منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المهاجر منه إليه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف هاشم محمد نجم

يوسف هاشم محمد نجم


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 22/08/2011

المهاجر منه إليه Empty
مُساهمةموضوع: المهاجر منه إليه   المهاجر منه إليه Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 10:50 pm

لســــان العصــــر
{وَمَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر
لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم

المهاجر منه إليه

تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:- يوسف هاشم محمد نجم .
نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة { تأليف } أو
{ المؤلف }. ولقد قصدنا بإيراد كلمة { تقديم } بدلاً عن كلمة{تأليف} أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو {الله} وما نحن إلاّ أداة تقديم إلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول والآخر :

{الله}

خالق كل شيء وهو الواحد القهّار .


ماذا نعني بتجمع العصر
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر

سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]

المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم


الأعضاء:-

هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.

المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.

المركز الرئيسي:

يُشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك فوق البعد الرابع من على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.


الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.


شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]

آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]


{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله
ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله
ثمّ استقاموا
تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا
و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
[9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع
ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء
سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي
ومقبل الأيّام رجعٌ للصّدى


إهداء هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يا أيّها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }
[6 الانشقاق]
صدق{ الله} العظيم
إلى الكادحين السالكين سبل الرجعى إلى {الله}
وهم لا يعلمون.
إلى العالمين السالكين الداعين إلى {الله} على بصيرة
وهم لا يوقنون.
إلى الموقنين الذين عرّس ركبهم
دونكم عين اليقين.
إلى الذين عاينوا عندما رأوا لمع البروق
ألا فدونكم حق اليقين.
وإلى الذين حققوا وتحققوا تذكروا أنه:
{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
[11 الشورى]

إلى الأقلام التي نضب مدادها فرفعت وما عادت أعلام
إلى كل نون تائهة حائرة تتلوى بين تصنيف الأقلام
وإلى كل صحيفة بيضاء لم تسوّدها خطرات الأرقام
إلى كل قافية نُصبت علماً على جدار الأحلام
وإلى كل نقطة سالت تشكل حرفاً يحكي تصريف الأيام
إلى كل نفس هائمة في ملكوت الأنعام
وإلى كل عقل حائر يهيم فوق تضاريس الإلهام
وإلى كل قلب متقلب بين نفس هائمة وعقل تكبّله قيود الأوهام

مال الهوى

مال الهوى فتبدّى اللهيب كأنه نور
وانهارت الأجراف بنا
فسقطنا لأغوار هاويات الزور
وليست خيالات وهم وإنما تجارب ذوق وثبور
وهناك عندما مال بنا الهوى
وزاغت الأبصار عن عذر الجوى
زرفت العيون دما
والقلوب تحجّرت فحجب عنها النور
وتصدّعت هاماتنا فطأطأ الرأس خزياً
وتمنينا أن لو شُقت الأرض في الحال قبور
فليت شعري أين نحن من تيه الصّدى
وهل يعود المدّ وقد جُرفت سفننا
بعيد أن صار البحر جذور
مال الهوى
فاشتعلت مراجل اللوم لهيباً
وتوارت النفوس حياءً
وتقلب الفكر في الوهاد عليلا
ينادي يقول هل من مجير
وتغيّظ النهار فصار النسيم سموماً
والليل بكى حظاً عسير
البيوت دُخلن من ظهرهن
والأرض زُرعت شوكاً والدور ملئت جور
ألا يا سائق الأظعان
هلاّ عرّجت بنا نحو الديار
إلى مقام سلمى
نبثّها شوقاً ونستبدل السموم عبير
نحن قوم نحسن الظنّ
ومن قاع غيظ النار
نأمل أن نعانق حور
نحن شُعث نحن غُبر قد خبرنا المهالك دهرا
نستجيب حالا لداعي النور
مال الهوى
وما مال بنا الهوى إلاّ بعد أن
علماً ظننا
وازدانت النفوس غرور
الوزن بالقسط ذاك من شيم الكمال
والادعاء ذاك رأس الشرور
فكيف لساقط يعيث في نواحيه فساداً
أن يعبر البحر أو أن يقتطف ثمر الدهور
وكيف له أن يُغنّي
والصوت قد بحّ من الشرب خُمور
مال الهوى
فطربنا لغنج بائعات الهوى
وقارعات الدفوف على طرقات السوى
فبعدنا نلهث خلف النوى
فشربنا الحرمان كأسا مرير
وقعدنا حيث نحن لا نحرّك ساكناً
صمت دعاة الخير فينا فكانوا كظل نخل جحور
مال الهوى
وليس لنا غير الهوى به نعبر البيد
وفوق بحر الخوف
لنا نمدّ جسور
القمم العاليات ليست بموطن
إلاّ أن تكون بازاً أو أن تكون صقور
كذاك قيعان البحار ليست بمسكن
إلاّ أن يكون حوتاً أو لؤلؤاً منثور
فأين نحن من الجنان وقطوف دانيات
العنبر سُكرٌ والمسك طيباً وبخور
نحن كموج البحر نزمجر زبداً
نناطح الصخر
وبلا زادٍ نعبر العتمور
وما اختلت الأوزان إلاّ
عندما مال الهوى
وتبعنا في السري شبحاً ضرير
وما مادت بنا الأرض إلا عندما مال الهوى
وبنينا على الرمال قصور
مال الهوى
وخلنا الوهم حقيقة
فكان سراباً حسبناه ماءاً نمير
ومشينا على الأرض مرحاً
وهماً خرقناها واعتلينا القمم الشاهقات ظهور
و نفذنا من الأقطار نفوذاً
فاسترقنا السمع
وعلى الأرض ادّعينا علماً وبرهاناً أثير
مال الهوى
فتقطّعت أرحامنا وهُتكت الأعراض
والمحارم حُللت فكان شراً مستطير
مال الهوى
فنسينا من أين نحن أتينا
ومستنقع العفن
حسبناه عيناً سلسبيلا وماءاً طهور
وما تذكرنا بأننا كسحاب صيف
لا يجود مطراً غزير
أو بأننا كضيفٍ يمرّ بالديار عبور
أو بأننا حيوات فانيات
وأن العمر مهما طال فهو إلاّ دهراً قصير
مال الهوى فلبسنا تيجان زهوٍ
والخيلاء اكتسينا سندساً وحرير
مال الهوى
فاستقينا ماء مدين عُطّشاً
فوجدناه أجاجاً شراباً مرير
فقلنا نحطّ الرحال بزمزمٍ
علّنا نستقي أو أن نلاقي حبور
ولما نزلنا بزمزم قالت لنا
ألا يا عوج الظهور
عودوا فاعدلوا فلا مقام لمن كان كفور
وطفنا بالبيت تبركاً
فقيل لنا خسئتم فالحج لا يكون صفيقاً وصفير
مال الهوى
فتقطّعت بنا الأسباب
وظللنا في التيه دهور
و تعتّم حالنا
فما عاد منا مبصراً
ولم يعد هناك بصير
مال الهوى فنصبت لنا الشراك
في وضح النهار
ما غادرت صغيرا منا أو كبير
ولما مال بنا الهوى
بكت القلوب أساً
وقالت
ليس نحن من يُضام نقير
نحن أمّ الكتاب
فلا سماء ولا أرض وسعت
إن ما نحتويه خطير
ولعنت من مال منا مع الهوى
وتبع الأغيار ولو شوطا يسير
فإن من كان الكثير منه مسكر
فالقليل حرام
و بؤس الحرام ظهير
مال الهوى
فتعدّدت المهاوى
والنفس تحنّ إلى الرجوع
تقول ويحي
ألا هل لي على الكرب هذا نصير
ولما مال بنا الهوى
وأحيط بنا
تصارخت منا الجوارح
قالت بريئة منكم
فبات منا الهمام دحور
وقلنا ألا ليت أنّا نعود لما قبل أن مال بنا الهوى
ونعمل صالحاً فلا تُدكّ جبالٌ ولا يُنسف طور
مال الهوى
وعرفنا طعم الضياع
طعم تباريح النوى
طعم السهاد
وكيف أنّا كنّا نجونا لو أنّا قدمنا بُكور
مال الهوى فتزلزلت أركاننا
وأُخرجت أضغاننا و الران غطّى جسومنا
فكيف لا يكون الحساب عسير
ولما مال بنا الهوى
صرنا بُكماً وعمياناً وصُمّاً
فضاع الدرب وتاه الركب
ولم يكن هناك على الطريق خبير
مال الهوى
فلهونا وتركنا الفروض عمداً
وكأن شيئاً لم يكن مذكور
وطفقنا نجوب الفيافي نبحث
عن متنفسٍ
من قيود الصلاح الجبير
مُثلاً عشقناها
وما نكاد نلمح طيفها حتى كفرنا
والتمادي على علم يُعدّ فجور
مال الهوى
فانكشفت عوراتنا وتعرت سوءاتنا
فقيل لنا اهبطوا
واسكنوا بأجحار و قعور
ولولا أن مال بنا الهوى
لاستمر السجود طويلا
ولكنا نسكن الآن بالجنان قصور
مال الهوى
فقتلنا النفوس بغير حق
وقرّبنا الحياء لطغاة أطماعنا
قرابيناً ونذورا
وأرقنا ماء وجوهنا لأهل تفاهة
وأحرقنا الكرامة والكبرياء بخور
مال الهوى
فكذبنا وكُذّبنا
والكذب كان للإيمان وحشاً عقورا
مال الهوى
فتحاسدنا وللمحصنات قذفنا
وفي الحق لغونا
وبالرياء تدثرنا أسمالا وقشورا
مال الهوى
فعمينا ولآيات بيّناتٍ نسينا
وفي اليوم العصيب عميانا أتينا
فكيف نرتد نظور
مال الهوى فهجرنا
وإلى حيث مال الهوى هاجرنا
نقطف الثمار رخيصة
فعطشنا
والسلاف على الظهور طهور
وتنكّرنا لبدر بدا
كشف أستار الظلام لنا
وبأنوار الضياء
جاء بشير
وأنذرنا عواقب طيشنا
فنعم بمن جاء للنفوس نذير
هو الهادي يقبل التوبة
يضع الصواع برحلنا
فنكون في الركب مع المختار طه
فنعم بالرحمن خبير


الهوى الآسن

أسن الهوى
فتربعت على الصدور أراذل الشهوات
غلبت فاستأسدت
واستحلت الأعراض علناً
بلا حياء في الطرقات
أسن الهوى
فانزوت الفضيلة في الأجحار
تئن هزيلة
قد أثخنتها بالجراح كواسر الشهوات
أسن الهوى
والفضيلة تئن تستنجد تنادي
ولا حياة لمن تنادي
فالوازع أخبلته كثرة الضربات
تراه حيناً سويّاً
يتضرّع خوفاً يبكي ورعاً
وأخرى كمخبول يخرّم هبلاً
لا يعي
يسوح مهوّماً على الطرقات
أسن الهوى
فاختلت الأوزان
واستشرى الفساد
فهُدّمت صوامع
وخُرّبت بيع
والمساجد جُعلت مواخير
والبغاء أمّ اللاهيين عن صلوات
أسن الهوى
ومستنقعات الرزيلة فاضت
حتى تعالى العفن للشرفات
والشرف ذُبح قرباناً
على مذابح السفاح
والمحصنات قُذفن بأقابيح الصفات
أسن الهوى
وفتىً يدّعي عشقاً قد هوى
كُسر الجناح
تطأ طأ الرأس حياءً
من هول ما أحصاه من فلتات






الهوى المنحرف

انحرف الهوى فضعف الجدار وأنهد
وهن العظم والظلم فات الحد
زاغ البصر والقميص من قُبُلٍ انقد
وأمارة نبشت القبر واللحد
والماء الآسن تعفّن
حتى نخر السد
انحرف الهوى فانحرف الجد
استحكم الطاغوت ومن خلاف
قُطعت الأرجل كذاك اليد
ونحن عندما انحرف الهوى
ما عاد فينا من يمدّ اليد
الذي عنده بطر واغتصب الكد
ومن لم يكن عنده فقد حتى نسي العد
انحرف الهوى والقيم صارت رهن النقد
ومن كان برحله جزاؤه الصّد
المسخ استعلى مشى فيها مرحاً
خرقها واستطال فبلغ المجد
الكرامة رحلت والاضطهاد عمّ
والسيد صار العبد


بداية الهجرة

ما انفك يهاجر منه إليه كل كادحٍ يسعى لملاقاة ربّه
هجر النفس والمال والولد أودعهم خزائن الآفاق

الهجرة بدأت منذ أراد المحب أن يرى حبيبه خارجه
فشعّ الشعور ضياء فصار نوراً تجسّد عيناً داخل الأحداق

الهجرة في الحس أن تترك ما يشغلك عنك إلى غير رجعة
ولا تلتفت إلى الوراء تعاين أثر أقدامٍ محاها انعتاق

وفي المعنى أن تفنى عن الأنا ليبق الأنت
تقول لا إلا أنت حقيقة
فتصير الأنت حاسة لك سادسة تكشف بها غياهب الأعماق



