغيير حالٍ بالحاضر واقع تراه ويل العناء

ترفضه رغباتٌ فيها مشبوبة برفاهة
ولا ترضاه شهواتٌ لا يكفيها ما دون اعتلاء

لا تستسيغ استرخاء قبولٍ مسلّمٍ
لواقع الحال الحاضر جهلاً وفي ذاك الشقاء

يستعصي عليها استسلام رضاء كافٍ
وليس الكفاف من شيم ربات الدهاء

تتمنّى دوام نفيس اعتلاء العوالي
تتسلطن وهماً على عرش الظنون الغثاء

ولن يكون غير ما كان كما في الروع انطوى
غير أن الأمنيات الطيبات رأس قنطرة الذكاء

فإنك إن أنت ترضى بما عليه أنت وفيه
سلمت سلاماً أماناً حاضراً نعيم الهناء

تشاهد الشهد شهوداً حضوراً واقعاً
لا يُصرف عنك ولا تدركه غواشي الفناء

إنّ كل ما كان قبلاً وكل الذي سيكون بعداً
هو الآن حقيقة حاضرٍ واقعٍ لا يغيره ادّعاء

فإن أنت رمت على ما أنت فيه سكوناً
لا تتمنى غير ما أنت عليه ولو بابتهال الدعاء

يُعرّفُ هذا جنانُ معرفةٍ يحجُّ إليها عُرّاف ٌ رجالاً
ضُمرٌ بطوناً شُكّارٌ نفوساًً عاليهم ثياب البهاء



الصدق رجلٌ
الصدقُ مُنج ٍ بكل حالٍ ومآل
والكذب قنطرة العبور إلى ريب الهلاك

أن تتحرى الصدق دليل معرفةٍ
والعلم مُغنٍ في كلّ حالٍ عن عراك

الكذب دليل جهل بحقيقةٍ حقٍ
توارت خلف طيف قطرات السِماك

في يوم الناس هذا الصدق رجلٌ
لا يُصدّق وإن مدّ يدّاً قال هاك

اليوم الريبٌ سلطانٌ في العلن
ولقهره لابد من لا ريب كتابٌ لا يُعاك


آمنة المشكاة

أنا بن امرأة فيها اجتمعت فضائلُ نسبٍ
وجميع خصال الحسب مما فات ومما آت

من قريشٍ امرأة حُظيت بحمل النور
فوق غمامٍ من طُهرٍ عمّ الأرض والسماوات

امرأة آمنة من أرقٍ لم تقلق من همٍّ
ما أعياها ثِقلُ الحمل ما أقعدها وجل ٌ من آفات

سيدةٌ صافيةٌ يغبطها صفو صفاء الماء
تسلسل عيناً مِسكاً من طيب الكلمات


فضيلة فضلٍ فضائلها انبثقت
عن نبع النُبل مشعّاً بوهج الخيرات

أنا بن امرأة لم يمسسها سوء من حُلُمٍ
ما غشيتها تعابير ٌ من ريب سواد الشهوات

امرأة ما ولدت حواء أجمل منها
وما كان من مريم العذراء غير إشارات

امرأة هي آخر من حمل الشعلة
نحو الميس الخاتم لجميع سوام العادات

خديجة وفاطمة الزهراء وعائشة
لامرأة ولدتني كن بالبيت وصيفات

هي المشكاة منها انبعث شعاع النور
يوم ولِدْتُ أضاء الكون وكل الظلمات

اللهم صلي عليه وسلم بقدر عظمة ذاتك يا واحد يا أحد يا صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد




ألفٌ بين الراء والدال

ليس بالتهور واندفاعٍ في شطارة
بل بالتروي تعقلٍ وتدبرٍ يتم تحقيق المراد

وما المراد المطلوب بكشف حقيقة
إلا ارتخاء شديدٍ وعقل العقل عن ابتعاد

وما الميس الذي يهلك العُبّادُ دونه
سوى استواء بأعراف المقام بلا عتاد

الصمد أن تصمد بوجه أعدى الأعادي
لا تكرَّ ولا تفرَّ لا تجتهد فالصمود أعز الجهاد

وما الركن الحق في الجهاد حقيقة الحقين
غير أن تسكن بدار مودة بلا شقاقٍ أو عناد

حرف الدال هذا في دلالته صبيحاً
كشف نقاباً فظهر وميض الراء من الرماد
حرفان نورٌ ونارٌ يؤلفان بالتآلف زوجاً
و إلاف الراء نحو دار الدال مطلوب العباد

معمورة الدارين تناقضاً وتآلفاً تدور دولاً
هي الأرضُ ساحة اعتراكٍ للتنافس و التضاد

هي محميّةٌ نفيسةٌ لنفائسٍ فيها يدور الاحتراب
بين ذاتها وصفاتها في انسجامٍ بين أطراف التناد

المنادى ومن يناديه رادٌّ وعليه مردوداً
ليسا في الحقيقة إلا واحداً منه إليه ارتداد

حديث الحقائق هذا إن لم يكن عليك رخاءٌ
سلمٌ وبرد رضاءٍ يعمّ بالأنحاء شعور ابتراد

يرتد عليك في الحال وبالاً وعسر مخاضٍ
فنار ادعاءٍ تهلك الأخضر واليابس والسماد

حديث الحقائق هذا علم حسابٍ
يفاضل قيماً بين البين بيان حياة الجماد

وما ليلى وسلمى ولبنى ومي وأخوات لهنّ
غير راياتٍ عالياتٍ تشير إلى مكان كيان سعاد

وليس هذا التشبيه مدعاة سؤالٍ وحيرةٍ
فما في الكون غير { لا إله إلا الله } اعتماد

كما أن ليس هناك مضموناً يُشاهد عيناً
بين الراء والدال إلا ألفاً عماد أعمدة الفؤاد

علم الحقائق مهما كان لا يغنيك عنك
فأنت المراد وراء الفؤاد عميد العماد

فإن كنت مقيماً بجسمٍ شابٍّ جلدٍ
أو كان جسماً شيخاً هرماً يعي بالكاد

فما أنت إلا نفساً منفوسا نفيساً
من أنفاس نفسٍ نفيسةٍ ما وُلِدت ولا لها أولاد



النفي والإثبات توأم

ليس إلا الظن قاطع دربٍ وهو حفّارٌ للقبور
وليس غير الوهم حائط الصدّ ما يردي الصقور

ليس غير يقينٍ ما يعجّل موتاً ليس قطعا للنحور
وليس إلا الشّكّ ريباً ما يزلزل أركان الجَسور

وحورية محتارة وليس غير الحيرة جسراً للعبور
فليس مما حولك ما يشغلك عنك
بل هو ما تخفيه أجنحة الصدور

و خائنةُ عينٍ تكشف فتقاً تحت أقبية القصور
وليس إلى رتقٍ سبيلاً غير التخلّي عن غرور
ليس إلى بقاءٍ دائمٍ بمقامٍ سبيلاً
غير اعتلاءٍ للجبال وقطعٍ للصخور

وليس غير توالي الفناء دليلاً
بأن البقاء يدوم دوام العزيز الغفور

ليس الحضور تأمّلُ فكر ٍمراقبٍ
يترقّبُ حين انبثاق ضياء البدور

وليس الغياب انشغال الفكر
بتوقيت وقت استواء القدور

وليس بين البين تحقيق مقامٍ
إلا بوقفٍ لوجه القمر ألا يدور



الأرض لبّ الكون

الأرض حاضرة الحياة هي أمّنا
لبّ الكون كانت صَهرًا من حديد

منها انبثق في الأزل الكون ابتدأ فتقا
وهو الآن إليها يعود رتقاً من جديد

الزبر بباطن الأرض حديداً صافياً
وزاده الماء صلابة إذ هطل عليه للتبريد
الحيّ والحيوان كان في البحر حوتاً
و عملاقاً يجوب البرّ والوديان في تجريد

فالأرض أم الكون صغيرة كانت
وهي الآن من الآفاق تنمو بعَمرة التجديد

الحيّ فوق وجه الأرض يزيد رفاعة
بتعملق العقل كشّافاً ببصرٍ حديد

هجرة الأكوان نحو الأرض الأم تمثّلت
في انفلاق الذرّ كرهاً طوع بأسٍ شديد
الأرض كلما عدّ يومٌ هي جديدة
بالوافدين الشعث شهباً من الأفق البعيد

ويوم أن يجتمع الأبناء بأمهم تهلل فرحاً
فذاك يوم قيامة الأشهاد والعود الحميد

ويُقام عرسٌ تزغرد فيه الصبايا جزلاً
وبالأرجاء الكروان لا يكفّ عن تغريد

في يوم الفرح ذاك تكون الأرضُ غير الأرضِ
يكون لها السماء أديماً والأيام تمتدّ عمراً مديد

حينها اليوم مما نعد يكون إذاك سنين ألفاً
ولا يعود من عجِلٍ يترصّد الشمس جهة الصّعيد




متى يصيح الديك

الأمور جميعها بمفترق الطريق تغيرت
والوجوه تبدّلت والتراب هو التراب

صار حال المقام للأقوام غير الحال
وسؤال يتسكّع حائراً يرجو الجواب

متى وأين يصيح الديك مؤذناً
أن من العلى قد انجلى ليل العذاب

كيف لمستضعفٍ أن يقيم صلاةً
تكون رحماً ينضح رحمة وثواب


ولم أن الديار قد ضاقت بأهلها
وهي في التقدير رحيبة بلا أبواب

التراب هو التراب وما تبدّلت الديار
ولم تتوقف الحياة عن معدّل الإنجاب

غير أن النفوس توحّشت فتنافرت
والعقل بلا حياءٍ خلع ما عليه من الثياب

قيمة الإنسان الآن محطةً بطريق وعورةٍ
سُوّرت بشوائكٍ وكتب ممنوع الاقتراب

حين لا يعنيك عني الحال ما يؤلمني
ولا يؤرقني ما بك أراه من اضطراب

يكون السوء بملتقى الدارين قد بلغ المدى
وحان موعد راشدٍ يضع ميزاناً للصواب



من يسمع الموتى

مقابر العلماء من عرفوا
أمواتٌ بين الناس تمشي في حبور

تفيض بالحياة من فلك إلى فلك
في لولبٍ قوارير شفّافةٍ كأنها البلور

و أحياء يحسبون أنهم علموا
أسرار معرفةٍ بالكشف ذوقٌ بالشعور

إلا أنهم أمواتٌ تئن الأرض بحملهم
وبهم ذرعاً تضيق ألحدة القبور

قال من أراد رؤية ميّتٍ في حياةٍ
بين الناس يمشي لا يخالطه الغرور

هو الصِّدِّيقُ الحيُّ من أُشير إليه
مشكاة مصباحٍ بِكرٍ من بكور

و أمواتٌ لا يُرى منهم غير أكفانٍ
و إن كان من عليها يلوح فيض النور

ولن تحيى ما دمت في قبرك ميّتاً
وإن منك عبق المسك فاح بخور


الوصيّةُ الحقُّ لا تتمنى بل أن تمت
قبل أن يأتيك خطفاً خافقاً بين الصدور

تلك مراكبٌ محجوزةٌ مقاعدها
للصادق الأمين الشاكر المشكور

مواكبٌ حيرى تدور في السماء
وفوق الأرض كواكبٌ درّيةٌ تدور

وقودها النقاء بلا إلّاتٍ خافقاتٍ
لا لها لونٌ ولا طعمٌ يعكّر الصفاء بالسحور

كانت في الأصل بدراً منيراً واحداً
من أسود الخفاء جاء هالةٌ من نور

الخلط انبثق عن انفعالٍ في نقاءٍ
كما جاءت الألوان طيفاً لقطرة تمور

يتكلم الأموات الأحياء رؤية عينٍ لحقٍ
ولا يسمع الأموات إلا من كان حيّاً بالقبور

وتمضي الأيام واثقةٌ توثّق في أعطافها غزلاً
تنسجه قَدَراً على نول دائرة طيّات الدهور


النخل المشاع

صورٌ في سوَرٍ والسور أسواراً
أقيمت على نخلٍ بدوّار الديار
أشاع صاحبها ريعها طوعاً
فمن يهزّ الجزع يلتقط الثمار

الثمار ليست رطباً جنيّاً
و من على الأرض تجمع الأفكار

بل هي الكنز تحت جدارٍ
بالجهد تهدّه تجده رهناً بالجوار

تلك سنن الحياة إليها تشدّ رحالاً
عجِلاً على وجلٍ بلا مئزرٍ أو دثار

فإذا وجدت الجدار صدِعاً أقمته
فأنّى لك من خضرٍ عجباً واحتيار

تقول أليس لهذا كلّت رواحلنا اجتهادا
و سيراً حثيثاً من أجل أن يكون لنا خيار
ويجيء الجواب بأن الفعل ليس بأمري
وأن القضاء كان في الأزل سيّد الأقدار

فإن أردت أن يكون الجواب عدداً واحداً
فلا يصحّ منك أن ترى لك في الأمر ثمّ خيار

ستهزأ الأرقام منك عليك ضاحكة
تقول إنما الشهد يا صاح في الأزهار

فإن أردت قطافه تجعله زاداً
تسري به ليلاً وتسير عليه بالنهار

فأصبر في نِحلةٍ على لسعةٍ من نَحلةٍ
وأوقد منك تحت النخل جذوة من نار

فيا كلُّ من خلط الطريق بدعوةٍ
يحسب وهماً أنه السيد المختار

ليس للأقدام بُدٌّ أن تتابع السير جدّاً
تقتفي الأثر بما تراه ومضاً من الأنوار

ولن تكون إن فعلت ذلك تابعاً إمعة
بل تكون بالحق أنت نافخ المزمار

سيّد القوم خادمهم والخادم سيداً
بسلطانٍ من جذوة الفكر والأذكار

فلا تتردد عن خدمة بالمنام تراءت
أو أنها كانت شهود عيانٍ بالنهار

فإن في الحق ذلك ديناً خالصاً
وليس الدين إلا تحرّ الصدق في الإيثار

لا رياء ولا فيما أتيت تشوّف سمعةٍ
بل حقيقٌ مجرّدٌ حديدٌ كنصل الصامد البتّار

هكذا يكون الوفاء بالحق به ولأجله
يُقام الركنُ بسطاً وتُهدّ أعمدة الجدار

وهكذا حال منوال الحياة تصاعداً
محواً وإثباتاً فعلى خطين ينطلق القطار

طريق الحقيقة واحدٌ لا فروع له
وعلى رجلين يقوم الحق بوّاباً للعمار

وبعد العسر يجيء يسراً قبلاً وبعداً
وتدور دائرة الحياة دورة لولبٍ دوّار

قانون اكتمال سير الحياة ليس حماراً
وليس بالقطع قطاراً على متوازيين يُدار

بل هو السير حثيثاً نحو القيّم الحاسب عدلاً
بواحدةٍ يعادل عشراً وعن رطل يعوّض القنطار

النفوسُ تُجازى بقيمة السلب واحدةً
وليس للإيجاب حدوداً عندها ينهار
فلا تبتئس خشية الوقوف بسلبٍ
فالإيجابُ كنزٌ على رأس اللحظة منار

محطات القطار على طول الطريق عديدة
وليس للمسافر على القطار نهاية استقرار

فإن عند رأس كل حقيقة جسراً
من عنده ولعنده يعاود المشوار

الموت محطة استراحةٍ بطريق تنقلٍ
يتبدّل عندها السوّاق الكابتن الطيّار

يشيخ الطين تفنيه تعاريج قسمات البِلى
والماء لا يفني ما بقيّ مخفيّاً بقارورة الأقدار

جسد الطين تراباً يشكّل قطباً سالباً
والروح بالإيجاب ماء البحر يطير للأنهار

البحر في عموم الكون بحر واحد
والبحيرات والأنهار وليدة الأمطار

كذاك الروح قيد الأمر واحدةٌ
بلا لونٍ لمظهرها ولا تحدها الأسوار

الماء صرفاً لا لون لا طعماً ولا رائحة له
قد سبق أزلاً أمر نفخ الروح بالإشهار

فالخلق قديماً أمرٌ أقدم والنفخ لاحقٌ
تعليماً بمعرفة الأسماء لكل شجرةٍ وثمار




كيف تجني الورد عطراً

ركبت عُرف البرق شوقاً إلى حيث الحبيب
وهل كان البراق إلا أجنحة الحنين إلى الرفيق

جئت أحمل الخفقان أخطب وُدّ ليلى
فتراءت لي سُعادٌ عند مفترق الطريق

قالت كيف تجني الورد فلاّ و ياسميناً ونرجساً
في قوارير فضة عطراً وأنت في شبر ماء غريق

لقد زرعت جهلاً رأس الجسر شوكاً عويراً
وكان أولى لك أن تفرشه عسجداً وعقيق

قالت لي تمنّى ما تراه لك قربانًا لقربٍ
قلت وهل تتغير الكتب في اللوح العتيق

قالت ألا مهلاً كُفّ جهلاً وادعاء معرفةٍ
فأنّك أن تتمنّى فذاك القضاء في الترقيق

قلت يا ليت أني ضوءاً أعبر الأكوان لمحاً
إلى حيث أصحو من مواتٍ ومن نومٍ أفيق
قالت ألا هل كُفّ جهلاً تتمنى بالظن وهماً
فما الأكوان إلاّ صورة ما كُنّ فيك خافياً ودقيق

قلت ويحاً بالرحل هو في عقر داري قائماً
وأهيم رحّالاً أنشد خيالاً هام بالأفق السحيق

أيّ جهلٍ هذا!!
البرهان بين ناظريك إماماً
وتهاجر إلى الآفاق تطلب شاهد التحقيق

الفرد فينا وجه دربٍ في قدودٍ تفرّقت
في اختلافٍ بشكل باصمة العبد الرقيق

وتفرّدت القدور بالحق المبين تبايناً مميّزاً
بتصويرٍ في تدريجٍ لطوائف الألوان بالتفريق

شفافية الشاشات بقدر كمّ الطين مُلطّخاً
بأكتاف أطباقٍ تستقبل الوحي حيّاً بلا تلفيق

ولا يُخففُ الطين عن ساتٍ إلا بإيقان قلبٍ مُحققٍ
لحقيقة أن الزمكان جلاء قواعد الميزان الدقيق

الحياة تنطلق جواباً على سؤالٍ عن غلامين يتيمين
سئل قبل أن يُقال ألست والجواب ما زال في التحقيق

الأيام تمضي بالسلب والإيجاب جاء ما انفك يجيء
والآجال لا تزيد لا تنقص تنتهي إلى الموقوت بالتدقيق





قبورٌ تحت أشجار السماح

قبورٌ بباطن الأرض تنادي أسياد حياتها
جنانٌ خالداتٌ تحت ظلال أشجار السماح

وقبورٌ كباسطات الطير مفرودٌ جناحها
في أعلى أعالي السامقات تدور بلا جناح

و قبرٌ ولا قبرٍ بأرضٍ ولا أرض بها ولا بأديمها
هو بين لاآت إلاتٍ نافياتٍ مثبتاتٍ خافياً ومتاح

إن قصدت منه القرب تجده وجداً رهن بنانها
تلقاه إلى جوارك واجداً جاءت به نسماتٌ فراح

فإن كان السير منك إليه خطواً حثيث رماحها
جاءك منه اللطف يسعى بريق البرق في الدجنّة لاح

وإن تباطأت هممٌ بتعثر الأقدام سعياً على خطواتها
ما تُركت سهواً ولا أنت في النسيان وارداً بل المذكور بالألواح



تنبيه
قطعت الصلاة على نبض الحياة وترياقها
على أحرف الخواطر كان بها اللسان لهيج

فهل الجفاء أم طغيان من خلعت عنها حياءها
أم قد استغنت الأرض بقطر الندى عن وابلٍ هجليج

فإذا نظرت فيك وجدت عنك قطيعةً لحبل خبائها
فأيّ خيال حياة ركبت حتى ُحجبت عن برد الهجيج

كتبت وقد أطاعك متن الحرف نثراً وشعر شعورها
فليتك كنت أحمق من بعيرٍ يجهش بالبكاء بعينٍ رجيج




المعراج إلى سماء الأرض لا إلى أرض السماء

تتنزّلُ السماء لا تعرج الأرض إليها
ليكون كما في السماء
كذلك على الأرض مهد الحنين

المعراج ليس صعوداً إلى قممٍ سماء
بل هو الرجوع إلى الأغوار
نُزُولاً لكشف الغطاء عن عين المعين

جبريل السلام عليه عقلٌ عقل الفؤاد بربه
قال ها أنت وربّك
وما الأنوار إلا رجع صدى الصفاء المكين

العروج جسداً وروحاً وتلك حقيقة
والرؤية جمع انقسامٍ في واحدٍ
رتق الجواري عند مراسي الحق اليقين
الأرض والسماوات للجسد مقاما و بسطاً
وروح الأمر فوق الأرض تجسيداً
لقيم جمال صفاء جلال الكمال العين المعين

العروج تقلّب الروح في الطين من آدم إليه
إلى أن جاءت إحداهن تسعى
تقول يدعوك أبي وتم زواج الضياء بالنور المبين




الافتراض المفروض

هل لا بدّ أن يكون الوجه الآخر
طرفاً شريراً في كل مقامات الأحوال

أم ما من بدّ أن تعاريج الطيف بقوس الألوان
تحددها زغزغة رموش عيون الأشكال

هل يُفترضُ لمعرفةٍ فرضاً رحّالاً
داخل دائرة الحسبان بلا مفتاحٍ للإدخال

أم أن الافتراض كبش فداء التضحية
لآلامٍ يستسلم لا يعترض ولا يحتال

فهل هل يُفترض فرضية مطروحة
تجادل عنها فيها فوراً بلا إهمال
أم أنها فرضٌ فيك عليك تؤدّيه
لتجد الأمر المفروض أمامك في الحال

الافتراضُ سؤالٌ مسبارٌ يستطلع آفاقاً
والفرض جوابا يستقبل حالاً مفترضاً رحّال

فأنك أن تؤمن فذاك جواب قبولٍ
لإنزال الحال الرحّال في الحال مقاماً جوّال

مقامات الإيقاع لحياة كمُوسيّقى مُنوتنة
سُلّمٌ لولبٌ سباعي الدوزنة ثنائي البدال



أول آية نزلت

نزلت الآيات تنزّلت مُنجّمةً لأرض حياةٍ
مُلوّنةٍ مُنسّقةٍ في لوحة شكل العنوان

وكان الزواج أول آية على العنوان نزلت
بها وعليها قامت أعمدة قوام البنيان

العنوان بما فيه وشكل تعاريج الألوان
جمعاً مرهوناً داخل مخزون ذاكرة الإنسان

الإنسان هو العنوان هو اللوح المحفوظ
المقصود عند نهاية لوحة تشكيل الفنان

ذاكرة العنوان حوت جميع بيانات الكون
وكل الخلجات بموجات الصوت وذبذبة الخفقان

المهديُ يتمّ له الإصلاح في ليلةٍ مقدّرةٍ
بصياح الديك عند فتح ملفات التبيان

وتلك ملفاتٌ تُستعرض يومياً على رأس اللحظة
وُيجرى فيها منها وعليها الإصلاح لمطلق إنسان

الاسم الأعظم العظيم تعالى جلّ جلاله
مفتاح بيانات القرآن مأذون قِران الفرقان

صورته الأسمى الموصوفة بأول آية نزلت
إنسانٌ ما له إلا له شاهدٌ حاضرٌ هذا الآن

الشاهد النافخ في الصور والصور ونافخه
تماثلهم عملةٌ بعينٍ واحدةٍ لها منها فيها وجهان



لمن يكون الولاء

اللوح والرق سندانٌ ومطرقةُ
بينهما حكمة تقدير قضاء التبيان
بهذا الآن على ما شاء

صاحب الشأن المعلّى فنانٌ
يشكّل الحديد كيف يشاء
أخطاء أولي العلم ومعرفةٍ تعدّ كبيرة
والعقاب ضعف ما يكال للضعفاء

فالضعف في التقدير ليس إلاّ جهلاً
والعلم بالتقاضي زاد إبليس استعلاء

إن أخطأت فقلت صدقاً لم أكن أعرف
نجوت بالكاد من نار ابتلاء بشرّ البلاء

وإن كذبت فأنت على علمٍ عصيت
فكنت بذاك زنديقاً لا لقيمةٍ لك من ولاء

فالولاء ليس من عبدٍ صالح لسيّده
بل هو ما لقيمة الخير من عبق الوفاء

والوفاء حقيقة ليس لغيرك أنت
فأنت من في كفه اجتمع شعاع الضياء

الأنانية السامية أن تستحوذ الخير لك كله
و ذاك بما وسعت لغيرك أسباب الرضاء

فإن أعلى قمم قيم الخير إيثاراً
يجعلك نافخاً منفوخاً وصوراً للجلاء


شعرة ماء الحياة
سُنّة التسيير نحو الخير تقليبٌ
لكمّ نون الكيف كافاً بين إصبعين

إصبعان وكمّ نونٍ يكونان ثالوثاً
يبلور الكيف تفرّداً بملتقى البحرين
بحرٌ محيطٌ أجاجٌ لا يحل شرابه
والملح ضرورةٌ لتذوّق الفرق في الطعمين

فلولاه ما استسيغ الماء الفرات رواءه
ولولاه ما برزت الحياة من مقرن ملتقى المائين


شعرة ماء الحياة في النبات ضعيفة
وهي في الزوجين بحر وشيجة الضدّين


من إلى الواحد

لتعرف كيف يعود الأمر كما ابتدأ
من قبل أن تُدار عجلة دائرة الزمان

حاول أن تجمع عدد خيوط الطيف
تمزجها لتخرج خالص جمع الألوان

ثمّ انبذ خليطك بعراءٍ تُجففه
لينبت منه وليدٌ خالٍ من أشجان

تجد الأمر يعود كما ابتدأ
من اثنين إلى واحد يدفعه اثنان



عهد الفترة الحاضرة {1 }

نحن في زمنٍ فيه دالت الدنيا بما وسعت
إلى فئة وجيهة من همباتة الدهماء

موازين الحق والعدل فيه اختلّت
فكيف لمستضعف يستجاب له رجاء

السفالة اعتلت بروجاً شاهقاتٍ
وأصبح الكذب سر تجارة الوجهاء

الظلمُ عاث بين النفوس فساداً
وانتهكت علناً محارم الضعفاء

قيم التعامل بين جمع العالمين مصالحٌ
و جمايل تعدو على ظهر متون البلاء

موازين الحقوق رأساً على عقب انقلبت
نُصبت شعاراتٌ بساحات دور الأغنياء

الفضيلة انزوت بأركانٍ مسردبة
في بيوتٍ عتيقة أصبحت غبراء

قد صار لا بدّ لك أن تجاري الركب
إن أردت فوزاً أو ابتغيت سبيلاً لعلياء

فلا لك اليوم من هذه الأهوال نجاة
إلا أن تكون حوتاً أو صخرة صمّاء

ولن يُسمع لك صوتاً إلا أن تكون طبّالاٍ
أو أن تكون مسخاً يحترف فنوناً للغناء

أو أن تكون للجوخ مسّاحاً بغير ترددٍ
تجيد هندسةً لأنفاق مجاري الرياء



عهد الفترة الحاضرة {2 }

تلك كانت بعض صورٍ عن الآفاق
تدور بك ومنك أوردت لها البيان

فليس ما و من حوليك غير حيثياتٍ
لما انطوى بك و فيك حاضراً وزمان

فإن كانت السفالة تكتنف كل ما ترى
فأنت تطالع في مرآتك شاهداً لكيان

و إن رأيت الحسن يقظاً وقد سرى
فأنت ذاك الحسن ما رأيت والإحسان

و إن همّك كيف السبيل للتصحيح
لمن وما من حوليك خاسر الميزان

فانظر إليك تجد بأنك من هو أولى
لإصلاحٍ لذات البين أولاً والآن

فيا من رأى ظلماً قد ألمّ به
بأن عليه تكالب فاجرُ الغيلان

أعلم بأن الفجور منك يُردّ إليك
وكما تدين غيرك أنت تدان

وأحسن الظن تهزم عصبة السوء
حوليك مسخٌ بارز الأسنان

فحسن الظن ثقة فيك أنك
في جناب جنانك خالص الوجدان

و أخلو إلى نفسك لو قيد لحظة
بينا أنت تعدو للعتامر عابراً حيران

تجد العوالم كلها جنانها وجحيمها
أبعاداً للوجد فيك والفقدان

و لو أنك قد رأيت بأن لا بأس
بحال حياةٍ مقيماً عليه أنت الآن

فذلك مكر السوء يحيط
و وسوسة السلب فيك والخسران
و إن لم تكن خائفاً على الدوام وجلاً
مما قد يكون بداخل القدر في النيران

فإنك في خطرٍ يتربّص خلف مكرٍ
مستتراً جداراً من سحابة الدخان

ونذكر مريم تلك المجدلية التي قيل عنها
إن كنت بلا خطيئة فلترمها بحجر ٍ صوان

فالعيب لا في الغير بل فيك كل العيب
أن جدلاً تدّعي اطمئناناً نطقاً باللسان

وما لم تكن قائماً على مقام سادسةٍ
فلا ترخي الرسن وهناً للحصان

قد قيل في هذا اصبر وصابر
ورابط لأجل أن تبلغ ميس الأمان

وليس للأمان ميساً محدداً بعينه
إنما هو الرضا يُتداول في سنا الإيقان

فإن ترضى لا يجد مكروهٌ إليك سبيلاً
من إنسٍ كان جاء أو مسّاً صائباً من جان

و ليس للرضاء حدّاً يكون بلوغه
بل هو برزخ البحرين بالمرج يلتقيان




حكمة الخطأ

آلة الحياة خط الخطيئة وقودٌ لها
يدفعها برفقٍ لتعبر جسر النشور

أوادم الأرض السابقين بالخطأ بها
عاثوا عليها فساداً والتحفوا الفجور

إن أنت على الأرض لم تخطيء
فأنت حجرٌ كما هو عبر الدهور

الصلاح والعصمة نتيجة خطأ
عنه في الحال رجوعٌ فور الشعور

هذه النفس غموض السرّ يكتنف الحياة
هي الغطاء والفتح المبين بها عليها يدور

الأنبياء والرسل الكرام عليها أهلوا بها
منها جاءوا وجبريل السلام عليه
ينفخ صور الصدور

منها انبثاقٌ كما ولد عيسى السلام عليه
و العَود الحميد ما كان بارح حرماً لدور

منها شعاع الضياء يمتدّ ومضة عينٍ
وهي الحور منها إليها تغدوا تروح النذور

منها إليها البشير كذاك الرسول النذير
بسور قرآنٍ تراتيل إنجيلٍ ولوح الزبور

السعيُ إليها والطواف سبعاً عليها
من أسود حَجَرٍ بحِجْرٍ شوطاً يدور

النفس والربّ شجرة نخلٍ وثمرة رطبٍ
تهتزّ تُساقط منها عليها أشهى التمور

النفس بحورٌ سبعٌ بها عليها وفيها تمور
ما بين قصور الجنان وظلمة حفر القبور

النفس الفرس جامحة عناد الغرور
وربّ يسوس هو منها مثابة البعد الجسور

وضعية فارس باسل ركب الخيول
كأنها باز طائر من جنس النسور


أضغاث عرفان

قطعاً وجزماً بلا شكّ
لست أنت نوناً غير هو

أفإن كففت عن التسبيح بحمده
تكون كأنك كاف هو

أم هل أنت قائم به
فلم تكن أنت بل كان النون هو

أمعرفة هذه أم أضغاث عرفانٍ
بأنك لست أنت غير هو

أفإن قلت أنت قد أنت وصلته
قائم على صلة وحاضرٌ أنك عند هو

فهل أنت صوت البرق نفخته
أم أنت لمع البرق قادراً كما يكون هو



سلام مشتاق

يا فال الخير الحاضر سلّم عليه
على المحبوب الحاضر وبلّغ شوقنا له

بلّغ تحياتنا وسلامنا والصلاة عليه
وابتهالاتنا من جوّاتنا موصولة له

يبلغ مقام محمود موسوم عليه
والكون يكون الدايرة والديوان له

يا ريت نكون عتبات ركاب
راكعين ساجدين يطانا يركب عليه

يا ريت نكون واقفين شهود
وقتاً يكون حاصل و متحكّر عليه

يكون عشانا زادنا و هنانا
توبنا وغطانا فرحنا وغنانا له

سوحنا وسواتنا أملنا ورجانا
فوق وقت التعافي معقود عليه

رجّاح جرّاح للجرح روّاح
روح ريحان دوام فوّاح مبحبح به

ح م محّاي حميم حمو الجحيم
رحراح نسيم برد وسلام منه له

بدر البدور ضياه نور داير يدور
عبر الدهور فاتحه وختام ممهوره له

شعور معبور جسور وسطور
كتاب مسطور فوق طور وصدور منه له

سراي ساهور إناث وذكور
روّاح وبكور رايحين جايين يمدحوا فيه

سليل الطهور نور الظهور
سلالة طهور طاهرة وطهورة له




جدار الطين

ما نفق الحوت وما مات إذ جفّ
وما الموت إلا فراق تراب الأوطان

وما نسبة الحوت من موسى السلام عليه
إلا كما كانت عصاه لمأرب التبيان

العصا والحوت وجبريل وموسى
السلام عليهم درجات عقل الإنسان

ولعلّ أن كلّ ما خطر بالبال ليس إلا
تلك الأسماء تعلمها آدم قبل الأزمان

و خلاف ما خطر لعجز البال أن يدركه
أُشير إليه بحرفٍ من نورٍ في سور القرآن

وما السور غير الأسوار والآيات جسوراً
جداراً ينقضّ يُقام على عجلٍ في توٍّ من آن

فيا أمّة الإنسان كفى طيشاً
فما النصر في الآفاق بل في لبّ القيعان

الدرّ المكنون و اللؤلؤ والمرجان
كرائم أخلاقٍ تحرسها أسراب الحيتان

وما الأديان ولا الرسل السلام عليهم
غير نسائم ظلٍ من شجر الغفران

جهد الإنسان الكدح ليلقى ربه
وليس الرب بفضاء الكون بهيم الأركان

المعرفة ليست بمجرّات أبعاد سنين الضوء
وليست في سراب الأفق بُعيد الزمكان

قد قال سيدنا أن نبحث عنها فينا
في أنفسنا تحت جدار الأطيان




دار الشفاء
وتوقف العطاء إذ رحلت الإبهام
تبحث عن نورٍ بين الأرض والسماء

فامتنعت السماء أن تنزل غيثاً
والأرض أخرجت أثقالاً نفثتها في الفضاء

ثم توارت النفساء حياءً خلف شجرة سدرٍ
زرعتها بوادي النور في واحة نخلٍ أيادي الأنبياء

وهرعت الأيام عجلا بالبراري في انزعاجٍ
فتسرّب الحوت إلى البيار وهناً عند خط الاستواء

وتبعثرت النجوم في فضاء الكون تكنسها جواري
قد أصبح الجمع فرقاً تفرّق يبحث عن ضياء

فيا من تسربل السربادوب فضفاضاً كن به
والزم الدار فما في الرحل رهن الدار فيه الشفاء




هل جاء الوقت

كيف لك لغيرك أن تغيير
وأنت في نفسك لم تبدأ التغيير

إذ ليس لك أن تنادي بغير فكٍّ
فكيف لك أن تغنّي وتبدأ التعبير

يعشش الخراب والبوم ينعق بالنواحي
فكيف لك أن تجد السبيل للتعمير

تستمع إلى المنادي ولا تحرّك ساكناً
فكيف يسمع الصمّ خواطر التفكير

كيف يُسمع لك إذ أنت تؤذن
والصوت منك لا يُشمّ منه عبير

وكيف لعابر أن يجد عندك من قرى
والباب على عتباته وقف الخفير

كيف لمن حولك أن يراك مثالاً
وأنت لا تكاد تحسن التصوير

يقولون بالتلميح أن الوقت آن
لمحمد الصلاة والسلام عليه
أن يخرج بالحقيقة ناطقاً عبر الأثير



رحمة الامتحان

ما بالك أنت اليوم منزعجٌ
وعليه فأنت تدّعي التوحيد
فما إن أنت تُبتلى ففي الحال يُرهقك الامتحان

إذاً فالمقيم أنت عليه الآن ظناً
والظن في الترحال قاطع رحمٍ
والموت ثالوث الثواني أصعب أوراق الامتحان

الظن عند العارفين سراباً بعقلة عاقل
يحسبه الجامحون علماً يقيناً
وما هو في الحقيقة غير المكر موضوع الامتحان

الظن توأم الخوف والمكر وليّهم
يعيثون على عقلة العقل فساداً
والشك والحيرة وقودٌ والنفس يزاوجها اثنان

ولربّ آلامٍ تكون دنان مدامة وكئوسها
يحسبها الوجل محنة وبلاءً
وإن هي إلا الرحمة تلتحف أوراق الامتحان

إن كان لك أن تعجل فخير البر عاجله
و الاستذكار في أينما ركنٍ وعند كل سانحة
لعل أن يكون من أسباب الفلاح بعد الامتحان


السبعين

وجاءت السبعين تتوّج الأقمار في وضح النهار
ولسبعة السبعين كان الجسد مشكاة
و الآن وشيك أن تنهار

وجاءت الرسل تبشّر قرب ازدهارٍ
بكشف ما كان مخفيّاً تحت الجدار

ويجيء الفيل صمداً لا يتردد
يحطم كل رمزٍ كان للغير شعار

وينتهي زخم الطواف عند سابعةٍ
ختام السعي بين البين والتدوار
يتربص الوجل بالأركان مرابطاً
وبالأعتاب الخوف واقفٌ حارس زنهار

لكلّ أجل من الآجال كتابٌ
ويهتزّ هذا الوعي عند اقتراب الركب
عند نخل سدرة الأنوار

ولا يتقبل الموت إلا من به ثقةً
بأن الموت بوابة الزمن لتعبر الأفكار

عندها تزول دوّامة دولة الفكر
وتُفتتح مدينة الشعور بطيّب الأذكار

عندها يبدأ يلحُّ يسأل موسى السلام عليه
الخضر السلام عليه عن تأويل معنى الاصطبار
الفرح كان يُزاوج الأحزان أربعة
شريعة الوقت ما كان قبل الافتكار

إذ عنده يئول الأمر لصاحب الشأن المعلاّ
بالحق اليقين يعادل كفّة كافّة الأبكار

تلك سنن الحياة تقلّبٌ في سباتٍ بليلٍ
وجلاد اجتراحٍ في جلوةٍ بنهار

فليس من شيم الحياة ثباتٌ
ولا للدور أبواباً مسكّرة العيار

أنا لا أهاب الموت
حتى ولو كنت في ذلك مُدّعٍ قيد الحوار

إنما أخشى بطانته العجز
وعللاً تهدّ الحيل تشلّ الابتكار

يكون العمر قد حان أرذله
والعياذ منه بقوة الواحد القهّار

و الدعاء أنّا لا نقاربه لا نجاوره
و لا خليلاً نرافقه في حرّة الأسفار

فإن جاء عنك يقطعنا
نسألك عوناً للخلاص منه والإنكار
فلا يحلّ بدارٍ لنا ولا للسبيل عابراً
يمرّ يزور أضرحة التطاول في العمار

من هو الحرام

الخير وجه {الله} مطلقاً
لكل قيمةٍ عزيزةٍ بموجبٍ للطالع

الشرّ ما تراه دونك سالباً
يُريك وجه الحسن في المنافع

فالحلال لا حدود لرؤية وجهه
هو القيد لجمال الكمال الواسع

وما الحرام إلا ما يعيق مضجع متعةٍ
يمكنك فيها أن ترى وجه العزيز النافع

كما أن الرحمة بالغفران وسعت
فما تركت جميع وكل وجه شافع
فليس الحرام غير ما يضرّ
فتق الشفع أن يتفرّد راكع

فإن كان الحلال وجه الخير
لكل حسن في المنابر جامع

يكون الحرام قفاً لصورةٍ
فيه جلال الضار المانع

وما انبثقت الأنوار من مكامنها
حيث كان ضوءاً بالمنازل قابع
إلا من أجل تمييزٍ بين أمرين
مقارنة المعادن أيّها نافع

النفس المرضيّة في عليائها
منها وفيها مفتاح أسرار الموانع

وفي أسفلها لا تأمر إلا بسوءٍ
وفي ذاك تهديد خواتيم المضاجع

فإن رأيت من جانبها بك تعلقاً
حتى وإن كان بشراشيب المواقع

فأعلم بأنك واقع في شرّ شِراكها
شِركاً لا تطهره سيول المدامع

وإن رأيت منها خضوع تذللٍ
وكأنها رفيقك في جنانك خاضع

فاحذر المكر في طلاقة وجهها
فالكيد صِنعتها والسمّ القاطع




أنت الدار والأنوار

في الأفق لاحت أنوار نيران ديارهم
إذ في الحال منك فاح نسيم العبير

النور أنت وأنت المشكاة والمصباح
والقدر فيك قضيته وكذلك التعبير

وليس في الخباء غيرك ساكن
فأنت القضاء والقدر والتقدير

أنت الدار الرحم والنار والأنوار
ومنك فيك إليك يُنسب التعمير



حماقة البعير

ليت أني في الدرجات الأحمق
أحمق من الأحمق من أحمق من بعير
فبجانب القدس المقدس ليس علماً
فإن كان لا يكون إلا عجزاً عن التصوير

تلك درجة إن بلغت أن تكون بعضها
كما جرت الكلمات عنها في التعبير

فقد تحقق لك أن تكون حادياً
لقوافل الظعن الحمر العصافير

عقدة الصليب

الإسراف داءكما لو أنك أمسكت الأرض بالوتد
فإن تنازعا عليك كان قيدك حبلاً من مسد

كذاك إن تركت الحبل بالسفين فما اعتمدت من جلد
عليك أقمت مأدبة العشاء الآخر بالوجد وما فُقد

أقامت كل امرأة على الباب صليباً
تحته جمعت كل فقد وجميع ما اتحد

وأوقدت بالأحشاء نار كيدٍ
عليها طبخت الشهد مكراً بالعدد

وجاء الرجل غاشيا لعشرة شرعٍ
لينجب زينة الدنيا البنت والولد
فأعرضت ناكرة عليه توازنه
وأرته الويل بما تحت الصليب انعقد



الخفاء الظاهر

أردت أن يكون ما غدوت عليه فطاماً
من دلال طفولة أُقيم له خلوة ومسيد

وما أشد مضاضة على النفس وعنتاً
أن يكون على صهوة فارساً صنديد

غير أنك مهما بلغت فحولة فأمامها
لست أنت إلا ذلك الطفل العنيد

ومهما ارتحلت بعدت تطلب رشداً
فغيرك لن تلاقي حاضراً ورشيد

فلماذا أنت تبتعد مهاجراً تهجر وطناً
وكل ما ترجوه بالدار عندك وافر ومديد

تلك أمثالٌ لحقيقة الأمر الظاهر
وتراه في الحق خافياً متستراً وبعيد



بين النوم والموت

النوم توأم الموت نوافذ الخفاء الاثنتين
منهم تطل على منابع الكاف والنونين

بالنونين ترى الضياء حقاً يقيناً
كما ترى الحق في النور بالعينين

يتعدد الحق وجوهاً بعدد الخلائق كلها
والوجه يقلّب الصفحات منه في وجهين
وما الأحلام في النوم غير الحق
تراه مقلوباً رأساً على عقبين

في الموت ترى الحقيقة يقيناً واحداً
وكنت تراه بالحياة وجهاً له نورين

فاقتل النفس ترى اليقين حقيقة
وتغدو ميتاً بالحياة يمشي على رجلين



لسان العصر نجّارٌ

عند ما فشلت النظّار في المؤامرة
قيل اشتكوا المأمور حالاً للإدارة

فلمن يا ترى لغير جناب{الله}
يُشتكى المأمور من كان بالأمارة

وقُدّم في الحال عرض الحال
عليه وقّع السمار ورُفع للإدارة

وفي ركن جارور مكتب المأمور
جلست العريضة مستتاره

في يوم التغابن تفارح الشاكون
يمرحون في طريقهم نحو الأمارة

ما طال الانتظار بعيداً فجاء حاجبٌ
أرسله الحكّام يجمع الخيوط بالأمارة

في ثقب إبرةٍ أمّارةٍ قُمعت الأطراف
وعقدت دوائر الدارات للإنارة

جلست عناصر التآمر قبالة الناطور
تفرك الأيادي منها في ارتفاعٍ من حرارة

تنتظر الحكم بالجزاء من مجلس القضاء
كلّفت به رئاسة الإدارة من مجلس الأمارة

وخرج الرئيس على مجلس القضاة
لساحة القضاء يلتحف مشلح الجسارة

فبهت من تآمر لرؤية المأمور رب الدار
رأساً لمجلس الحكّام إن جازت العبارة

ومن زمرة التآمر خرج من ينادي
يطلب السماح للخلاص من عوارة

وحكم الآمر المأمور أمراً لا يحابي
بين نفسين اثنتين حكماً بالإشارة

وجاء القرار مرتين بالعدل في الحق دورتين
سبقت به الأقدار في قضاء صاحب الأمارة

وقيل للشاكين فوزوا فلن يُعدّل الحديد
ولا يلين بأسه الشديد إلا بحرارة الأمارة

فانصرف السمّار عن تجمهر الغناء
والحفل ختمه المأمور منذراً مرارة

العسر لا يئول يسراً بلا ويل العناء
واليسر في الرحل منذ انهارت العمارة

القول الصريح هذا بالتصريح ولا نُكنّي
فالآمر المأمور نحن وليس ذلك استعارة

نحن المدّعي والمدّعى عليه نحن
وليس الربح في التجارة كما يُقال بالشطارة

أبو الفنون بعد الرقص كان النحت
في الخشب والجدار بحدة الحجارة
ولسان هذا العصر بدرجة الثالوث
فنانٌ في فنونٍ من تفاني يحترف النجارة



الهمزة أصل الحروف

سألتني من أيّ وطنٍ جئت
أنت يا من جئت رمزاً للفناء

فقلت لا تكون كذا صياغة السؤال
بل استفسارًا عن أيّ وطنٍ منك جاء

قالت فما معنى أن تُكتب الأرقام
بحساب قيمةٍ على حرف الهجاء

قلت لعل هذا ما أعجز سالف الفقهاء
وعنده توقفت رواحل الأفكار للعلماء

ملتقى الحروف بالأرقام مجمع البحرين
برزخٌ كالصرح قام بين الأرض والسماء

الحروف جسورٌ للمعاني إلى الظهور
والأرقام عقولٌ قيّدت ما توارى بالخفاء

على مدارٍ دائرٍ كنبض القلب تردداً
على مدار لحظاتٍ يكون كشفٌ للغطاء
فإن أردت أن تقيم حساباً لقيمةٍ
فلا تُراعي بعينين بل انظر بقطرةٍ من ماء

الماء أصل الحياة في فقده الممات
ومنه برزت الحيوات والكمُّ للأشياء

الأرقام حُمُرٌ وحشية في البحر والخلاء
لترويضها جُعلت لها الأبجدية وعاء

حسانٌ ثمانٍ جمعن أحسن الحسن
على الرؤوس عروشاً من الأسماء
فإن أردت أن تكون خليفة أرضك
فعليك بشفرة الأسماء في صبر وعناء

وإن أردت رؤية ربّ الدار فيك
فالأرقام براقعها حروفٌ من هجاء

ولن تطالع وجهاً منه إلا بذلةٍ
وعبادة العارفين تذللاً و بكاء

هذه حُجُبٌ ثلاثةٌ ثلاث ظُلُماتٍ
و أسوارٌ ثمانيةٌ وسبع بقرات من الأهواء

فإن أردت كشف ما استتر خلف نقابها
فليس غير الحب مفتاحاً لدائرة الصفاء

ولقد قُذفتُ على عيني بعودٍ خشبة
فما تألّمت إلا بعد أن صمتت الضوضاء

قلت عجباً لهذا فقال عاطف ابني
تشتت العقل انتباهاً يشتت الإصغاء
متّسخ الثياب وروائحٌ كريهةٌ والعفن
قد قام عليها كل ما تفتّق من نماء

فلا تُعاير أخاك لو رأيت فيه وساخة
فلرب ما هو النظيف وأنت مكبّاً للغثاء

لماذا أسهبت هذه الهمزة تعبيراً
شرحاً لعلومٍ وفنونٍ وكمٍّ من ثراء
ألانها أصل الحروف كانت نقطة
وتفجّرت عنها اثنتا عشرة عين ماء

أما الأرقام فأصلها ومآلها الصفر
عنه انداحت سلباً وإيجاباً بلا سماء

الفؤاد مسرح الميزان ندوة الجدال
بين الحروف والأرقام نقطة اللقاء

وأصل العلوم حسابُ كمٍّ شفرة الكيف
على جناحين اثنين هبط العيان من العماء

في معادلات القيم الرقم المجهول قيمته
يستعاض عنه حرفاً من أبجد الهجاء

فلكل رقمٍ حرف هجاءٍ تستّر خلفه
ولأم الكتاب كانت حروف الهجاء وجاء

فقدّم الشراب لكل من هو حاضر
من الأقاصي برّاً وبحراً أو بالجو جاء

وافتح كتاب الآن للجمع يقرأه
فكلهم الآن على لسانٍ واحدٍ قرّاء

وأذّن فيهم للصلاة فجراً كل وقتٍ
لا يتأخر منهم أحدٌ سمع أو ما سمع النداء

اجمع الصفّ طابور أفئدة تتفاوت
وجمع جميع القلوب على نفس الرداء

وأوي إلى المضاجع بالمضارب آمناً
فأنت يقظاً كنت أو في المنام سواء



الفرق بين البينين

الفرق بين الحب والمحبة
كالفرق بين الشمس والقمر

كالفرق بين السماء والأرض
بين بينين ثراء كان أو فقر

بين رجل وامرأة شرعاً تزوجا
في بيت شعرٍ أو بيتاً من شعر

يتحاوران بين مقامها وحال فراره
يسبقها فتقدّ القميص من دبر

الفكر براقه خيالٌ لا حدود توقفه
في صحة خيرٍ أو اعتلال ٍ في بشر

فاعتلي الريح لمركز الإيقان
واصرف الظن عنك والأوهام للقبر


عندما تسيّد الكذب

نظرت حولي وفيما بين بيني
استنطق الصفحات أوزان الغناء

فوجدت أني بما به أغنّي
لا فرق بيني و واحدٍ من الدهماء

الدعاة إلى الفضيلة في الحمى كُثرٌ
وأكثر منهم هناك طابور الأدعياء

فهل أنت منهم رأس رمحٍ
أم أنت في الطابور سيد الزعماء
وا أسفي لمجتمعٍ سيّد الكذب فيه
وكالأنفاس يجري في العروق مع الدماء

فأنت ترى الوجيه على العرضين جهامةً
عنده الكذب من طبائع عادة الأشياء

يحلف أغلظ الإيمان لا يحرّك ساكناً
ولا العين منه ربما تطرف استحياء

فهل قد وصل بنا القطار نقطة لا عودةٍ
أم مازال الأمل معقوداً في ثريات الضياء

الفرق بين عامل وخامل توقف العقل تحيّراً
بزعمه أنه في ذاته قد حقق درجة اكتفاء

لم يعد بين كثيرٍ من العالمين هاجس حيرة
في النفوس يعتمل ولا بعض نتفٍ من حياء

وتعترض ذاك مغامراً يُقال لك ها ها
ألجوا جوّا و البرا برّا قد قُفل باب الاستياء




عندما تزوّج الحين حيثاً

وأخيراً تمكن أن بأم عينيه يرى
أن قد صارت النار بين اليدين نوراً لما جنى

وكان عليه أن في النار يكون صورا
والنفخ في النار هيّج حرها حتى لظى

هذا منتج كان في الأصل ناراً حيث التقى
النار اسم النور والنور صفة لها منذ ابتدأ

البرد اسم الرضاء وهو صفة له حين انتهى
وقد أحببت أن أريكها فاذكر إلهك قيد النوى

حيث صاح الديك بالآفاق مؤذناً
كان الحين مكان السلام عليهم الخضر موسى التقى

الحين كان قد تزوّج حيثاً
حين توقف اللعب والجد ابتدأ

أربعة عشر بدراً توالت دورة وجدٍ
ودور جديد على سبع بدا

ديّارٌ يدور بالدار دوائر قربٍ
وبعد القرب لا بدّ يكون النوى

نواة وجودٍ صِرافة حبٍّ
والصراف عليها جواد أصيل العرى



الحب والجمال نبع الحياة

الحب انفعال إبداعٍ
تأمين أمان حياةٍ بديع التكوّر

وتبدأ تُعمّر دخيلة نفسٍ
تُشعّ جمالاً يفوق التصوّر

تُشقّ الأرض قبوراً
تُخاط بالطين لحوداً أركان التحرر

حياة وجودٍ ثريٍّ
يدور دوائر لولب ما أن تثلّج حالاً يُفوّر



فلْتَتَرُك التَرْكَ

هل أردت أن تعبر العتمور بأهلك
دون الوقوف لتحقيق العساكر

أم ظننت أنك بأهلك في سياحة
ولن تدفع كامل القيمة للتذاكر

تلك كانت رؤية صحوت عنها وجلاً
بعد إنذارٍ بالسجن لمن كان ناكر
ورُوِّح اليراعُ تذكرةًإلى شراعٍ
فعلمت بالمطلوب قيداً لكل ذاكر

بالتأويل حافلة تروح إلى سفينة
وتذكرة الركوب تروح لأشرعة الدواسر

ويعنيك ذاك فلن تبارح بغير شرعٍ
وتلك تذكرة لابد منها كي تسافر

فاترك الترك وأقبل لعلّك تعبر
ولا يحول دونك سورٌ أو معابر

تأويل ترك الترك أن تتشرّع
والسلام عليهم
الخضر لا يلقاه موسى دون طرحٍ للعواكر

واجتمع بأهلك حولك لا تُفرّط
والفضيحة والسترة متباريات لعلك فاكر

الفكر وقوده الإيقاع شرعاً
والعود يفوح بالحرق على المباخر

رياض الحسن لا يرتادها بالقطع وحشٌ
دون ترويضٍ وقصفٍ للأظافر

أصبر نفسك معك تيقناً واصطبر على شطحاتها
فالفقر حال تعبّدٍ في الحال تعقبه الشواكر

الحياة قامت منذ ابتدأت على سؤالٍ
من وما لماذا وكيف والجواب وُضع على الحوافر

فاصبر الصبر الجميل مقيماً عليها
واستعن بها فهي الصواع والرحل والجواكر

ولا تقسو عليك عنتاً لإرضائها
فهي من ترضاك وهي كنزٌ من جواهر
فلا يغرنّك ما تراه منها تعدّياً
فليس ما تلقاه منها غير مسخرة المظاهر

هي المحبوب من تحب أولاً وأخيراً
هي من منها قدمت وهي من إليها تُسافر

فانتبه إليها واشكِر لها محاسنها
تجدها طوع البنان لمحك أو فكراً تخاطر

أنت هاءها منها إليها والقلم أنت لنونها
أنت ببحر كيانها السفن و الربان المغامر

فكن كما وكيف نمت الحياة بمائها
نبع أمواه أعجز المواسير وكل التناكر



كفن الضياء

أنجر قُطّاعاً من خشبٍ أمزج بالغراء أتربة الألوان
أرسم الإيحاء لوحات فوق صفحات الألواح

أصنع تحفاً على وجهٍ خبط عشواء كما يحلو لها
تلوح به نسماتٌ مبدعاتٌ من لطيفات الرياح

مابين شاكوشٍ وكماشة يستعلي نجارٌ
وفنانٌ كاتب بين فرشاة وقلم يدفعه الإلحاح

وتشهد لي الأسحار حرّ نار صبابتي
وكم بالحبر رحت أتداوى من ألم الجراح

أتعلّق خيطاً أراه من نورٍ بين الأنحاء يتزاوغ
والمشكاة هي المشكاة وكذا هو المصباح

فالأمل ماانفك يراودني عن ليلةٍ موعودةٍ
أشهد فيها موتي ويتم على الهام الإصلاح

فأخرج عن قبري في كفنٍ من ضياءٍ
وتقام بأرجاء خلواتي جلوات الأفراح

وتحتفل بساحة مولدي الأجرام والأنواء
والإيقاع على أنوارٍ ثمانيةٍ من حملة الإصحاح




مما وراء حاجز النوم

فإننا إن تقدم المأذون
نوقد له ناراً في جنة الرضوان

ربما يأتيك فجراً
يراود النفس عن نفسٍ يطلب السلطان




بداية النهاية نهاية البداية

لا في الديار ولا فيما يجاورها
يكون على النفس سلطان الظن الجبار

وليس في أم الكتاب غير الحق يقيناً
أبلجاً شهاباً قبساً لا يحجبه دخان النار

ولقد ضاقت الأرض على الناس بما رحبت
فاستأسد الظن على بروج الازدهار

وتوقف زحف العمار الحثيث أفقاً
واتجه إلى الرأس سهم هندسة الانتشار

ختام شهر النور يتجه إلى ساحة الإشهار
وغطاء الرأس منه بداية نهاية الأعمار
ولعل أن في ذلك الأمر المريب إشارة
لنهاية بداية الحفاة العراة يتسابقون في الإعمار



وكذلك يفعلون

شأن الملوك كما تنزّل في الذكر الحكيم كذلك يفعلون
أدخل إلى النفس تملك نواصيها و الأهل وما يدّعون

أعمد إلى الغافلات أفسد عليها الحرث وما يزرعون
وبالذل طوّع شواكمها إلا فعلت عليك أنت ينقلبون

و إن ملكت فانصرف عن بطانتها فأنهم بك يتربصون
وباشر الأمر كفاحاً ومن أفسد الملوك غير المداهنون

و لقد جاءنا المصطفى الصلاة والسلام عليه بأم الفنون
أعدى أعدائك نفسك بين جنبيك أقيمت بين قلم ونون

فاقتل النفس ينهار الجدار فالكنز النفيس هناك مدفون
و المراد أنك أنت الحبيب النفيس وكل الكون فيك مكنون

تجيء نفاسة النفس من أخطائها والغفران بالاستغفار مرهون
وقد ترى أن ذاك تحصيلاً لحاصلٍ غير أن في ذلك سرٌّ كمون

إن أردت رؤية وجه تبرقع نقاباً فقيامٌ بليل يهدّ الحصون
وإفشاء السلام سلالم تقودك رأساً لحي أمان يقين السكون




أعمدة الحياة الثلاثة

للوقت لدى التدقيق في الأغوار معنى
يفيد تحديد موقعة البدر عند التمام

السنة والشهر إلى يومٍ إلى ساعة إلى لحظة
تدقّ حتى تكاد تخرج عن قيد الكلام

الزمن المحسوب باللحظات بوابة الدهر
يغدو يروح منها إليها وهو ميزان الاحتكام

مواطئ قدم الاعتناء بسنن الأنام
تنزيلاً من الإطلاق إلى ركن الاعتصام

أما الدهر المذكور أعلاه فالخوض فيه تنقيب ٌ
بمعاول الأنوار في سرّ قدس أقداس الغمام

رأس جسر القبول يقوم على ثلاث كلماتٍ
بهم يحيا عفن موات الرميم من العظام

ثالوث كلماتٍ من الريحان يُستفتح بهن
قيدت الهوى ويقوم عليها الاختصام

تلك هي من شواهد العروة الوثقى
أوثقت أعمدة الحياة على المحبة والوئام

فإن كنت حقاً يقيناً ترغب في ودادٍ
فلا تخرج بنفسك عن طوابير الزحام

وإن رأيت أنك المحقق ربك واصلاً
فذلك أنت وكل فرد يرغب في الفطام

إن أردت أن تكون في الدنيا وجيهاً
تسكن في قصور مرمرٍ أو من رخام

فأنت حينذاك على التحقيق شحّاذٌ
تقف عند أبواب بيوتٍ ساكنوها من لئام

وإن طلبت أن تعيش وتحشر مسكيناً
فذاك الحسن فيما يؤمل العارفون مُرام

فتكون بذاك أنت الغنيّ عند أبواب الرضاء
و تلك مرتبة لا يطال مربطها غير أسيادٍ كرام

واصفح الصفح الجميل وعش بكماله
مع من عليك صبّ جاماً من خصام

فتصبح رمزا شاهدا ًللوجاهة في جمالٍ
وسماوات الفكر مهما ادّكرت ليس لها زمام




الإمام المبعوث حيّاً
صاحب الثراء عنده تتكون
نزعة الإجرام على الأجرام احتكام

والفقير بطبيعة الحال لا يناكف
يميل في الحال على الحال إلى غلام

النفس على الحالين قام استواؤها
في الصحو قامت أو استكانت بالمنام

تقيّةٌ فاجرة أو كانت فاجرة تقيّة
تتقلّب بين إصبعين على الدوام

طريق الثراء إلى الغنى طويل
غير مضمون الوصول إلى مقام

أما الفقير فعبر ليلة يمكن تمام صلاحه
فبطبيعة الحال بالجبلّة عنده استسلام

لذلك طلب الرشيد ألا يكون مليكاً
بل المسكين عبداً صفة النبيّ الإمام

فإن أردت أن تكون في العالمين ملاكاً
فاعتمد الفقر راحلة تسير بلا زمام

واطلب من ربّك الحياة مسكيناً
مع المساكين تحشر يوم الزحام

تتجنّب بذاك كثير أهوال السؤال
وكالبرق مع المخلَصين تعبر للمقام

إن كان أن يُبعث رجلُ الآن حياً
ليكون للعالمين مصلحاً وإمام

فالنبيّ محمد البشير المبشر هو صاحب
المقام محموداً عليه الصلاة والسلام



ما أنت غير ما تقوم عليه

نورٌ وصفه الإنجاز دائرة
وفي الصباح يُقال كان البرج دوّار

تصبب العود عرقاً نديّاً حين كلمني
وما الكلام غير نداء العود من على الأدوار

تتابع الكلمات إثر ورود أولاها
فتكوِّّن الأدوار عقداً درًّ من الأنوار

تدافع الأنوار جبلة مبتدأ الظهور
ولا غيرية في غيرة النور من ضياءٍ نوّار

فإن كنت تقوم على نورٍ فما أنت غيره
الأنوار بعضها من بعضٍ كحال بحرٍ من الأنهار

كلما تقدم كان وحياً من وراء حائط ظلمةٍ
واحدة من ثلاث ظلماتٍ أثافي تقدر الأخيار

وما الجدار والظلمات والأنوار غيرك أنت
وما يدور في الآفاق حولك غير انعكاسك بالنهار

فلا تتأرجح تتساءل فأنت تعرف دائرة السؤال
وإن كان الكل منك وفيك فالجواب أنت وأنت الجدار

فإن كنت أنت جواباً فكذلك أنت السؤال
فأنت كلاّ لا يتفرّق ليس كمثلك في العالمين قرار

فإنك أنت أصل الماء والنبع منك رقراقٌ
فهُدّ جدار الوهم فيك يشعّ الجوهر ضوء النهار

أم الكتاب كلامٌ مكتومٌ بطيّات الصدور
يصدر عنه الذكر والفكر ظلماتٌ وأنوار

ليكون تحت أقدام الشهود كما فوق الرؤوس
سماوات سبع وأرضين والماء خُلق ليطفئ النار

مفك يدُقُّ وآخر يُدقُّ عليه يلفُّ مسمار القوافي
تراها جوارك شابة فخذ الخيط ووثّق الأفكار

البداية كالنهاية تشبهها ولا تشبهها
كالارتباط بالخاتم وفي الختمة خاتمة المشوار


الروح توأم الحياة

آخر الأيام أنفقها لأجل عودة الروح للجسد
والمدّ بلغ ذروته عند ما لا يكون الوالد إتولد

لم يلد ولم يولد مقامان ثالثٌ خاتمٌ ورابعٌ وتد
من عنده العدّ تنازلاً نحو حياة عمرة الجسد

الروح توأم الحياة جاء بعدها ببروز العقل للجلد
وهو الزوج شرعاً شريعةً موزونةً بحسابٍ وعدد

عندما تُعاير الحياة الروح تقصيراً فذلك نقض ميثاق الأحد
عندها تكفّ الروح تسبيحاً لعقدٍ ما والدٍ ولم يكن ولد


شركاء وشراك

هاجم الرجال رموز العدا وجهاً
وبدلائل الغفران هاجمت زلاتي

من على الأركان فوق مهدي بالصولجان
هاجمت الشاطحات الغافلات عاداتي
هاجمت الجلائل وجميع الجميلات
ممن كنّ كامنات تحت جدار واجهاتي

هاجمت بالجلال وبالجمال حشوداً
من البهوات كانوا وكنّ رؤوس ساداتي

هاجمت الساكنات قصوراً كنت مبناها
وكنت فحواها واللبن بعضاً من حكاياتي

المالكات المستحكمات في بطش يدي
في سيري على الدرجات في توجيه نظراتي

أنصاع كنت لهن كأنهن من بعد الخليلات
كن العشر المقيمات شرعاً كنّ زوجاتي

تُملي النصيحات ربات الخدور علي ما أكتب
علمت الآن أنهن شركاء شكري وشراك هناتي

ولقد تركت التسبيح كما أشرت لذلك
بترك الترك سابقاً في بعض أمهات أبياتي

وما زلت أجد الرواحل تحتي تئن من ثِقلٍ
بيدي أنشأته فكان حجر عثر خطواتي

فضيلة التصريح هذا تريّح عابثاً
لكنها عند السؤال لا تغني هاماتي

حتى أنت يا بروتس قلتها لأقربهن وشيجة
ويفرغ الصهريج فأعود إلى قبل ما كانت بناياتي

أحتال على الحبال حتى أحل وثاقها
فتفشي لي أين كانت نخر عظام ادعاءاتي

وجاءت حليلتي أطفأت الشموع بها
كنت أتحسس جاهداً درب مخطوط كلماتي

وتواصل الأيام تحليقاً بأجنحة اشتياقٍ
لملاقاة كون أحلامٍ بعد أن تعبر بحر ظلماتي





تتمنّع وهي راغبة

ما كنت أعلم أنها من سم الخياط
أكثر ضيقاً والجميع منها يعبرون

ولولا ضيقها ما تميّزت ممالك أربابها
وهم على الفناء فيها يشجَرون

ما تفرّقت بها فرقٌ ضاقت بها ذرعاً
إلا وهم من بعد حينٍ إليها يرجعون

فما أقرب منها الفناء قبراً على لحدٍ
وما أبعد عنها مبتغى العبّاد العارفون

ما أضيقها على من بها متعلقاً
وما أوسعها لمن هم عنها يعزفون

فيا ويل من كانت الدنيا أكبر همٍّ له
تصيّره عبداً لخدمتها وبحبها مفتون

المال والبنون زينتها بهم أنت سيّدها
علاقة أشبه ما تكون نار على كانون

فحوّل المال إلى البنين وأطلق العقال عن يدك
في الحال تدرك خريطة السير منطبعاً على القانون

قلل منها حاجتك تحجّ إليك في الحال راجلة
تطوف حولك تفضي إليك سرها المكنون

فإنها كالنفس نفسٌ على الأنفاس مولدها
تتمنّع وهي راغبة و{لله} فيما خلق شئون

النفس ما فيك بالأنفاس أنت من تُنمّرها
والمروض أنت وأنت حارس أقبية السجون

ولا لك إلا شكم شوكتها
فتكون لك طوع الأمر الظاهر والكمون




مآل الحق إلى الحقيقة

يأتي الزمان كان مبتدأٌ ويمضي كالخبر
إعادة عرضٍ للصور في حركة الأحياء

عهود ومدنٌ تدوم لا تلبث تدول
إلى قبرٍ يضمّ هياكل دور الفناء

ملك الجن والجاه وسلطان لا ينبغي لأحدٍ غيره
دولة دامت فدالت كما ورد بالكتاب وجاء

تلك كانت دولة نعيش هذا الآن على سمتها
يُعاد العرض لما كان فيها يدور بالأرجاء

يروح الجن بالتأويل إلى فكرٍ ثاقبٍ
والسلطان إلى سطوة العلم في النماء

كما بدأت العهود تُعاد كما الكيف ابتدأ
هذا وعدٌ حقٌ تحققه على الأرض السماء

إن كان المصباح فيك منيراً فلا تطفئه
برغبة الشهوة لتحقيق مقام استحواذ الصفاء

و إن عمّ بالأرجاء نورٌ فالأمر حلّ
و آن يُحقق على الأرض كما بالسماء

محمدٌ الصلاة والسلام عليه هو المستشار
على الأفعال والصفات و مثل ما كانت الأسماء

به على الأديم تُحقق جنة الأرض
يأتي بها من الآفاق على حبل الرجاء

وعند التمام تتحول المواد إلى علومٍ
فالجسد يصير عقلاً والرحم لروح الجلاء

ما عادت الأرحام ما بيني وبيني
بل شملت كل ما بالكون سواء

وجاوزت المسيرة لحم الطير إلى التين
والزيتون ورطب النخل ثمراً فيه شفاء

والأخوة صارت أقرب ما تكون حقيقة
والزواج على الحقيقة شرعاً صار البناء


ركام سراب الأحداق

بين رفّ ورفّ من متعدد أرففٍ
والرفوف كثيرة أضعت يوم ميلادي

وضعت يدي فوق اللحد من قبري
أتحسس نداء الحشر يوم إسعادي
خرجت على وجهي أهيم في الفلوات
مرتدياً كفناً صنعته ادعاءات آلات أحقادي

وشددت بالقوس وتراً قذفت به
السهم موسوماً إلى مجهول أبعادي

هل أصبحت زخارف الكلمات خرابيتاً
أم أن الكنه عن قصدٍ أراد عنه إبعادي

ما عدتُ أميّز مطمئنة الأعماق
تراود الأحلام عند أبواب أنفاقي

أكتب وأكتب ثمّ أكتب العديد من كتبٍ
ولا زالت الكلمات تزدحم عند أعتابي

فإلى متى أكتب ولا حياة لمن له أكتب
والفؤاد عتيقاً صار الصور من أعتاقي

فلم أرى بعدُ بعد كل الذي أكتب
غير ركاماً في سرابٍ بين أحداقي

ولا أشاهد صوت الرجع من الصدى
لنداءات جيشان خواطر أركان أعماقي

هل أنا أكتب تاريخ أحوالٍ
تُدرّج انبعاث السر من أبواقي

أم أن ما أكتب أريد به صلاحاً
لخرابيت شتات أشتات آفاقي




تسليم المفتاح

ليس ما يراودني ما زرع في هضبة التفاح
إنما أخشى الويل مما في شقلة التمساح

العود تحرقه تستخلص طيبه الفوّاح
والجسد ترهقه حتى يبدأ الديك الصياح

وليس الأشرعة ما تسيّر مركب الإفصاح
إنما بالريح تبلغ أبعد مما بموجة الإيضاح

لا يضاهي الموت حيّاً تحت أضرحة الكفاح
إلا أن تحيى ميّتاً تسير بين أعلام ألوية النصاح

فلا تركب بسطة الريح إلى الآفاق جناح
بل اجنح إلى السلم وسلّم لرب بيتك المفتاح

تتعاقب الأجساد رواحل ودناناً لحفظ الراح
تتعتّق الروح تزداد صبابة مع الإصباح

فانهدّ يا تين السد وأخلد فرجاً جمّاح
واثبت بالكتاب زيتوناً على مشكاة المصباح


الشكل والموضوع

تتضاجع الآلام خيالاً جامحاً
فيتواضع الشكل مقاماً للمضمون

هكذا برزت الحياة شكلاً لموضوعٍ
عصفت به أعاصير زلازل المكنون

أول التعبير حين ابتدأ الأجلُ يُنعت حبّاً
والمحبة كانت أول الأشكال في الطاحون

الميلاد الأول جاء بعد الويل من عسرٍ
وسال الدم المسفوح و الأوادم يمرحون

وشهد لدى الباب شاهدٌ من أهلها
فالقميص من الدبر مقدوداً كالعيون

ثم دنت فاعترفت بمجهول جُلّ ذنوبها
وحصحص الحق واعتلت الحقيقة فوق المتون

آلام المخاض النفخ في صور مثقلةٍ
والميلاد انقسام المقسوم على الصحون

وترعرعت النفوس تسير في كبدٍ
زوجت فحشرت كطرفة لحظ العيون
الوحي عناق الجلال جمالاً
في لحظة وجدٍ تُبثّ فيها الفنون

ويبلغ الإرسال بالغدو أقصى مداه
ثم يروح راجعاً بشكل الكمّ الكمون

أن تصبر تثابر خيراً تنال المرام به
آلة حق الحياة يهُدُّ في الحال الحصون

تلك أمثال مضارب الخيل صافنات الجياد
والفكر آلة الحرب ضد أصناف الجنون

السكر صرفاً يجلي سراً
كان مكنوناً خلف تعبير الشئون

والمزج بناء أشكالٍ وتشكيل أبنية
قامت عليها شئون الحياة عبر القرون


جواب السؤال

علاقات أشتات النفوس ببحر الحياة
كمدّ وجزر ظروف بناء قيود الحوار

كسر الخواطر داءٌ وباءٌ عضالٌ
يقطّع الرحم حطباً يئول رماداً لنار

سئلت لماذا قطعت خلال الحبال
وأنت الولي محسوبٌ رشيداً منار

فقلت وهل أنا إلا شقيّاً جوّالاً
أتحسس درب الثبات خلال الديار


الجروح طريق الرواح

ويضيق الصدر إذ بلغتَ سادسة
في كفاحٍ وكدحٍ على طريق الرَوْح

فرفرةُ مقتولٍ يصارع لأجل الخروج
نقيّاً من إسار سوار أسوار الروح

تداول الأيام ليلاً نهاراً بين الناس
على أديم البسط لا بدّ فيه جروح

والجروح قصاص في مقام نماء الحياة
معراج التداوي ترياق الشفاء للمجروح

إن أردت على مقام أولي الألباب تسمو
وأطيب الطيب من ثنايا الخلال يفوح

فابني عرشك في الحياة على كفافٍ
ولا تمزج الصرف غيّاً وارض بالمسموح
الكفاف في دنياك مراتبٌ في السير ديناً
والأمر فيها بناءٌ يقوم على الدين النصوح

والنصيحة دينٌ فانصح أخاك صفحاً
وانتصح تكن لا مثيل لك أنت الصبوح


الخاتمة

وتدور دوائر دواليب آلة القطع
تجزّ العشب جزّاً لا يعطلها نداء

كما الأفلاك والفلك تدور بلا توقف
على الهواء تحكي ما تقرر في القضاء

وعلى الأرض يتم تشكيل أنسجةٍ
بقدور أربابٍ كما تقدر في السماء

فما أنا ولا أنت غير حكاياتٍ
تسردها جدةٌ على صفحة الماء

وإن بكينا أو عمّت الأفراح ديارنا
فما نحن إلا مصيراً تقديره الفناء

فإن كان الأمر فينا كذلك وهو حقٌ
فلم لا نكفّ عن التذمر ونحاول استرخاء
نحاول هذه تعني الأخذ بالأسباب
مما يليك تراه بلا تكدر أو عناء

فإنك مهما بلغت في النابهين حصافة
لا يحل بعتبات دارك غير ما سبق وجاء

أقول هذا القول كأن من تحدث عارفاً
ببواطن الصرح تأويلاً من الأسماء

فإذا وُخزت بقشة تظاهرت الخواطر تشجب
وتشنّجت الأعصاب والعروق امتلأت دماء

وتلك رسلٌ تريك أن الأمر ليس بالكلمات
تنثرها تنظمها تنمّقها تبثها حيّاً على الهواء

وإنما الحق الخليق أن تتجنّب المقت
فتفعل ما تقول بلا مواراة أو استحياء

الفرَقات تُقطع بالصبر عند الجهد مثابرا
ولا يُسدّد غير موهوبٍ أو الموفّقُ كسباً بلا اشتهاء

فمقامك المقرر أنت لابد بالغ نواصيه
ما ازدلفت أم ما رميت جمراً في الفضاء

وحريّ بك تردد حيرةٍ وأن تشكّ
طالما أنت مقيماً تحت ظلال ظنونٍ جفاء

فكفّ في الحال فكرك عن كلّ تطاولٍ
فالكيد علم أسماءٍ فات معناه مجمع العلماء

وطابق الكلام فيك ومنك عملاً
فالقول والفعل عند رب العالمين سواء

أو استأجر لك بيتاً من تلامذةٍ
يكون عنواناً لك فيه للعالمين وفاء




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جمع الجمع واحد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة :: المنتدى الادبى-
انتقل الى: