إليك سوف يظل الصدر والرأس

قصيدة: مطيع إدريس

لم يبق بعدكما للشعر مقياس
ولا أناس لموسيقاه هم ناس
لم يبق شعر له طعم ورائحة
إن قيل تهفو له نفس وأنفاس
لم يبق إلا كلام من حداثتهم
يدعونه اليوم شعرا وهو وسواس
ليست له صفة في الشعر أو صلة
بما تفيض به روح وإحساس
بما يجود شعور لا افتعال به
إن راح يهتف مداد وقرطاس
لكل صاحب الحان يرددها
ما فوق أمواج بحري مصر نوراس
ما بين أجمل شطآن تظللها
شمس إليها من الأقزاح أقواس
يا شاعري بوادي النيل معذرة
إن قلتها لكما والشعر أغلاس
إن القصيدة ماتت بعد موتكما
وبعد أن مات محمود وعباس
كذاك ناجي وطه والذين لهم
مازال في ضفتي النيل أجراس
مازال صوت أصيل الشعر باسمكما
لم تكب يوما له في الساح أفراس
يا شاعري مصر في عصر سما بكما
عصر قصائده بر وألماس
الشعر ما عاد لا ماسا ولا ذهبا
كأن صائغه للطبل نحاس
كان ما قيل شعرا في حداثتهم
قد ساسه في بلاد الغرب سياس
كي يحصدوا كرم أغناب معتقة
يطيب فيها إلي عشاقها الكاس
يسترجع القلب موسيقي بها لكما
في كل قافية مجد وأعراس
يا خير من سطر للشعر ملحمة
إنا لفصحي أصل الشعر حراس
إنا سنبقي علي عهد ألوفا أبدا
رغم الذين علي إرث الألي داسوا
رغم الذين محال أن يكون لهم
إلا تساقط أوراق وإفلاس
يا مصر لا تجزعي في كل قافية
إليك سوف يظل الصدر والراس