إلى أعدى الأعداء

وتلك الأيام تداول بين البين
ولا سكونا لأخذ الأنفاس

فلا ثباتا لومض العيون
ولا جلاء لحجب الالتباس

كن ب{الله} قائما في الناس
تتحقق لك جنة الإيناس





أعلى القيم

{الله}
اسم علم
لما لا نهاية كل قيمة من القيم

الخير العمّ
فوق رأس قيم المحبة
بنى له خيم

تدوم الحياة على سير المحبة
وبها ولها
يسعى الوجود كاليم

تنتقل الحياة من وهم فاني
إلى وجود حق
لا يفنى لا يموت من ذم



التوحيد

التوحيد ما هو علم
تحفظ له حديث تقول أنا شيخ
وتقرأ الآيات

وما هو دَين {لله}
{الله} ما يسلف و لا يخلّف
حاشاه الكريم الأحد الصمد
مستديم الجود هدى وهبات

التوحيد حالة فيك أنت
يكون ظاهرك يحكي عن باطنك
بلا تلفيق ولا تصفيق
بل بي عمل يصدّق الكلمات
علم عام في بحر علام فيه إتماص
ما له قيف حداه يقيف
كسره بي مويه شراب الموص
وصّت به حبوبات

ما هو قطرات من سحابة صيف
بل العلم الفيه إكرام ضيف
ومهما يكون الجيب من الوساخه نضيف
أهلا حبابكم عشرة تغني عن وجبات

التوحيد شجاعة بها تقيف
ما تهاب الموت ولا بتندب فوت
الفات الفات في ديلو سبع لفات
أنت ود اليوم وتومك البسمات
أنحن نتحدث بي لسان العصر
دائما نكون في قيام
حالنا ما مايل
نوازن بالصدق كفات

أنحن ما بنضيف ولا نلغي
بل نحن بنكييف
نمحص كيف يكون الكيف لزوم اليوم
كلاتنا ولاد تسعة
وحق {الله} نتقاسم في اليوم وفي بكره
وكل ما قد فات

التوحيد ما علم مدروس
تساهر الليل تذاكر له كراسات

التوحيد رغيف مهروس
في بطن جوعان
مويه لي عطشان
مواساة لي وجعان
وتعليم لأمّي بيهو يعبّر الخطرات



قواعد التوازن

الصحيح أن تأكل أن تشرب الماء
وأنت جالس

فذاك مدعاة لصحة بدن
وصحة فضّ المجالس

و إلا فصحة الفصل
تأبى أن يكون تجانس

ولا تأكل لا تشرب وأنت متكئ
فيسري الطعام
دون انفعال التجانس
نار موسى

أرأيت ناراً تشارفها
فتستدفئ قبس الإحسان

تلك نار تكابد نورها
فيُظلّ عليك الغمام بالإيقان

نارٌ ليست كنار إبراهيم
عليه السلام
تبعث برداً وسلاماً في آن

بل هي قادحة
كشظايا الحيرة توجه عين الربان
هي منك وفيك تململك
تجعلك الحيران الولهان

توقد فيك مشاعلك
فتأتيك النفس تباشرها بأمان


كن فيكون

من مضارب النون جئنا براحلة حنون
كيان كان يكمن بين الكاف والنون
بالنفخة العظمى صرنا من نقطة الدون
إلى بيان بنيانه شيد بين الماء والطين

هجرة مهاجر

على متن أشرعة الحروف أرتحل
مهاجراً من ناري لجناتي
متتبعاً صوتاً ينادي
من داخل خلوة الأعماق

موسيقى إلهام خطوات صلواتي
تنجلي في كتاب آهاتي
تنير مشارف الآفاق

لا أتقيد بإطار لوحاتي
ولا أطيع سجاناً
يقيّد ريشة الإفتاق
لا أنحت الصخر تمثالاً لخطواتي
بل أتبع تنهد أنفاسٍ
ترنو إلى خلجة الأشواق


مقام وبسط

سئلت عن كم هي الصفحات تعددت
فقلت العبرة بالكيف لا بكم من التدوين

الكيف بسط حسابه النفحات تراكمن
والكم مقام
على أعداده مزج الرسوم بالتلوين

إن جاز أن أقول أنا
فما أنا غير نبض رنات الأنين

وما أنا إلا مراقب التسيير
يقشع عن الأحداق سحاب الرنين


البحر الأول

بحر المحيط الأول منه سالت الأنهار
ستة أوتار تتمدد
عليها غنت ورقصت الأذكار

ستة أيام تتعدد
فيها احتفلت الأفراح
بالليل وبالنهار




ظرف

تقول الظروف حالت لطرف
فأي ظروف تحول دون انقشاع الظلال

تجيء الهبات داخل ظرف
والظروف أسباب تؤدي لتحقيق الحلال

وتجيء الظروف تباعاً كطوفٍ
تفتح ظرفاً تجده تذكاراً لظرف انحراف الجمال

تذكير محب رءوف عطوف
بأن الكمال منال بعيد
سراب آفاق المجال
راهب العفة

هل أنا إلا راهبا في ليل تعففي
عفواً يعافيني فلا العف يعفي
ولا العفو يُغني عن التعريف



براقع الوهم

رواحلي وقفت بعتبات حانات رباتٍ
نُسجت براقعها
بخيوط حرير أوهام الظنون

فاختال شماسي بين شاشاتي
يبث قنواتٍ عطلت نولي
فصار غزلي يغازل أشباح الفنون



ميلاد العلم

تتزاوج الأجساد تضاجعاً
فيكون ميلاد للولد

والعقل يزاوج القلب تفكرا
فيجيء علم كأنه ولد

يكفيك أن عانقته
والسعد تقليد لمن لك قد قلد

فيا مريم العذراء عذراً
فالعذر مولود الفكر والجسد

يكفيك أنك عاشقٌ
فلا يؤلمك صلب ولا وخز الوتد

فان غشيتك نائبة
تجيء فاطمة تكون العزّ لك والسند

تتمازج الأخلاط أرضاً
وخيط النور يفقأ عين الحسد

العلم ترياق
ونصل الحب موصول لا يقاومه الجلد


إشارة

استراق سمعٍ
أم أنه إشارات بوادر السين
على ظهر السفين



حزن الانهزام

تدللي حتى أتلاشى
فيكون لي كأس الغرام مقام

واخرقي الدن المجلمد في الربى
حتى أذوب عن نصل السهام

وامحقي الجلمود من صخر الوهم
حتى أرى الصفاء من نبع الوئام

فيزول العناء عني
وعن عني
يفوح الطيب بلا خصام
ويراعي أصدق أنباء
مما صاحب القول رآه سيفاً بالمنام

ففي حده يتوسد التوفيق
لا الحدّ بين تفريط والتزام

أرى أني أقاوم قيمي
والحزن لذاك يعتصر فؤاد الانهزام

فيا ليت شعري متى أوان قيامتي
فأنسلّ من الأجداس جسدا للهيام



دعاء التمني

ليت أني ميتاً قبل أن يأتي الممات
فأحيا ميتاً بين أحياء موات

ليت أني سائس للجياد الصافنات
ليتني الخادم خاتماً بأنامل القيم الصافيات

ليت أني قائم في كل وقتي
لا يرتد طرفي عن عيون الساهرات

ليت أني مجاهد حتى يغار الجهد مني
وتكاد تغبطني سجاجيد الصلاة

ليت الصالحات تخرج في الحال عني
فأعود كما في كن فيكون
فأكون كون الباقيات

ليت كل من في الكون يسعى فيسمعني
فأبثه الشوق المبرأ من شقاء السالفات


مدينة الإنسان
أم القرى يا حانة الفرسان
تسقي الندامى مترع الإيقان

يا جنة مشتاق أشواقه طوفان
أنغامه معزوفة أوتارها الأزمان
والبدر مشكاته الإنسان

مدينتي مدينة السلام
هي صورة القرآن
ومهبط الألحان في بحر من الألوان

هي جنة في سوحها الرحمن
أنهارها العذبة من خمر العرفان
هي نقطة الخفقان سالت جرت وديان
هي جوهر الأكوان في هيئة الإنسان
لعندها من عنده السبحان
مقاعد للصدق يعودها الركبان

مدينتي مدينة الإنسان
هي مركز الأكوان هي منبع البحرين
هي جنة العرفان

في المهد أنطقه لنا الرحمن
والكهل جاء يكمل الدوران

في مجمع البحرين والمرج يلتقيان
كتاب{الله} هو ثمرة الأكوان

مليك يرفع دولة القرآن
من سجد للرحمن في غمرة الوجدان
ابن الأرض هو القيد علي الزمان

معزوفة الملكوت على ناي المكان
كنغمة في خلوة لعاشق ولهان

من ظلمة الأخطاء من أسفل مكان
إياك ندعو فانجلي وحطّم الصلبان


دليل الحق

ليت شعري هل يداني في الدجى قلبي لساني
سارياً بالنفس ضاني عبؤها قد حطّ شأني

أترقب الآفاق فيها وصلها حد السنان
أملاك تنضح بالمعاني والهوى قيد الأواني

يا يراع الحق داني خُطّ في نون الجنان
ما دليل الحق إلا هذه السبع المثاني




كنز المآل

بشائر الرحمن جاءت تقتفي آثاره في كل بال
يا من له العقبى حريّاً وهو في الدارين وال

رهن الجدار أقمته فيما مضى كنز المآل
بلغ اليتيم أشده أفما آن للجدار يُزال

تبع الإرادة خاشعاً لجنابه والفضل في الحالين دال
تًمهل لحينٍ وما الإهمال عندك وارد
فالوزن بالقسط بكل آجال المجال

خسيء الحواسد غيرةً فمقام عز العزّ غال
لك موعداً معهم قريباً وسيكون آنذاك سؤال
ألقي عصاك الآن تمحق كيدهم
فإنك أنت الأعلى وكيدهم لعب العيال


بهجة الأفلاك

{الله} جاء من بهموت الدجى عين العيان
أعطافه المزن في حلل حسان

يا فرحة الأملاك تطغى علي الزمان
لمنابع الأنوار مرقاة الأماني

{الله} سوى عرشه في كل آن
واعتلى كرسيه السبع المثاني

يا بهجة الأفلاك ترنوا للقران
يا جامع الأقدار يا كنز المعاني

{الله} قاضٍ في العلا سوى بناني
وهو لي ماحٍ فلا زمان أنا ولا أنا في المكان


إلي من معي

ألا يا من معي في كل حالٍ
ليتني الآن معك

ناظراً آفاق نفسي كاشفاً سراً
سبحان من قد أودعك

أراك في نور عيوني
ولا غير وجه واجهك

يا حبيبي يا خليل العمر
عد أنفاسي
إليك سيراً طالعك

يا حياتي

استنقذيني يا حياتي أحيّ في الآن مواتي
أعتقيني من إسارٍ راكباً همماً عواتي
ألحقيني في جهاتي قبل أن أبلغ فواتي
صالحيني مع نداتي مستقيماً في صفاتي


لا تمزجها

اسقني الكأس مترعة
غارقاً في بحرها بالوله

صرفة دافئة خلاقة
مزجها تعكير صفو الدله

فعش بها في ظلها لا تدّعي
إنها مخفية فيك فلا تزغ وانتبه

خاطر

في نواحي الكون خاطر
من دياجير الأوامر

إلي جمال الوجه ناظر
مائلاً غرب المناظر


كما في السماء كذلك علي الأرض

أنوارهم تسعى بين أيديهم
ألحقني بهم
أعني على الصلاة علي القيام
علي الصلاح علي الفلاح
واجعل لي وزيراً من أهلي
وأحلل عقدة من لساني
لأفقه قولي
ولست قائل فالقول قولك
يا رب الأوائل
وللأواخر كذاك أنت طائل
حسن الخاتمة خاتمة الفترة
علي أبواب الحضرة
حضرة السبحان
يوم حضورك يا رب
يوم الزينة الكبرى
فوا عجباً له لا يملك أمره
نفسه لغيره ولا غير غيره
إنه هو
فكيف لا يملك أمره
عجباً..؟
الحيرة مطبقة ولا جواب له
لأنه هو
السائل أنه والمجيب هو سبحانه
عجباً..؟
يا ترى متى يعود
العود المحمود
ليكون كما في السماء كذلك على الأرض
لتمتلئ الأرض عدلاً
وسلماً وأمناً
ونحيا كما كنا
كما في السماء كذلك على الأرض
سبوح قدوس
الأُنس للإنسان والجاه للسبحان
حيا على الصلاة حيا على الفلاح
اليوم نحن حور والكل في حبور
هيا إلى المحراب
لنحرق البخور ونضع النذور
ونبتهل
إلى السبحان جاء كالإنسان
من الدجى النعسان
يملك الجنان قيد البنان
كما في السماء كذلك على الأرض

القلب المكلوم

مقلتيّ أبتا أن تجودا عليّ بدمع
أفرّج به عن هموم لم تزل تغمّ قلبي كل ساعة من نهار
وكل لحظة من ليل السكون
يا لقلب مكلوم ويا لعقل مسجون
ويا ليوسف في غيابة الجب يئن
وطبائع الأشياء من كل شيء زوجين
يا {الله}
يا لعلم مكنون بين قلم ونون
يوسف أيها الصديق
إلى متى هذا الإعراض
وقد قالت هيت لك وغلقت الأبواب
أين هو السبحان هل جاء في الأزمان..؟
من كان في رحله فجزاؤه الرحمن
يا لموسى يحار
من ماء مسكوب وكأس مشروب
ورحمة الرحمن وعلم الأكنان
يا ترى متى يعود
سيماهم في وجوههم من أثر السجود
من معبر مسدود إلى شمس الشهود
هذه الساعة في مقام محمود
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
لا زمان ولا مكان يوصفون السبحان
ومقام الرحمن إنه الإنسان جاء بالخلاص
يوم تحشر النفوس وأُذن في الناس
وجاءت الأفواج في موكب العريس
يا {الله}
غفرانك وأمانك في كنف ممدود
لمن يأت العريس
لقلب مكسور ودمع محجور
الحزن النبيل أين من يفهم أين..؟
البعث باليقين هو كشف الغطاء
وبصرك اليوم حديد
متى يجيء ..؟
هذه الليلة ليلة المخاض
فهزي إليك بجزع النخلة
ولا تكلمي اليوم إنسيا
يا لليلة القدر! جاء بالسلام
فحشرت وحوش وأشرقت نفوس
ببهرج السبحان أُسري بالعروس
في مقرع الكؤوس
فانتسخت الأبصار وظهرت الساعة
إنه العريس جاء كالعروس
يا للإله الواحد
ويا {لله} الأحد
ودفنت الآهات
هذا تأويل ما لم تستطع عليه صبرا


وليد العناية

وليد العناية يا حبيب القلب
يا غرّة عيون الرب يا غاية

كلمة الرحمن ناطق المهد
في جنح الرحيم يا آية

كنز الرقيم ونفس القديم
في انبثاق للنهاية

خذني إليك قريباً ما لي سواك حبيباً
وكفاني أنت حسيباً من البداية

أنت عن يميني رقيباً
وفي الشمال أنت عتيداً
وأنت أنت الغاية

إليك أصبو حثيثاً أُلبّي بكلي مجيباً
استماعي إليك شميماً
وأرنو أراك عبيراً وتلك منك آية


شقاء الخواطر

إن لم تستحي فافعل ما شئت
هذا بيان للناس
من المظاهر الفرار إلي الجواهر
أسير الأوهام في غابة الظلام
تحت قهر العناصر
وبغي الآفاق
يخاف الشقاق ويرجو المغفرة
من عند السبحان
فيا ويلي من عيوني
أثقلت شجوني
لم الاستعجال00؟
سيصلحه في ليلة
نحن أقرب نحن أدنى إليه من حبل الوريد
{لله} في خلقه شئون
لا يشغله شأن عن شان
الدنيا حرور
ما أسوأ الصقيع
ليت الشتاء يدوم
الرحلة للقيوم بلا ذهاب ولا قدوم
لا سحاب ولا غيوم
بل في أنفسكم أفلا تبصرون
هنا والآن هو الزمكان
قل {الله} يا {الله}
ليس هكذا يكون بل كن فيكون
ما أجمل الظلام كنه الأشياء
هل ترى النجوم
الظلال لا تدوم لا ورق ولا علوم
في بحر الأشواق ترفرف الآنات
الحب والحرية جمال ومسئولية
عبارات جوفاء بلا طعم ولا مذاق
الحياة زق بالي
يا لفراسة المؤمن
التناقض إلى الأنا يقود
فمتى يعود حيث الأنا المحمود
الأنا المعبود الاسم المشهود
السبحان مكنون في ذاتي
ولا سبيل من غيري
وهديناه النجدين فكن أنت ولا تبالي
نداء وحنين لقاعة الزيتون
عصارة العنب فالأنا أنا وحدي
قال النار بعد كيف
تهديد ووعيد
أما بنعمة ربك فحدث
الجنة والأزهار ومقعد الأذكار
في الساجدين علي عرش مقاعد النون

وعزة النون
الذل للأقلام المستعبدة
بين يدي الكلام المسيطر
بذبذبة الشفاه يا ظلمها لما جرى
فاهتاج في سوحي الكرى
النعاس لا يدوم
أبكي خطيئتي
خطيئة الإحساس بالوجود
ضريبة الحياة
ليتنا نعود لجنة المعبود
حيث السلام بلا كلام بل شهود
حياة الخلود حياة بلا أحلام
هي واقع لا ينام
الحب والوئام
السلام قولاً لا هوام




بسم الله

قول بسم {الله} وأتوكل
على الهادي البصير

سيكفيك أكيد
من كل شر مستطير

بسم {الله} فاتحة
مبتدأ الأكوان والسر السرير

بسم {الله} باب
رحمة الباري القدير

بسم {الله} نور
أول ما بدأ الفجر المنير


نظرة

متعلق قلبي بأعتابكم
وظلمت نفسي لما منعت لقاءكم

الفرح حين الوقوف ببابكم
عيني بكت شوقاً لنيل رضاءكم
فهلا شرفت بنظرة من عينكم
أوقاتٌ فُقدت

أوقات مضت لم نواصلها
حلّت كضيفٍ موسرٍ كنا قد جهلناه

وعنا رحلت
وكان برحلها برهاناً خسرناه

تباطأنا عنها
لم ندر ما بالرحل من خيرٍ
بجهلنا عنه قد فقدناه

أترانا لو دعينا لحفلٍ
أكنا صبرنا دون أن نلفاه
فو{الله}
كل ذاك هباء
بجانب لحظة مما كان أن نلقاه



لستُ شيء

صوامع وبيعاً على الرمال أقمتها
أحسب أني بنيت فيء

وقصوراً من ساقطات أوراقٍ بنيتها
أحسب أني بمأمنٍ من كل غي

وعلوماً من المعارف شتى نظمتها
أحسب أني من عشاق مي

وظننت أني قد أقمت بدار ليلى
فقيل لي ارجع فلا مقام لمن كان ني

وحسبت أني قد غدوت قادر
فقيل لي لا فأنت لست شيء

هذا السير مضنٍ
ومعترك الجهاد مواقدٌ
ودار سلمى
لا يستضيف إلا من كان حي

الجراح غوائرٌ
وللشفاء لا مفر من أن يكون كي





عَرفٌ تعرفج

فاح الأريج من دجى بهم السكون
عطر تسلسل عن عطفها
سرت به بواريق الدخون

مليحة كل الملاح
ظلال أهداب العيون

نسائم طيبها عبقٌ
عرف تعرفج عن زرانيب الفنون

هل لي ببعض رحيقها أحيا
أنا الذي غشيته رياحٌ من غواشي خفافيش الفتون

مصحفي

لك العتبى يا أيها الكتاب
وأنت في يدي وأمامي
فيك أنت كل الأماني

عفواً قد غفلت عنك دهوراً
وأنت مازلت أنت إمامي

فلو أنه كان أخي
أو أنه كان أعزّ صديق هجرته
لفرّ مني ولم يعقب ثاني


المولد الشريف

احتفلوا بعيد ميلاد مواليدهم
وعيد مولدك أهملوه وراء ظهورهم

مولد النور ومبتدأ الزمان توائم
فحري بنا حفلاً
يقام ما قام الزمان الدائم





نفسي

أنا لن أغترُّ أخرى
بوجه من الأنوار به بدوتِ

فكم رأيت وجوهاً عابساتٍ
إذ أنك مني قد دنوتِ

ولن أهيم بوادٍ أنتِ به
مهما قيل أنكِ قد سموتِ

فكم بيداً من الأهوال قطعتها
إذ أنكِ قد دعوتِ
فيا حلوة العينين
في طرفها حور به كم قتلتِ

وكم قلباً يافعاً بك قد تعلق
وأنت له فطرتِ

هذا فراق بيني وبينك
بين ما بين سمائي
و أرضاً أنت بها قعدتِ

بالجمع تقتلين
و بالتفريق عنك
كذلك أنت قد قتلت


عقد القران

أتى ساعي البريد مبشراً
ومن على بُعدٍ يُلوِّح بالرسائل

قد حُدد الميقات قبلاً
وحان لقاء مضفور الجدائل

وأُعد للحفل يُقام عصراً
فنصبت الزينات
وفُرش جميل أعاجيم الجلايل

وزغردت الصبايا
إعلان فرحٍ يُقام بالدار
وذاك تأكيداً ودلائل
والعروس تهيأت لتُزف ليلاً
فتضمخت بالطيب حلالاً للحلائل

وجيء بالمأذون يكتب عقداً
فتعانقت أرواحنا تحت الخمائل

وطُرحت الأثواب عنا تحللاً
وبالفضائل أحرمنا
ولشامل رحلنا عن شمائل



سهم الغيب
إلهي إني بجاهك لائذ
هلع النفوس في ساعة التضيق

ميّالة للكفر حين بها يُحاطُ
أمارة بالسوء عند مفترق الطريق

مالي لها غير لا ريب منكم
فإذا النعاس أتى أمِناً صار لمركبنا الخريق

قالت تحدثني أنى بريب هذه لك مخرج
قلت سهم الغيب منجٍ للغريق
في التو يأخذك حين به تلوذ
ما كان المحب بتارك المحبوب للتفريق
لا ريب

ونِعم بلا ريب تفتح ما استعصى من الأبواب
مداخل الصدق في الحال موضوعاً على الأعتاب
وسلطانٌ ناصر يأتي لعندك طاوياً لكل جناب
يُؤنس وحشة يُجانس مجلساً مع الأتراب
ومُبشرٌ يأتيك مهللاً فسبح بحمد ربك سيد الأرباب



من أنا

وماذا كنت قبلاً يا ترى
الشخوص في الأحلام تتراءى
أم أنها الأخلاط في مجرى السنين

وكيف كان تقلبي عبر الظهور
من ظهر لرحم
وهل يا ترى كانوا وكن صالحين
أم على الأرض كانوا مفسدين

ليتني أعلم
أم أن هذا العلم مكنونٌ
لا يطال البصر منه سوى نقاتيف
تتراءى كأشباحٍ لا يميزها بصر
ولا هي تفصح أو تبين

العبارة ما كان أو سيكون
هو كائن في الآن عندك حاضرٌ
وأنت به تستعين

وعلى معنى العبارة هذه
قد كنت أشخاصاً
بتعاليمٍ من علومي عاملين

بصفاتٍ من صفاتي ومهاراتً
أدوارٍ وحيواتٍ وممثلين


فمن أنا
وما الروح والأمر
الذي جاء به الروح الأمين

من وما وكيف ومحتارٌ
يُقلّب وجهه في متاهاتٍ وآفاقٍ
والبين ما بين المشرقين

و حسناءٌ مقنعةٌ
تأبى على الصبّ المتيم
غير أن بلحظها ترميه
تضنّ عليه كشف النقاب
عن وجه الصبوح المستكين
ماذا أقول

ماذا تُراني قائلاً حين يجئ لدعوتي
أأقول خنت العهد
أم أقول أني قد فقدت هويتي

لست بجاحدٍ ديناً عليّ بعاتقي
غير أني لم أجد ورقاً يواري سوءتي

ولست بناكرٍ فضلاً أنوء به
لا بل يكاد يقتلني الحياء لفعلتي



قُطّاع الطريق

زوايا ومنعطفات على الطريق
عن قربٍ تداخلت
الطريق ملتويٍ يفتنّ في التضليل
يأبى وصول السالكين

وقُطّاع بأركان الظلام تربصوا
فما أفلت منهم
إلا من عن العناية كان له معين

وإن هم عنك قد غفلوا
حلّت عليك وساوس أجنان
ظواهرهم تردي عتيد العارفين

جِبلة الطين

بكى السمّار فقد نديمهم قد مال عنهم
دارت الراح به ولم يعد يقوى على التلحين
صبايا الحان توارت
براقعهن من شدة الرقص قد سقطت
فتفرق السمّار
وبالحان لم يعد غير اثنتين
صبيةٌ متهتكة
وأخرى الحياء يورّد الخدين
رواحلٌ تنوء بحملهامن آدم لهذا الحين
شمائلٌ من ريح قومٍ
تفننوا وفنوا
جبلة كان أصلها من طين

كم تُساوي من كل ألف

غضبتَ إذ قيل أن منك هناك ألف
وترى أنت أنك واحدٌ
ليس له نظير من كل ألف

وتعلم أنت أنك لا تساوي
جناح هوامة جُرماً
وفي الأيام طرفة عينٍ
ترتد في الساعة ألف

فاستغفر لذنبك أولى
من أن تدور حول نفسك أو تلف

هذه شهادة شاهد من أهلها
فلا تكابر وامتثل
وأعرف حدودك عند الباب قف

وتحسب لنفسك كم وكم
أكواماً من قمامة كمٍّ
بفيك وبالأفعال
وليس هناك يوم الحاقة ما تزف

بعين ملامةٍ ترصد نواقصهم
وعن جمالهم تقض منك الطرف




دورة الحاء

اليوم ختامٌ لخمس عقود أدبرت
كانت الأتراح فيها تفوق الأفراح

وبالحاء تبدأ اليوم سادسة
والحاء بداية دور ينداح

ويجئ التعبير بغير كناية
وخيال الشعر يزداد جماح

مضت خمسون كنت فيها
كأنني متنقل سوّاح
فهل لاستقرارٍ نحو ستين آذنت برواح
وهل يدوم الفرح
وتطيب فيها الراح

لعلها
وإن كان مبدأها عشقاً
وهوى غير مباح

قل ما شئت عني فلم أعد
من قيدٍ أعاني كُساح

ولم أعد
لجوخ للورى مسّاح
أقول بالتصريح ولا أكني
ولست بشاهر على الوجه نصل سلاح

إنني أهوى
وليس لهيبة الحرّ الهوى روّاح

والخيال الحرّ يسرح أين شاء
فسماؤه ليس فيهاما يُقال عنه غير مباح

هذه الحاء ثامنة
وثمانٍ يحملن عرش لاهوتٍ
طابت مباهجه ومسكه قد فاح

اليوم عُرسٌ لثالوث ستاتٍ
ستة التاريخ للميلاد
وستة الستين ست عقود وجمعة
هي ستة الأسبوع فيها اكتمال الخلق
وبعدها الرب قد ارتاح
فوا عجباً لهذا اليوم
فيه تلاقت الأرواح

فاليوم تاريخ ميلادي
وبالحاء أستفتح دور الإصحاح



ما نامت الصُلاّح

كتب الزمان عليك هذاأم قد نامت الصُلاّح
مستنجدٌ بهم يغوص في الوحل
ولا حياة لمن ينادي ولا يلوح في الآفاق ثم نجاح
كانوا يُنادون غاب سبعة أبحرٍ
فيأتون كلمح الطرف خفافاً
وإن للمصطفين الفكر كان جناح
فأين أنت يا باز غوثٍ
ألم أناديك والجفون مني قراح
أهملتم فتىً لأغيارٍ تمزقه
ويعجز وحده أن يخوض كفاح
ولا ألوم إلا متعشماً
ولا أروم إلا نجدة الصُلاح
فلست نبياً حتى أردك عن معاونة
ولست بمستيقنٍ ما كُتب في الألواح
فهلم خذ بيدي قلت حيلتي
ولا أروم غير أن يكون صلاح
قضّت الأهواء مضاجعي
وكدت أيأس أن ألاقي فلاح
هل أصبر وكيف يكون ذا
وأيوب احتوى الصبر
وليس للخطاءين كمثلي
إلا أن يكون نواح
وإن كنت قد جاوزت دونكم أدباً
فالسعة فيكم ومحبتي
تروم أن يكون سماح


الجيلاني لعله رد قائلاً

قد كنا عندك يوم أن فاضت
من الأجفان الدموع تسيل

أو ينبغي عند الحضور لغوثكم
أن يلمع البرق أو أن تُدق طبول

فإنك إن لم تك قد رأيت لنا جناباً
فلأن شيمتك أن تكون عجول

نحن لا نرد عنك قضاءً بل لنا ولك اللطف نسأل
والسابقات رحمة وفضول
وحسن النية يكفي
إن أنت من الأسباب أخذت بالمعقول
وحسنك الظن فينا
ف{لله} مرده ومنه القبول

فما نحن إلا عباداً أظلنا الوهاب بفضله
ومن لدنه حُظينا بين اليدين مُثول

ويوم إذ أُلهمت لنا نداء فقبل أنك أن تنادي
نحن كنا بالجوار حاضرين عُجول

وإنك إن غُشّيت عنا
فتركك الورد لم يكن مقبول
وإنك إن تروم لنا وصالاً
فيوم أن رُمت كان الوصال شمول


الذكر وجود

الآن أنت وما سواها عدم
فإن أنت الآن منعّم فحسبك التسبيح لرب النعم

فإن كنت الآن مُبتلى فهي المحبة من رب الكرم
وإن أنت الآن ذاكر فذكرك الموجود وجود
يجُبّ أعراض الفناء من القدم

ولا مكان لحسرة وتندم على ماضٍ مضى
فلا تعضّ على البنان من الندم
واهنأ بما أنت فيه جنّة
خلاصة التطواف بين صحة وسقم

واسجد شاكراً {لله} أنعمه
فحسبك أن تكون
من القليل الشاكرين على النعم



كلّ شيء بالوجود مقرر

خسئت من مغويٍ
وإنظارك فينا قدر مقدّر

فلا أنت بفاتنٍ من في القضاء قُدّر مهتدٍ
ولا أنت بإمساكٍ لزمام أمرك قادر

وما أنت ولا نحن إلا سفائن
تجري ببحرٍ والمريد يُسيّر
وما أنت بضارٍ بكيدك عابداً
إلا وكُتبٌ سبقت بذاك
والحكيم لكل أمر مُقرِّر

حيرة في بيت

إن كنت أنت جنّة
من جنان الخلد على نيل كرامٍ
فاعتصر كرمك الألمى رضاباً
أسقه ثغراً ظامئاً
لفتى قد تغشّته غواشٍ
صار رهن قيدٍ
بجنازير ذاكرة ما فتأت
كل يوم مناجيةٍ بصور وأفلام
لتجاريب من جرائمه
كانت وكائنة
وهو حيران يدّعي عشقاً
يخطب ودّاً
لسانحةٍ عذراءٍ بخدرٍ
تتمنع في دلالٍ
وهو بين البين لا يدري
بعد أن صار كعظمٍ ناخرٍ
أمرغوبٌ فيه
أم سُيلقى للكلاب


قُدّ القميصُ من قُبل

ما الذي إليكِ يجذبني
إنّ هذا لشيء عُجاب

وما الذي فيكِ يدفعني
بلا وعيٍ لأرتكب الصعاب

أسابق وصلٍ كان بين بيننا
في حيوات ذهبن مع اليباب

أم صنائع غاويٍ بُثّت بين بيننا
تتراءى على بعدٍ كالسراب

أوردتني سحق المهالك
وقد اشتعل الرأس شيباً
بعد أن ولى الشباب

محاسن تُجسّد فتنةً
ومفتونٌ بها يخشى أن يُعاب

حنانيك أرحمي شيبي
ليت بيني وبينك زبر الحديد حجاب

يحيرني هذا الذي إليك يجذبني
رغم بُعد البين
ومسافات شاسعات
تستحيل لقطعها الأسباب

وأكثر الذي يحيرن
اندفاعات دون أيّ حساب

أخبلٌ هذا يُطوّف بي
أم أنه المقدور من أزلٍ
قد خطّه القلم على الكتاب

ضُنيت أبذل جهداً
طلبت النجدة من رجالٍ
من نساءٍ
الصلاحُ فيهم كاللباب

قالوا نسأل لنا ولك اللطف في قدرٍ
عسى ولعل أن تتفتح الأبواب

يئستُ من إصلاحٍ لذات البين
القميص قد قُدّ من قُبلٍ
وغدوت كذّاباً لدى الأعتاب

فيا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين
وأرجو {الله} أن يهيئ الأسباب





العشيرة الأقربين

بؤس من وجه يكلله السواد
عارض هذا أم هو تستطيرٌ بكتابٍ
عنه رُفعت الأقلام وقد جفّ المداد

خسئت قرين السوء
أمن ثمودٍ أنت أم أنت من أهل عاد

أدعوك للإسلام فاسلم أنا وإياك ننجو من هول يومٍ
حين السؤال أحضرت له الأشهاد

أنا وإياك نفلح حين يجيء ذاك
وقد أعددنا كل عدة وعتاد
مضى أمدٌ من الزمان أهملنا القيام واستطاب لنا الرقاد
فهلم بنا رفيقٌ السفر الطريق وعرٌ
والرفيق لشدّ الأزر في حومة الوغى
إن دعا داعي الجهاد

سألتك ب{الله} خالق كل شيء
بمحمد نور الأنوار
بسليمان سُخّرت له الجنُ في الآماد

أن تثوب لرشدٍ أنا وإياك نستقوي
والدعاء أن نُنادى صفوة يوم التناد


الوجد والحرمان

بالوجد حيناً
أبثُّ مشاعري إلى سطرٍ
وبالحرمان أحياناً لعدة أسطر

وعلى متن الهوى أُقبّل مقلةً
وأحني الهام أفجّر كامناً
به تفيض الأنهر

وأبوح للكلمات سرّ غرامٍ
وتجري دموعي مداداً
تكتب سطراً
تكشف سراً في حكمة القدر

رؤيا

ختم المراجل غافلٌ
خارجٌ عنها بجلدٍ جديد

هبت عليه نسائم جنةٍ
ألفته كالطفل الوليد

استقبلته الحور مهللة
ومخدورةٌ من بينهن تُزفّ إليه
مياسة كعود البان حين تميد

وجهها كالبدر حتى أنه ظنّ
أن البدر حطّ بين الناس يمشي كالعبيد
كسته ديباجاً وسندساً وحريراً
وبالأساور
استعاض عن قيد الحديد

ومن الرحيق سقته كؤوساً
ممزوجة بكافور نضيد

وقالت له وهي تضحك فرحاً
هيت لك
قد كنت إليك في شوقٍ شديد

قد طال غيابك عني
فماذا كنت في دنياك تفعل
حتى أطلت المكث في حرٍ صعيد

قال وهو يضحك فرحاً
دعك عما كان منا
وهيئ الدار نحيا من جديد

قد كنت في غفلة عن هذا
والبصر أصبح اليوم حديد



أنا وأنت

أنا على التحقيق لست بواحدٍ
فلا أنا بلا أنت إلا واحد قادر

نحن جناحا طائر الأعناق
جناحٌ شاكرٌ من ماءٍ والجناح الآخر
من سموم النار على الهوى كافر

أرا هما يتنازعان عليّ فتارة مخفوضٌ وأخرى نافر
فليت شعري على أيٍّ يوم الحاقة أُبعث ناظر

أُراني وزلزالٌ يزلزلني فزلتي قارعة بسياطٍ من سعيرٍ
وصدري بآهاتي وأنيني مرجلٌ فائر

جزاء من تبع الظنون

جمعت الشاردات
على من وردن جززتهن
نسجت الشعر شملاً
وأقمت شمل الشعر بيتاً
فما أظلني سقفٌ
فليس تحت ظلال الشعر غير الظنون

أُسكنت بالخباء بدراً وبالفناء حفرت بئراً
وضربت في الآفاق أروم رزقاً
ثمّ دنوت فتدليت استسقيت البدر شرباً
وناولني الزقاق لأرتوي
فلم أجد بالزق غير ريب المنون
قصدت البئر لأستقي
فوجدته لفؤاد أم موسى تؤماً
ونوديت من أعماقه هذا جزاء من تبع الظنون



الحال العام

ما إن قُضي الأمر
تحقق القصد وتم المراد

ما عاد سيل دموعهم يجري
جفّت الأرض وعزّ المداد

فما بال أقوامٍ
إن أعوزتهم بكوا وأنّوا
حتى انخلعت الأوتاد

فإذا ما انقضت حوائجهم
جهلوا وما عاد منهم من تناد

سلطان القدرة

من قاع دوّامة الصمت المطبق
أسمع صرخة
ترجف رجفة
فأرتاد غياهب الملكوت

أكتب شعر اللاهوت
أتساءل
كيف الحال هناك بأعتاب البهموت

حيث لا و لا و لا و لا و لا و لا و لا
سمعت صوت الحق ينادي
حقاً علينا نصر المؤمنين
ولن تنفذوا من غير الباسبورت
من أقطار الأرض
إلا بسوط سلطان القدرة
منصورٌ إيمان الناسوت

وصوامع أرباب هُدمت
بجهل إشارات الملكوت

وعقولٌ برؤؤس صدأت
بفكر آسن
عليه تعشعش آفات الطاغوت


برنامج

لا تستعجلن قدراً
فكل مقدور يتم حالاً في الحضر

ولا تبكي على ما فات تأسفاً
سبق الكتاب بخط سيرك في السفر

حوّل همومك للإله محبة
يرعاك في عينيه
بادي تكون
أم إن كنت من الحضر


حوار

ها قد أُتيت ما تصبو إليه
أُعيدت إليك ولاية
فلم تعد تلقى التعن

فماذا أنت فاعل لتحفظها
أمانة الباري
رُدت إليك بلا تأني

أقول سبحان العزيز بملكه
يأخذ ويُعطي كيف شاء
وعطاؤه فوق التمني

الخير فيما اختاره
سلباً وإيجاباً كما تراه أنت
وليس إلا الخير ما فوق الثني



ليت أنا نعود فنعمل صالحاً


ذكرتُ أياماً غُبراً مضت عادت لمجراها
ليت الزمان يعود إلى الوراء حتى نمح ذكراها
ميراثُ أهواءٍ ما انفك بالأنفاس عاقبيلٌ من ضحاياها
ما عادت الأيام تحمل عطر كلمات ذكرناها
وتماثيلٌ صارت خيالات لأركانٍ وآفاقٍ طرقناها



قِران التفاريق

أيّ دوحٍ استضاف أخلافاً في انسجام
وأيّ مزمارٍ عزف التباين تقسيماً
بلا نشازٍ أو انقسام

وأيّ لحنٍ زاوج الأوتار
حتى صدحت بأهازيج الغرام

وأيّ آهاتٍ تمادت بانعطافٍ
تتلاوع من تباريح الهيام

وأيّ إحساسٍ تشاجى فتخفّى
يخش أصوات الملام
لكِ {الله} يا محبوسةٌ
بركنٍ ليس فيه
غير أطياف الظلام

تتشوّقين لباحةٍ مبسوطةٍ
ولا اعتراض من متاريس السقام

آهٍ
آهاتٌ تُترجِمُ حرَّ مكنونٍ
لا يُجليه كل تعبير الكلام

وآهٍ ،، ثمّ آهٍ
من حمامٍ تحت بركانٍ
ينركن فيه جميع سم الانهزام

رؤيا

كيف هان عليك تركتني
مشتبهاً بناصية الطريق

كيف أن صادقتُ شيخاً
من الجن عامراً بيتاً
في بدايات الطريق

بناته يهوينني
وشيخ الجن يُعتّق خمراً
حتى أظلُ مشتبهاً بالطريق


كيف يمكن أن جنيّاً يضيع
غلام من الجن كان يرعى الهوام
بارح القوم مبتعداً
فضاع بعد أن ضل الطريق

وشيخ الجن عتيق اسمه
كان طبيباً ومنع تطبيباً
فجلس يُفتي عند قارعة الطريق



عذاب الظن المُر

من قاع الشجر المر من تحت ظلال السِحر
من بين تفاريقِ سوداء وأنامل تكتب مرتعشة
تحكي حكاية هذا السِفر

عن ويلات اللحظات المشئومة
تظن أن الواقع أمر مكتوب
بأسفار سبقت بغياهيب الأمر


وبقدر جلاء الظن تظل راضية مكلومة
فالباطن فيه الرحمة وظاهره عذاب الظن المر


الكنز في الإنفاق

يا فاتح الخيرات جُعلت من أسباب ما يُرضيه
وكنت يد الجود سبّاقاً إلى الوصول عن كريم يديه

مستمتعاً بأنعم حباك بها فارعها حتى تعود إليه
تفرّق جمعاً بعد أن كنت أنت من يدنيه

فلا تجعلها تقدّ القميص من قُبُلٍ تعميك عن عينيه
أرأيت من حرّم ما أُحل له يبتغي مرضاة من تُرديه

أعيذك بمستبدل الرضاء عند التوب يذود عن عاصيه
يا فاتح البركات الكنز في الإنفاق هو ذاك ما يُنميه

فاجمع الفرق أجمل الظن في حسن تدبير باريه
وأحمد له فالحمد بالفعل خُلقاً لا شيء في الأكوان يدانيه

والمكر لا يأمن عواقبه إلا من كان بالإحسان يُداريه
جُعلت لك الأكوان مطية وفيك أنت مكنون معانيه

فاصدع بما تُؤمر يكشف لك الغيب عن أخفى ما يخفيه
واسترجع الفقد فالوجدان فيه لا بل يزيد عليه

زبدٌ على موج

أُطاوعها والنفس أمّارةٌ
فأهيم على وجهي والحيرة مركبي

الليلُ بحرٌ تلاطم موجه
فمخرت العباب والسهد مواكبي

بالسوء تأمر تارة وتُغويني سفاهة
وأخرى تهدهدني حتى تسيل مدامعي

فما أنا إلا كزبد البحر
أعلو موجةً
ثم إلى الحضيض تنداح مضاجعي
سئمت ركب البحر هذا صراحة
فيا ليت شعري كيف تبدو مجامعي

أأظل مرتحلاً هذا دون راحة
أم سيأتي قريباً يوم راحتي

دعوتك اللهم عجّل علي بفرحةٍ
بفضلك تهدأ نفسي
وعلى شطّك ترسو مراكبي



الظنّ غفلة

أتوه عن الوصل فتنة المتأرجح
وأعود مُبتَدِأً بأكناف الظنون

لو لم يك وصلاً حميّة المتأجج
فالظن جنّة عابد أعشى العيون



مما رأيت

رأيت فيما بيني وبيني عجباً يبين ولا يُبان

هذا الفن في تكويني
بيان إعجاز بيّان البيان

خيالات أفكارٍ تجيء من بيني
مظاهر أشكالي بيان الترجمان

أُعاملكم ولا أعامل غيري
وليس ذاك سراً لا يُبان
فأنتم الآفاق من بيني
فيكم أُراني وبكم اُستبان

الاثنين الفريد

اليوم فريد
ففيه ابتسام السماء الوضىء

وفيه إشراق أكوان الزوال
بأنوار فبي

أستورد الشعر
فتأبى الظلال إلا أن تضيء

الترك أورادي
والذكر جواد جريء

الحمد دنى
وكأس سكري به أستضيء

الجهل مبلغ علمي
قبس نارٍ به أصطلي

فالوجد يكفيني
كفافاً به أرتضي

فيا اثنين بلّغ عني الزمان
بأني وفي




رحلة الأغوار

رحّالٌ أنا يا نفس في أغوار نواصيك
أجوب وديانك كعب دوار في بواديك

أشوف عُبّاد وكثير زهّاد حاملين بواريك
ألاقي كمان صعاليك غيلان سعاليك

أغوص في بحورك أستخرج مكنون لآليك
أطير في الجو أتسمّع ترانيم أملاك أعاليك

جوّاك الخير مدفون تحت جدران تعاليك
أدرّج عاطلة أكبح جماع عاجلات أمانيك

وزن بالقسط أتلمّس خروج أنوار دياجيك
ي س ط ه أستعطف أشدّ الحيل
ألا حق عاليات سماويك

ك ه ي ع ص تكفيني من شرّك
ومن ويلات جميع بلاويك
ح م تحميني من حاميات حوامل دعاويك
ع س ق تفرّق عني جميع فاءآت آفات نواحيك

ولا حول لي إلا به
يحول بيني وبين خافيات أعاديك
فسيكفينهم {الله}
وهو السميع عالم كل أركان مخافيك


قعد القيام

أيا ليل أين أنت قد أطلت البعاد
أضعتُ ليالٍ طوالٍ في مناجاة السهاد


مشتاقٌ إليك حنيني إليك يهزّ الفؤاد
القلب يئن التياعاً قد ران عليه أسمال الحداد

والعقل في حيرة يروم عقد زمام الجهاد
الجسد قد شاخ مولاه استساغ العناد

فيا ليت شعري إلام يدوم إهراق المداد
تداعت ظنوني وقلّت شجوني لنون المعاد

فيا نارُ كَوْني كفاني لهيباً كفاني انحياد
ويا ليل عُد لي بمسراجٍ يضيء وعور الوهاد

ويا نفس طيبي فالحمد خير خصال العباد
والحمد مفتاحٌ لتلك المثاني السبع الشداد

الفكر توّاه يضلّ كثيراً عصيّ القياد
والفقر مقام الرضاء بحسن انعقاد القضاء المراد




يا جيلي الغوث

سيدي عبد القادر يا جيلاني تجلّ للحظتي
فإني لكم وإني بكم في أشدّ سعادتي

سمعت تراتيل العلا من دوحكم في سويدتي
طربت وعادني ما يشبه الأحوال لفرحتي

دخلت الحان مخموراً بظني ألا هناك كخمرتي
فسقاني الساقي رشفة مني أضاعت سكرتي

ألا يا دن الهوى هلاّ ببعض يملأ لي كأس محبتي
ويا باز الغوث حلّق بي عالياً حتى أُشاهد سدرتي

ثمّ فأرجعني إلى حوض الهوى لتهوي عني غُمّتي
فاغسلني بخمر الصبابة والجوى حتى تُطهّر مهجتي


أنا سائلٌ متسوّلٌ وليس غير الفقر يملأ جعبتي
وأنتم الجُوّاد عبدٌ لقادرٍ يقضي عني حاجتي

وأنتم الغُوّاثُ كلمح الطرف هيا
هبوا لنجدتي
وصلى {الله}على نور الهدى وآلٍ هداةٌ لزلتي


راح النهار

تجود قريحتي بمشاعرٍ
طلعة الغِرَّ اليواسي

لما صحوت حُجِبتُ عنه
فالحزن ولا أحدٌ يواسي

كشف السبيل لكشف غطائه
فلربما بلقائه أجد التآسي

ذلك الغِرُّ من أنا كنته
وحينها قد كنت عوداً للمراسي

شُغلتُ عنه فإذا انتبهت يهالني
كيف أني قد دنوت من اليباسِ

{لله} درّك أياماً مضت
راح النهار ولم يبغ لي غير الأماسي

العُرسُ انفضّ عنه سامره
وكُشِف القناع عن غُبر المآسي



صراع التوائم

اثنان نحن وقد جُعلنا توأماً
صالح أولنا
والآخر بالهوى يتفسخ

لا أكاد أُراني بفسحة من نقاء
حتى أراه يشرئب بفعلٍ به أتسخ

صراع أنا في كل لحظة سجالٌ قائمٌ
يُجبُّ مرةً وتارة ينسلخ

كأننا على اقتسامٍ تعاهد حيُّنا
مرّة لناوالأخرى للمسخ كي يتسخ
يحرص ألاّ يُفضح أمره
يلتحف ثوب التقى به يتشخ

إن كررنا عليه فرّ مندحراً
وبدا الصلاح بالرضاء يمتشخ
فإن دارت علينا دائرة الوغى
بدا المسخ في أثوابه يمتسخ



رمضان

رمضان شهر ثلثاه قد رحلوا
وهذا ثلثه الباقي أهل

نحمد الرحمن في أولاه
أنّا قد رُحمنا
وثانيه غفرانٌ علينا قد أطل

نرجو ونأمل أن قد شُملنا
الغفران ذاك لجمعنا حقاً أظل

والعتق للنفس من نفساتها
وذاك لعله مسك الختام لعل


بهذا فهمناها

أحصيت فما بلغت حداً
لنِعَمٍ عليّ
والذنوب تكاثرت بسمائها

عجبت لمخطئ تغمره بالحسنى
يقابل سوءاً
والنفس يزداد عماها

فكما قيل قلبي على ولدي
وقلبه حجرٌ عليّ
لذاك من هذا فهمناها


سبحان الوهاب

لم أسع أستنطق الأوزان ممن كان قبلي
بل القرآن هادٍ لأوزانٍ أُهديتها ودليلا

وما كنت أحفر في الحروف أبحث عن قوافي
بل من الرحمن واردات بلا تفعيلا

ولست بقادم من حيث كان مكاني
بل راجع إلى حيث لا حيث ولا له تعليلا

أنا طالب ومطلوبي حاضر بأمامي
وذاك فضلٌ تفضّلُ فاضلٍ عنه لا لنا تحويلا


ولست بشاعر أدخل البيوت من أعقابها
بل ابن للسبيل أناوذنوبي أنوء بها حملا ثقيلا

فافتحوا الشرفات منها تهبُّ نسائم النجوى
والباقيات الصالحات خيرٌ ثواباً
والعلم من لدنه صراحة بلا تأويلا

تغبطني الأملاك على ما بدا لي
ومن يستطع الصبر يجد الرشد حاضراً تمثيلا


رؤيا

رأيت القوم مجتمعين عصراً
يقولون كالصاروخ انطلق السفاني

سهرت مسافراً في التيه عفواً
يصاحبني في السهو عني السهوهاني

وأستاذي بعد الحلاقة زاد نوراً
واضعاً موس الحلاقة في بناني

وإحسان بنيتي جاءتني مرحاً
من بينهم حيّتني سافرة الأواني

ورأيت الجن تسكن لي دياراً
رحبت بهم جيراننا دون التواني

ولما خشيت لأهل البيت منهم فزعاً
صرفتهم فتفرقوا خوف المعاني



منتظر البرهان

توسّعت مواعيني فوقفت سراً عند أعتاب المكان
ونفخت في مزماري فما برحت نوتتي أوتار الزمان

فإنني ما زلت أعتصم جدار الصمت خشية امتحان
أداعب الخطرات خيالات خلواتي من حين لآن

وحتى يحين ميقات جلواتي
سأظل مغلولا أتوقع البرهان




كهف الكفاف

كلما تطاولت أسعى
حثيثاُ أنشد ميساً لأشيد قامة التعمير

قيل لي عد واعدل
فلا لك إلا طه و يس سبيلاً إلى التغيير

فقصدت دار يس بمهجة وجلا
وأقمت الكفاف كهفاً بلا تدبير

وسلمت طه نتاج قرح قريحة
جاءت بإلهام أعجز التعبير


لهج الوهج

ولولا أن مهجته ليلٌ
تهجى على لجّته لهج الوهج

ومهجتي هجّت تقاوم هجر هجيجها
وحال دون إتمام منهجها الزهج

ليلٌ لُججٌ أهاج توهجي
فنهضتُ مهتاجاً أتهج هجاء الوهج





أتبع الأسباب

حُبست في جُبّ أفكاري فقالت الكلمات هيت لك
وغرّدت بلابل دوحتي بما لذّ وطاب

وغلّقت الأبواب هيأت للواردات آفاقاً رحيبة
فأمطرت سماواتي دقائق رفعت إلى درجة الأخوان كل الأصحاب

وشدّت قدور آمالي على نيران أنواري
فأخذتُ ما هو واجب وألغيتُ كل ما هو مستحبٌ من الألقاب

وجاءني من يحذرني مغبّة عنفواني
فقال لا تهرب إلى قمم الأحوال تريث وأتبع الأسباب

وما الأسباب غير نوتاتٍ تدوزن الألحان
على مقاماتٍ فريدةٍ لا مثيل لها
ما سمعت بها غير واحدة وما رأتها إلا عين حارس الأبواب

فحرقتُ مراكبي عند أعتاب قنواتي
وأرسلت أطلب مأمور حضراتي
فجاءتني إحدى ابنتيه تقول أبي ما عاد من أولي الألباب

قلت سبحان من لا يذهب ولا يأتي
ليس كمثله شيء
يسمع ويبصر في آنٍ معاً ولا عليه تخفى مهما تفرّقت أرباب


حنانٌ للحنانِ يُعابُ

كيف الخضوعُ يُفتحُ بابه
والكبرياء سورٌ بيننا وحجاب

والتذلل كيف قطف ثماره
والنفس جامحة لا تروم إياب

أتيت إليك يا رب تائه أوّاب
فبجاهك كيف تُفتحُ الأبواب

تقتص لي مني والقصاص حياة
وتغسلني لأُحرم عامراً أوّاب

ما حنانٌ كالحنان منك نراه
حنان الوالدين جنب الحنان منك يُعاب


السلب

سُلبتُ كياسة وكل فطنةٍ
ألا سُحقاً لقاطعٍ دون الطريق

شعبان ولّى بخيره وبشره
فلعل في رمضان نصحو ونفيق

قد أرّق سوء الحال مضاجعي
بُليت بأخطاءٍ بها صدري يضيق
أتباكى لغفران فتسيل مدامعي
أبتهل خشية وتضرّعاً
أرجو العذاب بي ألاّ يحيق

أعوذ بالتوّاب من حرّ نارٍ أُضرمت
أرجو لإيابي إليه لا يعيق

ويدخلني بأبواب بالمحبة أزلفت
ويكسوني سندساً وحليّاً من عقيق

شربت بالذوق كأساً مُزجت
وكأس بصافية رجائي أن أُذيق



وادي الظنون

أهيم بوادي بالظنون مطمطمٌ
وعلومي سرابٌ بآفاق الظنون

زُلزلت الأرض مواطئ الأقدام
والخطى عاثرات في حفر الفتن الطعون

بخيالٍ جامحٍ قد صرت قطباً
وواقع الأمر أنني شنٌّ شنون

أروم عفواً أُوسّط جاهاً
لأشعثٍٍ أغبرٍ بالمساجد قد يكون

كغريقٍ ببحر الظلام يائسٍ
يؤمّل إشفاقاً لنظراتٍ من عيون

صار بالأوهام ليلي دامساً
وفؤادي ساقطاً نحو البطون

فوا رباه عناية منك إليّ ونجدة
فقلها رحماك ربي أن كن فيكون

واجعلني إلهي بجاه المثل مخارج
عني وعن سوء دائرة الظنون




لا فَكَاك

أسوح في التيه مرتحلاً
بناقتي القصواء أقودها

متوهمٌ توجيهها وهي ماضيةٌ
على دربٍ مخططٍ بخفافها

عجبت إذ ما قطعت عتموراً
بدت لي عتامير بعدها
مرت ببيدٍ موحشاتٍ
وبيداً من الأهواء قطعتها

أنيخ راحلتي عند أبواب المدائن حيناً
وأخرى على المتن دخلتها

وأطلقها ترعى شجيرات حول الحمى حيناً
وأحياناً تظلّ رهن عقالها

تنطلق في البيداء حيناً خفيفة
وأخرى تنوء بثقل أحمالها

سئمت الترحال مرة فحاولت أن أبيعها
وعجبت إذ أنني لم أجد من مشترٍ لها

سألت تجار النوق عن سر رفضها
فقيل لي لأنك أنت معقول بها

أسري بها ليلاً هويناً خبيبها
ونسمات الصبا ترفرف حولها

وأسير بها في غيظ الهجيرة
وهي سادرة لا يُفلُّ عضالها

كم من فيافي على المتن قطعتها
والأنواء حولي تخطف الأبصار بروقها

وكم من غفار كنت أجوبها
وهي صامدة تطأطئ لعاتيات الريح رؤوسها

غير أني ذات يوم أهملت عقالها
ولا بالزمام حبستها

فراحت تصعلك أينما وكيفما
تبدت وازدانت الأهواء أمامها

وإني الآن أعضّ البنان تندماً
أتحسّر كيف أني قد أضعتها




غفلة قافلتي

تبلّد الإحساس حتى كأنني حجر صوان لا يحسّ مدى الخطر
ويبست الأطراف مني من سوء أفعال بناني والنظر

وتسامر الأقران حولي وأعجز عن مشاركة السمر
ببحبوحة أنس عرّسوا وأشقى أنا من طول السفر
ما خلوت إلى صديق إلا وكان من شياطين البشر

فإذا ركنت إلى الصلاح كان الصديق يراعاً يحتضر
أُقلّب الصفحات فلا أجدغير أهواء وشر مستطر

أُراجع ذاكرتي أبحث عن وميضٍ كنت به وأخطائي نستتر
أبحث عن قبس أو جذوة اصطليت بها يوماً أشر
فما وجدت ما يصعّد كلمات كن يوماً طيباتً
تكفّ عني شر الشرر
غير أني قد علمت أن ليس بالأعمال يدخل المرء جنات ونهر

إنما الفضل ورحمة وسعت منذ أن ذاك الخفاء ظهر
فابتهلت يكون حظي مقعد صدق لدى العزيز المقتدر

أستجير مقاماً للوسيلة خضِراً وفزت يوم الحساب إن ذاك المقام حضر
فاجعله يا ربي حادياً لقافلتي فحساب غفلاتي حاضر أبداً مستمر




ليلة الصيام

كقطع ليلٍ مظلمٍ كما قال المعصوم
فتنٌ علينا قد تهاوت

وبصالح الأعمال تفضلاً وتوفيقاً من {الله}
ربما تنزاح عنا تتفاوت

والصالحات إلهامات من الرحمن قضاء
وبالقدر تنفيذاً قد تساوت

تتنزل الأملاك من عليائها ببشارات وهدى
من الهادي قد تهادت
رمضان على الأعتاب على خير يستفتح الأبواب
كما به الأسماء جاءت

بركات من السماء تنزلت
وأسباب كالسحاب على الأرض تزاجت

الليلة أول الغيث غفرانٌ
فالحمد {لله} أُحضرناها وقد عادت



اليد الدنيا

أراك تحسب أني سعيد
باليد الدنيا تمتد مني

لا يا أخ الجود
فإني و{الله} أمدها بالرغم عني

كانت يدي العليا دائماً
وكنت أمدها ولا عنها أُغنّي

ولايةٌ كنت قد وُلّيتها
فما حفظت العهد ولا أُكنّي

فأُقصيت عنها
ولبثت في الأدنى قصاصاً وتعنّي
مددت بالرجاء أملي يجدد عهدي
ويعلن العفو عني

لتعود يدي كالعهد بها
مبسوطة تعلوا
وينتهي عني التعنِّ

مستنصر بك يا رب فانصرني
لا خاب مستنصر بك متعني







خاوي الفؤاد

عفوك اللهم من اعتراضي
جهلاً بحسن قضائك والمعاد

أوكلت أمري لاجتهادي
فوقعت تحت سيطرة العباد

تعبت في التدبير وفق إرادتي
ونسيت أنك أنت من يقضي المراد

هلا قبلت بعفوك توبة نادم
يرجو رضائك
ما لغيرك اعتماد
أسرفت وكنت لنفسي ظالما
فأصبحت مكلوما خاوي الفؤاد

وقفت بباب العزيز أنادي
بأعظم اسم له أصوغ التناد

فيا كريم أكرم وفادتي
وذاك مأمول من كريم جواد




أعدى أعدائي

تبّاً لصاحبة ما فتأت تزلزلني
وعجبت كيف تعلقي بها و افتناني

أزجرها فتبدو مطيعة
تتبعني خاضعة وبسيدي تدعوني

تطمئنني بخضوعها بطيب معشرها
وهي تبطن كيداً كيف تغويني

تسايرني وترخي خمار عفتها
فأراها عدوية بصلاحها تكلوني

ويطيب عيشي فرحاً بصحبتها
فما عدت أظنها تذلني وتهجوني

توهمني بولاية قد أحققها
فسبحان من في ليلة يصلحني ويهديني

ويسوقني وهمي لطاعتها
فإذا بها تكشف عن ساق فترديني

تُزين لي شهواتٍ كنت أكبحها
وتلوّن المرارة علقم شهداً وتسقيني

كم هي همّت وكم هممت بها
لولا حروف قرأت بها لتحميني

تجري الخيانة والغدر في دمها
فبئس صاحبة بالسوء تغريني

ضحوك لعوب الابتزاز شيمتها
وضيعة لا تراعي شيبي فتؤذيني



العشر العجاف

كُنّ عشراً تالفات بالبلايا زاخرات
كُنّ عهد القيد في السجن اللعين

قبلها قد كنت بكراً كنت فخراً
كنت داعية الحق والنور المبين

لزمامي كنت مالك
في طريق النور سالك
برفقتي الأنوار من طه و يس

كنت أحمل الأسفار أجوب الأقطار
أدعو سلوك طريق العارفين
أنشر العلم المفيد
عن الصراط لا أحيد
أطلب الحق وبه أستعين

كنت لليل قوّام
كنت قليلا ما أنام
تأسياً بسيدي سيد الأنام
أسير على هدى النور المبين

ثم دار بي الفلك
راودتني تقول هيت لك
أنت من قلبي ملك فصرت عبداً قد هلك
وذاك ما كان بعد الأربعين
رحت للحانات أمرح أغتنم صوت الملاهي أتجنح
أصحب اللاهيين عبثاً أتسنح
أستقي حتى أترنح
فغدوت بعد الطهر إمام العابثين
وجاءت الخمسون كثيفة تلوح ظلالها
ما كشفت بعد عن وجهٍ خمارها
فيا ويلي لو أنها
ستحاكي ما كان بعد الأربعين

غير أني بحبل الرجاء أتعلّق
أُنادي القوم جاههم أتملق
والمصطفى أدعوه في حبه أتمرق
أن يقبل توبتي فيكسوني ثياب العارفين

رباه أنني أبتغي الصلاح
أبتغي النجاح أبتغي الفلاح
ولا نجاة لي بغير عفوك يا معين
ربّاه إن الفضل لك ناصيتي بأيمنك
والفضل فضلك آته فأنت خير الراحمين
رباه أن النفس تركن للمجون
ولست بآمنٍ من أن تخون
وأخشى أن لا لها أقدر أصون
والمستعان أنت
فأنت من يهدي قطيع التائهين

حيّرتني أفعالها والعقل مكتوف حيالها
القلب يئن من سوء خصالها
يكاد اليأس يرضخني لها
فيا رب من يعلم حالي إياك عليها أستعين

قد قلت أدعوني أستجب لكم
فوا غوثاه إني متوجه لكم
سبيلي قصده لكم
قد قلت اقتلوا أنفسكم
فكيف السبيل وهي تأبى أن تلين

فيا من خلقتني من حما مسنون
وصورتني من ماء ممهون
فنفخت فيّ روحك ذلك المكنون
يا رب عبدك مستنجد بك من حرّ السنين

يشهد الليل هذا بأنني لك ذاكر
فلو أنني يوما بصدق
كنت قد ذكرتك في المنابر
فُكّ عني القيد أعيتني الأساور
ونجني مني
واجعل النفس ترضى كالصالحين
روحي محبوسة بقمم النفس الكئيب
تبتغي تنسل إلى بحبوحة الأنس الرحيب
تنادي من الأغوار تستنجد
بمن قبل أن يسمع يجيب
فخلصها يا إلهي
لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت في الظالمين حسيب
طلبت العفو يمنحني الرضاء
أستزيد الحسن والسوء يفند
ممن طلبت غير رب العالمين





حبيبي دعاني

حبيبتي قد كنت أنت غرة عين الحبيب
علام الجفاء وشوقي إليك لظيّ اللهيب

بهيا إليك بلال ينادي يريح الحبيب
غرامك أفنى فؤادي وضلّ من لك لا يستجيب

فهيا إليك ودع عنك هذا اليراع النهيب
حُرمت كثيراً عناق العطف هذا البض الرطيب
وذقت طعم مرار جفاء الحضور المهيب

دعتني لحاظك طرفة عين المحب اللبيب
فقمت إليك أُقبّل هذا البنان الخضيب
رشفت لماك فذبت لوله حرمان المشيب
وفاضت عيوني فرح لقاء الحبيب القريب

عزولي استعذت ب{الله} منك وإني المنيب
حبيبي دعاني فكيف ب{الله} لا أستجيب

وصلى {الله} صلاة مُحبٍ
على الحبيب الحسيب الحبيب






رياح الجود

سأظلّ معتكفاً بعتبة داركم
حتى أجد حلاً
سوى النوم في الطرقات

وأبيت مرتضياً بحسن قضائكم
إن كان لي حظاً
في سالف التركات

مترنمٌ دوماً بطيب خصالكم
وأنتم الجود كالريح
لا تنزل عن الصهوات


الحرُّ عبدٌ

أصبحنا وأصبح الملك {لله} الواحد القهار
فيا نفسُ كُفّي إن محو الليل يُثبته النهار

الانقياد من شيمي وشيمتك التدني للصغَار
فبه أسير إلى الأعالي وأنت قيدي والإسار

ولا سبيل إلى الأعالي إلا بتضييق السوار
العود تحرقه يعلوك طيباً من فوق نار

الكرّ والفرّ أرهقني ولا محيص عن الفرار
لا تُقبل ولا تُدبر فبين البين يكون الانتصار

وكُن أُمّة وسطاً فالشهود في الوقف لا في الانحسار
عجباً لقولك هذا والفعل مغلوبٌ بأهواء الغيار

لا لا ألا مهلاً فالقول فعلٌ وليس غيرك بالديار
والسرّ في نقطة سالت إلى ألفٍ ثم عمّت كل أنحاء النهار

الحق مختار وفي الحقيقة إطلاق تسييرٍ لا إختيار
والحرّ عبد {الله}ملكٌ واحدٌ قهّار

أنا تاكلٌ هميّ على الذي يعطي لا يمُنّ ولا يبدي لك استكثار
هو عالم بالحال يُغنيني عن سؤال فلا ألحُّ ولا أُصاب بإنكدار

سبحانه جلّ جلاله فجماله فوق أغصان الجلال يفوق أضواء النهار
الفرح يغمرني والجسم خفّ على برد الرضاء مجهار


ما دام يدوم

ما دمت تنطق يا لساني فلا تكُفّ عن الدعاء
وما دام الحظُ موفوراً فلا تُغلّ أيديك عن العطاء

وما دامت الأنفاس مائجة فواجب الشكر على البقاء
وما دمت الآن حيّاً فتزوّد قبل إدراك الفناء

ما دمت في الدنيا مسافر فارتفق سنن الوفاء
وما دمت في الأيام عابر فاقطع الوقت وقفاً للعناء




أوساخ

ألا يا صاح رفقاً بعزيز قوم ذُلّ
فالذلٌّ للأحرار بعد العزّ نار تتلظي

قد صار يقبلها وفؤاده متحسّرٌ
هذه الأوساخ كان يرفضها النبي

قد كان يرفضها ويدعو لنبذها
وفي ذاك تأسياً بما كان يفعله النبي

لا يمُدّ يداً ليطلبها تعففاً
قد كان يداً بها يمدّ وبها أُخراه لا تعي

كان يخرجها وقلبه وجلٌ
يخشى الرياء والنفس تأمر بالردي

فوا حسرتاه صار يقبلها
الحرُّ قد ذُلّ بعد إذ كان الندي




لا نجوتُ إن نجوتِ

أنا أو أنت يا نفس لا نجوتُ إن نجوتِ
عبثاً تحاولين خديعتي مهما صمت أنت أو صليت

كم كم وكم كم وجهي في التراب قد مرّغتِ
وكم كم عدت تستسمحينني فيا طال ما أنت قد بكيت

تحبينني !!أعلم ذا وأعلم كم وكم أنت بي غدرت
فكم عفوت وكم كم نصحتُ لكنك أبداً ما انتصحت

من نورً أنا خُلقت والنار أنت قد أُضرِمت
كم صالحات كُثر ادخرت لكن لها أنت قد أحرقت

تقولين توأمين أنناليتك مِتّ يوم أن ولدت
لولاك كنت أنا الآن في الأعالي إليك عني لا نجوتُ إن نجوتِ

تقولين لا حلاوة بغير نارٍ ربما تكوني قد أصبت
تقولين النور والنار توأمان فطيف هذا قد علمت

تقولين سأستغفر لك بعد كل هذا الذي فعلت
تقولين {الله} غفّار نعم ولكن كيف المكر أنت قد ضمنت
المكرُ غير مأمونٌ أم بهذا أنت ما سمعت
هل اتخذت عند {الله} عهداً أم الغيب أنك قد اطلعت

فربما الخير في الحياة تعملين وإذا بالشرّ قد ختمت
ولربما شرٌّ حياتك كلهافإذا بك على الخير انتهيت

فنحن بين إصبعين يُقلّبان كيف الرحمن شاء
أرجو أنك قد فهمت فتذللي وتخضّعي
لا كبرياء كما الحال عليه أنت

وتعلقي حبل الرجاء فلربما نجوتُ إن نجوتِ
تسألينني الدعاء بل لك أنت يُستجابُ إن أنت قد دعوت
هكذا مكتوبٌ في القضاء فليتك كنت قد سجدت



وا غوثاه

أعلم أني في مرّة من الأوقات كنت هلفوتاً
لا أخلاق لي ولا دين

وإني إذ ندمت على سوء أفعالي
أعلم أني كنت مأموراً في سمحي وفي الشين

امتحانات تتوالى وابتلاءات قصمت ظهر الأماني
لأكون ولو بالجانب من ريح المساكين

وإني إذ أمخر عباب بحر اللوم هذا
أخشى أن يكون التعالي هو الريح
تدفع أشرعة سفن المدعين

فواغوثاه يا سيدي خذ بيدي
فالأنا مني تعالت
وتمادت في الغواية كل حين



الاثنين السعيد
ليت أن لي فيك يا اثنين موضع قدمٍ لما كنت أشقى أبداً
فشربة من حوضك تمحي خطايا المغضوب عليهم
وكل من كان في زمرة الضّالين

أول الفتح فيها{ بسم الله الرحمن الرحيم }
تنزّلت لمقام رب العالمين الرحمن الرحيم
جاء رءوفاً رحيماً بالمؤمنين و كافّة العالمين

ولقد التقيت جلالاً فقبلته
وصلى بالناس
ثم أقمتها فصلى بنا
والتقيت أكثرهم وقد كانوا مبتسمين
ثم رحل الجمع فقصدنا دار سلمى رحّبت بنا مضيافة
و ذهلنا إذ التقينا جميع الصبيحات أخواتها
فلهج اللسان بالشكر وقلنا بكلنا آمين

ونلنا سعادة الدارين ولمّا نروح لأخراهما
وما قيل لنا عودوا واعدلوا
فالعود منا مثقّفٌ والنار أصبحت برداً وسلاماً
لأجل طه ويس

وليت لي كان فيك يا اثنين تفكّر ساعة
إذاٍ لقطعت السبعين عاماً شاباً
لم يخطّ عليه الشيب آثار السنين

ولكنت الآن في كنف الرضاء بلا كدحٍ
أشاهد أني وربي على البراق غاب قوسين أو أدنى
من سدرة منتهى العارفين


ثالث الاثنين

وبعد يا اثنين اليوم الثلاثاء أقربهم إليك
أول جار من السبعة أوصى الحبيب بهم
الآن وكل حين

فماذا فيك يا ثالث الاثنين
أحد صمد إله الحرب على انقسامٍ
وعادات وعبادات بغير تفكّرٍ ليس لها أن تمحق الشين

رأسٌ يحمل النواة لذرّة فُتقت
يطوف بها حول كونها سبعاً
ويسعى شوطاً بعد شوطٍ يحاول رتقها ليظهر الحق المبين


ساعة مع ربي

أستغفرك ربي
عن كل كبيرة وجميع ما ارتكبت من الصغائر
وأن لا يزيغ بصري ولا يطغى الفكر على البصائر

أستغفرك يا مولاي
عن كُلِّ كَلَّ آهٍ تفوّهت بها مني الحناجر
عن كُلّ أُفٍّ نفخت بها الأفواه اعتراضاً على المصائر

وأن لا ألتفت عني فيلهيني عني التكاثر
وأن على الحسن تجيء خاتمتي
قبل النزول إلى اللحد في بطن المقابر


روعة النجوى

طرقت الباب حين كلّفني
وبحب من بالدار أكلفني

وجئت يد الأقدار تدفعني
وإحساس من الأعماق أرّقني

ألا يا عازلي كُفّ عن شجني
حبيبي بطرف الطرف أطمعني

دخولي في شعاب النفس حيّرني
وتشابك الأغصان بالشعب أفزعني

مروجٌ وبيدٌ وغابات تُطالعني
وبحدائق الحيوان الوحش آنسني

سباعية الأوتار والعزف يطربني
فذبت من وجدٍ حين العزف أسكرني

فيا لروعة النجوى حينما تُغيّبني
وعلى السلام هدوء البحر أبهجني



وارد

تتزاحم أملاكي بدلاءٍ كلٌّ بدلوٍ يطلب ماء القيعان
والسر ببئر النجوى والإلهام بذاك من الرحمن

وحول البئر جلمود الطين يؤرقني والحيرة نوعان
هذا الظالم نفسه يحتار لماذا هذا الظلم
لماذا هذا الحرمان

وذاك العالم يحتار لماذا جهلاً يزداد ما طالع بعض بريق الديان
كان الأول ذاك سؤالاً وتوال عليه التبيان
وهذا وارد من نوم كان بين بين الصحيان


دعاء

اللهم ربي اجعل لي سلطاناً
سبحانك ما أعظم شانك

ألا يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك
واجعل لي برهانا

يا حليم يا مهيمن
إنك أنت ألعلي الخبير
وأنت القوي العزيز

آياتك النفوس آياتها الآفاق
وسعت كل شيء علما
ما وسعتك أرض ولا سماء
وإنما القلوب
اللهم ثبت قلبي على دينك
آمين

ربي اجعل لي سلطاناً
النفس سويتها فألهمتها فجورها وتقواها
اللهم أنر لها طريق التقوى
وجنبها مسالك الفجور

ربنا ظلمنا أنفسنا
فاغفر لنا وارحمنا
حتى لا نكون من الخاسرين

رحماك ربنا غفرانك وأمانك
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

أنت المقدم وأنت المؤخر
لا إله إلا أنت
تحي وتميت وأنت الحي لا يموت

بيدك الملك ولك الحمد
وأنت على كل شيء قدير

اللهم اجعل لي سلطانا
فوضت أمري إليك ووجهت وجهي نحوك

فاطر السماوات والأرض
أفرغ علينا صبرا وابلغنا سوح التجلي والتخلي
يا رب
أنت أرأف بي مني
وأرحم بي مني
خذني إليك بذلي
يا رب
آمين
اللهم أستغفرك يا رب العالمين
حباً ومغفرة

أعوذ بنور وجهك
أشرقت به السماوات والأرض

وما كان {الله} ليعذبهم وأنت فيهم
وما كان {الله} معذبهم وهم يستغفرون
غفرانك وأمانك
في ظل ممدود وماء مسكوب
وفرش مرفوعة عرباً أترابا

اللهم اجعلني حاضراً معك
يوم مقدمك تحت ظل رحمتك
يا أرحم الراحمين
يا رب العالمين
آمين



مناجاة

حبيبي أنت لي غافر فسلطان الهوى آمر
وإني في حسنك الحائر أناجي طيفك الهاجر

أريني وجهك الناضر فذكرك الكأس والسامر
ومُنّ علي كن ناظر بطرفك ذلك الآسر
سباني حلمك الغامر

جفائي من حظي العاثر
حناناً من لدنك لي سافر
لعاشقٍ كنتُ أو كافر


دليل الحب

هذا دليل الحب
أنك قد سترت مساوئي

فهلا بفرط الحب تبديل
وأن تزيد من لدنك محاسني

وما العقوق مني
إذ عصيت كان بخاطري

فإنها وقرين السوء
على أمر سبق
كانت تعمّي ناظري
وإني أشدُّ الآن إليك نواظري
راضٍ وإني سعيد بجنة حاضري

أراني بعينك في نعيم قائم
فعينك بالحب
تمحو كل عيب ألمّ بظاهري
سؤال

أظل أمدُّ أيادي السؤال يقرّب ربي بعيد المنال
عبد ذليل يعيد السؤال وربٌّ عزيز إليه المآل
فوا رباه تجيب السؤال

إليك أشكو ضعيف الحيال أخاف مكر الزمان المجال
أخافك ربي دموعي تُسال شوقي إليك يضئ الليال
فلا تكلني لحيف الظلال

أسوق إليك حليل الجمال تقبله ربي زوج الكمال
أغثني به لنيل المحال ففي حبه يُجاب السؤال



سائق الأظعان

يا ليل آخرك الرجاء والشوق للمحبوب غامر
الصبر معراج الرجاء والعون منك لكل صابر

يا سائق الأظعان قد طال السرى والقلب ساهر
فأعرس بهذا المنحنى فالفجر قد جاء يناظر

قد كلت الأقدام من وطأ الثرى والظهر عاقر
وبحت الأصوات من الغناء ولا مغامر
وعنت القلوب لحادي الركب تستحمي المجامر

الفضل المحض

أتمدّ يداً إلى الأغيار تنتظر العطاء بلا أمل
و{لله} أيد البسط لا تكف عن العطاء ولا تَمَلْ

وتركن إلى الآفاق تستنطق الأوزان بكل كَلْ
وفيك تُستبدلُ الظلمات حتى لا يكون هناك ظل

لا تسأم من الدعاء تزداد خيراً قد أظل
لا تقنع بما أنت فيه جاحداً حسناً أطل
فأعلم أنما أنت فيه هو محض فضل قد أهل




نعمة الفقر

لو أننا حقاً توكلنا فما ذاك إلا في الظلال
وما لنا في الأمر شيئاً إن توكلنا
إنما هو الإذن لذاك بلا جدال

الرزق في اللوح معلوم والرحل ما فيه عليه دال
والعلم للعقل تذكُرٌ كالكحل للعين عند الاكتحال

فانعم بفقر أنت فيه فالغني عندك لا محال
لو أنك دائماً تحتاجه يدوم الذكر لا عنه انشغال

واشكر للذكر ذاك ذكرته
سيذكرك الكريم كما قد هو قال


يا جامع الأشتات

يا جامع الأشتات لُمّ الشمل
يا إلهي
أنت إليك الانتقال

ودعاؤنا لك بك منك
إلاك أنت لا يكون الانفعال

والعقل حين يزوغ الفكر
أنت قيوم الفكر من انفتال

سبحانك اللهم السبحان أنت
لا إلاك تسبيح لا مقال


يوم الامتحان
يا فتاح يا عليم تشرح لي صدري وتيسر ملاقاتي
عقدة لساني تنفك حاضر معاك وتصح إجاباتي
تكون يداي وتكون حجاي وبنورك تقضي حاجاتي
والقوم معاي ساندين وراي بجاهم أحقق مراماتي

يا رزاق يا كريم بارك خطاي وتكون دوام مرفوعة هاماتي
يا سندي ومناي تكشف غطاي وتعلو بعزك مقاماتي

حنانك معاي وحلمك دواي أقبل دعاي واغفر خطيئاتي
وارحم معاي أمي وأباي والناس جميع وكل أخواتي

يا رب معاي سدد خطاي حقق مناي فيك تكون صراعاتي
مسكين أعيش ولامن أموت قلبي مليان والمال في دياتي

سلام يكون من رب حنون قولك فنون الماضي والآتي
والصلاة والسلام لنور العيون ليه شوقي وكل صلواتي



من لي غيره

جميلٌ فيه وحسن ظني ذنبي العظيم يعفيه عني
لو تُرك الأمر لي فلن أُغنّي وحسبت أني
سوف أقسو علي المُغنّي

استفتيته فيما حاق بي فوجدت أني قد ظُلمت
وأن ذاك عليّ منّي


ورأيت أني مخطئاَ كل النواحي فالويل لي لو لم يعف عني
تأملت أني فوجدت مسخاً داخلي ولرب مسخ وزنه فاق التمني


ووزنته فوجدت وزناً لا يساوي
وأوزاناً عددت فما وجدت أخف مني

شكمته حيناً وأحياناً كثير زاغ عني
فمن لي غير من ما غفل عني



ليلي أنت له المنار

يا رب إليك تكلت همي
دعوتك بالنهار جلاء للجهار

وبالمساء تعسعس الأحمال
عن وضح النهار

بالألف سال من الخفاء
يجري بحروف آيات الشفاء
من حيف ظلمات من حرّ شر النار

دعوتك بالنهار سرّاً وجاهرت بالليل عسى
عني تنجلي سحب الغبار
ظلام الليل يُجليه النهار
وليلي أنت له المنار
أقداح الفضل

سجين أنا وما زلت في سجني
أمني النفس قريباً ينتهي حزني
سيأتي حثيثاً من أراه يخبرني

{الله} أكبر لبيك سعديك فرّحني
إليك كسير القلب صاحب الحان أرسلني
يناديك نديماً والدنّ والأقداح تُعجلني

أُلبي النداء سريعاً فالحِب ينظرني
وأشرب نخب أفراحي والفرح يغمرني


أُنادم الفضل والأقداح بالفضل تشملني
فتغيب أحزاني وخمر الفرح يسكرني

لا تحاول أبداً أن تعاتبني
واتركني فإني بالترك أهجر من تراودني

سكرت وليس عليّ من حرج يجادلني
تمنيت وليس عزيزاً عليه أن يجاوبني




أنا من أني

أنا إن تأنيت ففضلك رافعي
وإن أنا قد سبقت
فإنه محض فضلك يا معين

ألا فنادني يا من ما دنى
وإليك أنت مرجعي
فبي منك تجسيد آيات الجنين

يا طارق الأبواب طرقت مضاجعي
عجّل بفك صدأ جنازير المعين


أُراني في الآفاق منتشراً بكل مجامعي
وأرنو ليوم الركن في الكنف المكين

فيا جامع البين ويا قارن الفرقان
بمدامعي أسرجت سراجي عساني أستبين

لا حول لي إلاّك بها شددت مقلاعي
وقوتي مشدودة بحبل رجائي لأعتاب المعين

فنجني مني وخذني من بيني
أعود إليك أحمد العود الأمين


الصادق الأوّاب

من غيرك لي
إلى الأبواب أطرقها
وتهجرني خليلاتي
بعد ما غلّقن الأبواب

وتخسأ كل من كانت تراودني
أُسابقها إلى الأبواب
والبرهان بالأعتاب

ت{الله} كدت أزيغ
لولا رحمة التواب قدتني من دُبرٍ
وبذاك كنت الصادق الأوّاب

الباب الواحد

جاء يحذرني من شر العدوان
يلبس جلبابا أبيض
حافي القدمين
والرأس دون غطاء
وكان مربوعاً قمحيّاً من بين الألوان
ثمّ التفت فقال
هذان بابان
فقلت له هذا باب واحد لا اثنان
قال
الباب الآخر داخلك
يفتحه الفرقان
فاسلك ذاك الباب الآخر
تضلل هذا العدوان
{عليك بأن تشرك داخل حائطك بإنسان}

كانت هذي رؤيا
خشيت عليها من نسيان
وهذا البيت الخاتم خاتمها
بلا أدنى نقص كان
لعلي أفهمه يوماً
يُبعد عني التوهان



قيود المثاني

بك أرتقي وإليك أشدّ الرحال
فإنك أنت الأنا وإنك أنت المحال

فيا موطني رحيلي إليك تكرار السؤال
عطورك تأتي تفوق أريج رياح الشمال

وطيفك مخضوباً أراه بأعطاف جلال الجمال
حنيني إليك جناح يتوه عن كل معاني الكلال

عن كاهلي يرفع جميع جواني الظلال
فيا موطني أعرف حتماً إليك المآل

يقيناً أعود وليس خيال أطيافٍ ثِمال
أُلاقيك دوماً عند اجتماع مثاني الحلال

عني أغيب لأحضر حفل انقطاع العقال
وحالاً أعود رهن قيود المثاني الثقال

فيا ليت شعري متي
تدوم الأنا بين طيّات المحال




الكأس المقدسة

لو خُيّرت قلت هيت لك خذني
لقد اكتفيت من لهو الحياة بين أموات

وما عنيت بالأخذ أن تقتلني
إنما أردت القرب منك قبل الممات

وإني لأرجو ألا يكون التمني اعتراضاً
لواقع الحال من حولي فرضته مقامات الحياة

فالواقع هو الدنُّ فيه مقامي
والكأس المقدسة الساعة والميقات

تتحدث عن المقامات الساميات
وأنت الحيرة حولك تنسج الشبكات




قول يا رب

عايز تكبِّر {الله} جوّاتك
ما في السمح والشين
تتكِلْ لجناب عظمتُه الدون من مقاماتك

قول يا رب رحمن يا رحيم
يكفيك جميع بلاوي أعداك
وأعظمهم نفسك الجوّاتك

قول يا رب لطيف يا خبير
فيّاض الفضل للعاصي والطائع
علاّم الغيوب يغفر لك جميع سيئاتك

قول يا رب رءوف يا ودود بالفرح يغمر جميع ساحاتك
كتاب الحساب عند ربك الجوّاتك
السمحة بعشرة وقد تكون بآلاف
والشينة فد واحدة
وبفد سمحة واحدة من الشينة تنمحي العشرات
فأحمد ربك في كل وكت وما تنسى أوقاتك

أوقاتك الخمسة معراج وصول لربك الجوّاتك
تحقق سلاماً فيك تعمّر بيتك الجوّاتك
تشع بالنور كل قسماتك

كل ما خطر بالبال عن {الله} هو بخلافه
فتمسّك بساق العرش
تكون أنت الصرح عليه تجلس ملكاتك
وفيك يتنزّل شعاع الخير يضوي كل باحاتك


الغفران أسرع

إن كنت كُتبت شقيّاً عندكم
فتوسلي بكم إليكم أن تعفُ وتغفر
فلا لغير حضرتكم يلجأ المحتار

وأسوق رجائي على جناح محبة
لسيّدٍ هو عندكم خير الخيار المختار

فلا تتركوني هائماً أتربص
فلا أعجل من برّكم غير غفرانٍ منكم
هو أسرع من لمح طرف عناية العزيز الغفّار

ولا أجد دعماً لرجائي غير أخطائي
تقلّبتُ عليها ليالٍ طوالٍ وعديد أوقاتٍ من نهار

وإني الآن أرى بأم عيني مغبّة أفعالٍ
بها اعتركت الأعضاء مني
غير أن ظني في سماحتكم جميلً
ألا فاقبلوني تائباً محتار

بكم أشدّ حيلي ولولا ما يلوح لي فرجاً
من جناب خير خياركم
لبت بأسفل سافلين يائساً منهار

أنتم الغفّار للذنوب جميعها
ولولا ذلكم كنا الآن حطباً يئول إلى رمادٍ
جرّاء حر النار


أيّ امرأة !!

أنا لا أرى امرأة غير هذي
التي تقبع داخل أضلعي تمازج أمواج نَفَسي

وليس غيرها امرأة في العالمين
قادرة تلبي شغفي وشبقي وأن تغسل رمسي

لا أرى في نساء الكون أجمل منها
و لا أنور من وجه
أراه الآن أبلج مما كان عليه في أمسي

وإن جاز لي في الغد أن أرى حسناً يفوقه
فهو هو في كل آنٍ له ما يُفاجئ حدسي

هل لعلي بعد ذا أجد السكينة تملأ دار سَلْمِي
وأن تغرّ العين بما يراود الآن يقين عَرْسِي

الآن وقد يكاد برداً يكون سموم رياح عواصفي
وتبدأ في الرواح أسراب هواجسي
ويقبل ليلي فتُقرع الأجراس تُعلن العالمين أوان عُرْسِي

لعل أن في رمضان هذا يبدأ الغيث
بعد الماضيات من العجاف يعانق سبعاً سِمانٍ
يُتوّجهن القيام لساعةٍ ما بين العرش و الكرسي

ولكن كيف يهدأ البالُ
وعلى الظهر حمل أثقالٍ من حقوق الغير
ما بعد استوفيت
وهذا ما يكدر جوانب الحدس من حسّي

فيا ليت يا ربُّ أني متحررٌ من قيد غيري
متفرّغ لفك أساور معصمي
لأجد أني أصارع العاديات في نفسي

وليس ذاك بمستعصٍ عليكم
فأنتم الأجواد فُقتُم الجود رياحاً مرسلة
والظن فيكم جميلٌ
لا بل الأكيدة أنكم أعظم حفظاً من آية الكرسي


*******

دَاوَمْتَها الليل تنادي شفيعاً ما هو غائب
هو المشغول عليها يخاف عليها من حر النوائب

تقول آهـٍ يا حبيبي يا ضمير كل الحبائب
عرفاك سامع وديما شايف الليك تائب

**************

خاتمة الديوان

ليس ما كُتب على الصفحات شعراً
ولا هو نثراً ولا هو آيات
فالآيات تعبير كلام رب الأرباب باسمه الرحمن

بل أنما كُتب ما هو إلا إطارات تعبيرٍ
عن إلهامات نفسٍ حائرةٍ
تحاول أن تجد رب بيتها مستقرّاً هنا و الآن

انفعالات النفس لا حدود لأبعادها
لا لها لون ولا رائحة
هي من رَوْحِها خرّت المياه جارية
فنشأت الحياة بالشكل والموضوع على هدى الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المهاجر منه إليه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـدى طــلاب جامعــة القاهــرة :: المنتدى الادبى-
انتقل الى: